غوتيريس يشدد على ضرورة سد الفجوة التكنولوجية بين الجنسين

06 مارس 2023
انطلاق "لجنة وضع المرأة" في دورتها الـ 67 بالجمعية العامة (ليف رادين/لايت روكيت)
+ الخط -

شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على ضرورة سد الفجوة التكنولوجية والرقمية بين الجنسين وتمكين المرأة بشكل أفضل.

وجاءت تصريحات غوتيريس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في افتتاح اجتماعات "لجنة وضع المرأة" في دورتها الـ 67 وتستمر الاجتماعات الحالية لأسبوعين بحضور ممثلات عن المجتمع المدني ومنظمات غير حكومية وحضور رفيع المستوى على مستوى وزاري من عشرات الدول، بالإضافة لممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

وتركز النقاشات هذا العام على قضية المعرفة الرقمية وتمكين المرأة والتعليم في العالم الرقمي تحقيقاً للمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، وسيتم تقييم التقدم المحرز في تنفيذ الاستنتاجات المتفق عليها في الدورة السابقة والمتعلق بالتحديات والفرص لتحقيق المساواة وتمكين النساء والفتيات.

وستعقد عشرات الجلسات وورشات العمل الرسمية وغير الرسمية لنقاش مناطق أو مواضيع بعينها كوضع النساء في أفغانستان وفلسطين وسورية والمرأة والإسلام والغذاء والاقتصاد والنساء الريفيات والتعليم والتغيير المناخي وتبعاته وجائحة كورونا وغيرها من المواضيع الإقليمية والدولية.

وتحدث غوتيريس عن "الهجوم المضاد الذي يقوم به النظام الذكوري حول العالم ضد حقوق المرأة... والتقدم الذي أحرزناه على مدى عقود يتبخر أمام أعيننا"، وتوقف عند الوضع في أفغانستان والتراجع الذي شهدته حقوق النساء هناك بما فيها حرمان قطاع واسع من النساء من التعلم والعمل تحت حكم طالبان.

وشدد غوتيريس على أن بقاعاً مختلفة من العالم تشهد كذلك تراجعاً في التقدم الذي إحرزناه، حيث تشهد تهديداً وانتهاكاً واعتداءات على حقوق المرأة والفتيات بما فيها حقوق أساسية كالحق في التعليم والعيش الكريم والعمل والحقوق الإنجابية وغيرها. وتوقف عند الاعتداءات التي تمارس في بعض الأماكن ضد النساء من قبل الشرطة، التي من المفترض أن تحميهن، وخاصة النساء من الشرائح الفقيرة أو "المستضعفة".

ولفت الانتباه إلى دراسات تشير إلى أنه إذا استمرت الفروقات والتقدم بالمستوى الحالي فإن المساواة بين الجنسين، بحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ستتحقق بعد 300 سنة في الوتيرة الحالية. وأشار إلى معدلات الوفيات العالية جداً بين الأمهات، حيث تشير الاحصائيات إلى وفاة امرأة كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة لأسباب يمكن منعها في الغالب.

وأشار غوتيريس لقضية تسارع التطور التكنولوجي مقابل تخلف نسبة عالية من النساء والفتيات عن الركب، على الرغم من الفرص التي يمكن أن يتيحها التقدم التكنولوجي للنهوض ليس فقط بالمرأة ولكن بالمجتمعات عموماً. ولفت الانتباه في هذا السياق إلى أنه ما زال هناك ثلاث مليارات شخص حول العالم غير متصلين بشبكات الانترنت، وأن أغلب هؤلاء من النساء والفتيات في الدول النامية.

وتحدث عن أن النساء والفتيات يمثلن بالمعدل ثلث طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات فقط. أما في قطاع التكنولوجيا فإن عدد الرجال يصل إلى الضعف، أي رجلين لكل امرأة، وتمثل نسبة النساء حوالي عشرين بالمئة فقط من العاملين في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وشدد على ضرورة أن تستجيب الأطر الدولية لتلك الحاجات وأن تحاول سد الفجوات، ووضح في هذا السياق "لا تستجيب الأطر الدولية لحاجات النساء والفتيات ولتطلعاتهن، آن الأوان لتغييرها. أما مبادراتي المتعلقة بخطة إنعاش التنمية المستدامة وإصلاح النظام المالي العالمي فهي تهدف إلى زيادة سبل الاستثمار بالنساء والفتيات على المستوى الوطني"، وقال إن النساء يشكلن فقط ثلاثة بالمئة بين العلماء الذين فازوا بجائزة نوبل للعلوم.

وحول تركيز اجتماعات هذا العام على ردم الفجوة بين الجنسين في مجال التكنولوجيا والابتكار، قال غوتيريس إن اختيار هذا الموضوع جاء في وقت حساس ومهم، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق المساواة وأشار إلى عدد من التوصيات، من بينها حثه الدول أن تصعد من مجهوداتها لسد تلك الفجوات و"زيادة التعليم والدخل والعمالة للنساء والفتيات، لا سيما في دول الجنوب العالمي. وينبغي ربط النساء في تلك المناطق بالإنترنت من أجل معالجة المستويات المتزايدة للفقر وعدم المساواة".

المساهمون