غضب في تونس من ربط رئيس الحكومة الهجرة بالإرهاب

16 ديسمبر 2020
يضطر التونسيون للهجرة بسبب الأوضاع المعيشية المتردية (لورينزو باليزولو/Getty)
+ الخط -

تصاعدت انتقادات أحزاب ومنظمات مدنية لتصريحات رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، أمس الثلاثاء، بشأن ملف الهجرة، والتي ربط فيها بين الهجرة السرية والإرهاب، مؤكدا خلال لقاء مع قناة "فرانس 24" الفرنسية، أن "تونس مستعدة لترحيل أبنائها الموجودين بشكل غير قانوني على الأراضي الفرنسية، أو الذين يتبنّون خطابا متطرفا".

ودان حزب التيار الديمقراطي، الأربعاء، تصريحات رئيس الحكومة التي وصفها بـ"المشينة"، والتي ربط فيها الهجرة السرية بالإرهاب، مطالبا في بيان، رئيس الحكومة بـ"الاعتذار عن هذا التصريح الصادم لما فيه من تغذية للوصم الذي يعاني منه العديد من المواطنين في الخارج، ومن إضفاء الشرعية على أطروحات اليمين المتطرف".
وقال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان، الأربعاء، إنه "في الوقت الذي تمر به البلاد بمرحلة صعبة تستوجب مسؤولين قادرين على قيادة المسار نحو الانفراج وإعادة الأمل، يفاجئنا رئيس الحكومة بتصريح صادم يربط بين الهجرة والإرهاب، مما يؤكد قصور الفهم، وانعدام التجربة، وضعف الاستشارة، وعدم التمكن من الملفات بشكل يسيء لصورة التونسيات والتونسيين".


واعتبر المنتدى أن "التصريح لم يكن هفوة تضاف إلى رصيد رئيس الحكومة الحافل بصنع التوترات في كل إطلالة إعلامية، بل بدت وكأنها مسلمة يدعمها باستعداده لترحيل أي تونسي يتواجد بطريقة غير شرعية في فرنسا، وإساءة لآلاف من التونسيات والتونسيين المتواجدين في أوروبا ضمن مسارات قانونية لتسوية وضعياتهم، وقد يعرضهم هذا التصريح لتهديد سلامتهم من طرف المجموعات اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين".

وشدد البيان على أن "هذا التصريح يؤكد عزلة الطبقة السياسية عن واقع أبناء الشعب وآمالهم وانتظاراتهم التي تصطدم بخيبة أمل كبيرة ويأس من إصلاح الأوضاع مما يدفعهم إلى مغامرة الهجرة. غاية بعض القوى في أوروبا أن تدفع تونس ثمن عمل إرهابي يستهدف الأبرياء، وهو ما تدعمه مثل هذه التصريحات، وكذا موقف رئيس الحكومة الذي اعتذر ضمنيا عن تدفقات الهجرة. بينما ليس قدر التونسيين أن يكونوا بين فكي كماشة الإرهاب والابتزاز".

المساهمون