أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، مساء اليوم الخميس، أنه سلم رسالة من عائلة الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي ناصر أبو حميد، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بشأن الوضع الصحي الخطير لابنهم.
وقال منصور، في تصريح صحافي: "تسلمت رسالة من عائلة المناضل الكبير ناصر أبو حميد موجهة للأمين العام أنطونيو غوتيريس حول الوضع الخطير لابنهم، وقمت بدوري بتسليمها لمدير مكتب الأمين العام الذي سلمها للأمين العام".
وأضاف منصور: "قمت اليوم بالاتصال هاتفياً بوالدة المناضل البطل ناصر لأطمئن على وضعه بعد زيارتها له صباح اليوم. وأكدت لها القيام بالواجب الوطني بعمل كل ما نستطيع في الأمم المتحدة دفاعاً عنه وعن جميع الأسرى، ولإطلاق سراحه على وجه السرعة".
وكان الأسير ناصر أبو حميد أرسل، عقب زيارة عائلته له، اليوم الخميس، رسالة قال فيها: "أنا أودع شعبًا بطلًا عظيمًا حتى ألتحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي، وأنا سعيد بلقائهم".
وكانت اللجنة الإسرائيلية المختصة بالنظر في قضية الإفراج المبكر عن أبو حميد ألغت، أمس الأربعاء، الموعد الذي كان مقررًا للنظر في قضيته، في 18 سبتمبر/أيلول الجاري، بعد اعتراضٍ قدمته عائلات جنود الاحتلال الذين قتلوا في عمليات المقاومة، التي نفّذها وشارك فيها الأسير أبو حميد، وطلبت من الأطراف (المحامي وعائلات جنود الاحتلال) الاتفاق على موعد آخر.
وتقدم محامي الأسير أبو حميد أخيراً بطلبٍ لتقديم موعد الجلسة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وذلك استناداً إلى التقرير الطبيّ النهائيّ الذي صدر عن مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، وأوصى فيه الأطباء بالإفراج عنه في أيامه الأخيرة، والتأكيد على انتهاء محاولات علاجه.
وكان أبو حميد قد رفض مقترحًا تقدم به محاميه، تمثل بطلب "العفو" من رئيس دولة الاحتلال، وأطلقت عائلته نداء، الخميس الماضي، بعد تطور لافت في ملفه الطبي، بعد فحوص أجريت له، الأربعاء الماضي، وصورًا طبقية لجميع أنحاء جسده، مشيرة إلى أن أطباء الاحتلال الذين عرض عليهم أبو حميد بشكل متأخر قالوا في توصياتهم أنه "يجب فحص إمكانية إطلاق سراحه في أيامه الأخيرة"، فيما أكد نادي الأسير أنه "يحتضر".
وأمضى أبو حميد في سجون الاحتلال أكثر من 30 عامًا، وتعرض للاعتقال منذ أنّ كان طفلًا، كما تعرض لعدة إصابات بليغة، وتعرض للمطاردة والملاحقة. واعتقل أبو حميد مجددًا إبان انتفاضة الأقصى عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، كما أن للأسير أبو حميد أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، هم: محمد، ونصر، وشريف، وإسلام، وله شقيق شهيد هو عبد المنعم أبو حميد.
وتحتجز قوات الاحتلال الأسير أبو حميد حاليًا في عيادة سجن الرملة إلى جانب الأسرى المرضى، ويرافقه شقيقه الأسير محمد، كما أن أشقاءه الأسرى، نصر، وشريف، وإسلام، توجهوا بطلب من إدارة السّجون للسماح لهم بزيارة شقيقهم ناصر في سجن الرملة، لكن إدارة سجون الاحتلال تماطل بذلك.
وعلى مدار سنوات، تعرض الأسير أبو حميد لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وبدأ وضعه الصحي في تراجع واضح في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي. في حينه، تم الكشف المتأخر عن إصابته بسرطان الرئة جرّاء مماطلة إدارة السجون في إجراء فحوص طبية له، إلى أن وصل حاليًا لمرحلة صحية حرجة.