وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى مطار حلب الدولي، شمالي سورية، اليوم السبت، على متن طائرة أقلّت 37 طنّاً مترياً من الإمدادت الطبية الطارئة، بهدف الاستجابة لما خلّفه الزلزال المدمّر الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي يوم الإثنين في السادس من فبراير/ شباط الجاري.
وقال غيبريسوس أمام الصحافيين من مطار حلب، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام "سانا"، إنّ هذه الإمدادات الطبية الطارئة "سوف تساهم في تقديم دعم طارئ للأشخاص المتضرّرين" من الزلزال.
وأوضح المسؤول الأممي أنّ منظمة الصحة العالمية سوف تواصل تقديم الدعم للمتضرّرين من الزلزال في سورية "عبر نقل مزيد من الإمدادات الطارئة"، شارحاً أنّ شحنة اليوم هي "الأولى، وسوف تليها شحنة أخرى غداً (الأحد)" محمّلة "بأكثر من ثلاثين طنّاً مترياً" من الإمدادات.
وشدّد غيبريسوس على أنّ المنظمة تعتزم "توفير الإمدادت الطارئة، خصوصاً تلك الضرورية لإدارة الصدمات (تروما) لدى الأشخاص المتضرّرين من الزلزال".
Arrived in Aleppo, #Syria, with additional health supplies to help people across the country.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) February 11, 2023
I’m heartbroken to see the conditions survivors are facing - freezing weather and extremely limited access to shelter, food, water, heat and medical care. pic.twitter.com/2xZ97Azs7i
وعبّر غيبريسوس عن قلقه إزاء تداعيات الزلزال، لا سيّما لجهة شلّ الخدمات الأساسية من قبيل المياه. وقال إنّ "الناس معرّضون لأمراض الإسهال... ولمشكلات صحية أخرى، خصوصاً مشكلات الصحة النفسية".
ويعتزم المدير العام للمنظمة الأممية، بحسب "سانا"، القيام بجولة مع وزير الصحة السوري حسن غباش ومحافظ حلب على بعض المستشفيات ومراكز إيواء المنكوبين في مدينة حلب التي تضرّرت بشدّة من جرّاء الزلزال.
وقال غباش الذي كان في استقبال غيبريسوس، للصحافيين، إنّ لزيارته "أهمية كبيرة من نواح عدّة. فهو سيطّلع أوّلاً على الواقع وما تسبّبت فيه هذه الكارثة". وتمنّى غباش أن يطّلع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على واقع المستشفيات وما ينقصها من تجهيزات"، معوّلاً على قدرة المنظمة على "إمدادنا بها لتقديم الخدمات الصحية المطلوبة".
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإنّ نحو 50 في المائة من المرافق الصحية في سورية خارج الخدمة، فيما تلك التي تعمل تعاني من نقص في المعدّات والطواقم الطبية والأدوية.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، في مؤتمر صحافي اليوم السبت، إنّ "الاحتياجات هائلة حقاً، ونحن حالياً قلقون بشأن هذه المرحلة الحادة والوقت الحرج".
وتعتزم المنظمة، بحسب ما أعلن مدير الطوارئ الإقليمي ريتشارد برنان، توجيه نداء تمويل من أجل سورية وتركيا بقيمة 40 مليون دولار أميركي. فالزالزل الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري يُعَدّ واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها المنطقة منذ قرن. وعلى جانبَي حدود البلدَين، تهدّمت آلاف المساكن، في حين تكثّف فرق الإنقاذ والإغاثة جهودها بحثاً عن ناجين، على الرغم من انقضاء الساعات الـ72 الأولى الحيوية، في حين يزيد الصقيع من صعوبات الوضع وما زال المئات تحت الأنقاض.
(فرانس برس)