انتحر معتقل تونسي يبلغ من العمر 24 عاماً داخل سجن "مونزا" بإيطاليا، أمس الخميس، في ظروف غامضة لم تكشف السلطات تفاصيلها بعدُ.
وتعدّ هذه الحادثة الثانية خلال أسبوع واحد داخل السجون الإيطالية.
وأوضح النائب عن التيار الديمقراطي في البرلمان عن دائرة إيطاليا، مجدي الكرباعي، لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الشاب كان يقضي عقوبة سجنية، وكان من المفروض أن يطلق سراحه في إبريل/نيسان 2023، ولكنه انتحر في ظروف غامضة، وأُعلمت عائلته بوفاته اليوم الجمعة" .
وأكد الكرباعي أنه "في ظرف أسبوع واحد انتحر تونسيان في السجون الإيطالية، مضيفاً "بحسب أغلب الاتصالات والشهادات التي وصلتنا، فإن الأوضاع داخل السجون الإيطالية في الآونة الأخيرة صعبة، وهناك عدة مآس حصلت جراء الاكتظاظ وغياب الخدمات الضرورية، وخاصة الإحاطة الاجتماعية والنفسية بالسجناء، ما خلق حالة من الضغط".
وأضح المتحدث ذاته أن "عدداً من السجناء التونسيين يشتكون من الظروف السيئة، وللأسف الدولة غائبة، فلا تدخل للملحقين الاجتماعيين ولا للمختصين الذين يجب أن يلعبوا دوراً في الإحاطة بهؤلاء السجناء، وغيرهم من المهاجرين الموجودين في مراكز الإيواء الإيطالية".
وتابع الكرباعي أن "هناك 47 حالة انتحار داخل السجون الإيطالية منذ بداية 2022 إلى غاية اليوم، وهذه الأرقام مرتفعة وتكشف عن وجود خلل ما"، مبيّناً أنه "بصدد البحث عن نسبة التونسيين ضمن هؤلاء، وكذا الأسباب وراء تواتر مثل هذه الحالات".
وبين أن "حالات الانتحار شملت تونسيين داخل مراكز الإيواء، إذ انتحر عز الدين عناني (42 عاماً) في السنة الماضية، ووجد شاب تونسي (17 عاماً) ميتاً، ويرجّح سقوطه من مكان مرتفع بمركز الإيواء، وإلى غاية الآن لا تزال أسباب وفاته مجهولة".
وذكر النائب في البرلمان عن دائرة إيطاليا أن "الهجرة السرية عادة ما تكون لها عدة تبعات على نفسية المهاجرين، ففي الوقت الذي يصمد البعض ويندمج مع المنظومة الموجودة، ويقبل بالقوانين الصارمة، فإن البعض الآخر قد يتمرد ويكون السجن مصيره، وينتهي الأمر بالبعض الآخر إلى الوفاة".