استمع إلى الملخص
- وفقًا لليونيسف، أصيب أكثر من 690 طفلًا في لبنان خلال الأسابيع الستة الماضية، وقتل ما لا يقل عن 100 طفل مؤخرًا بسبب الضربات الإسرائيلية، مما يثير قلقًا كبيرًا حول الأثر الكارثي للنزاع على الأطفال.
- أبو ستة، مدير قسم الجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى الجامعة الأميركية، يبرز أوجه التشابه بين الإصابات في غزة ولبنان، وقد أسهم في تأسيس برنامج طب النزاعات ونشر أبحاث حول العواقب الصحية للنزاعات.
قال الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، إن إسرائيل تشن حرباً على الأطفال في لبنان، تماماً كما فعلت في غزة منذ بدء حربها على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقدّم أبو ستّة، وهو جراح في المركز الطبي بجامعة بيروت الأميركية، والذي عمل سابقاً في غزة، روايته من الميدان إلى مايكل هولمز من شبكة سي أن أن اليوم السبت. وقال: "نحن نشهد نمطاً مماثلاً لما كنت أراه في غزة في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي". وقال إن الأطفال أصيبوا في منازلهم وفي بعض الحالات رأوا العديد من أفراد الأسرة يُقتلون. وتابع: "ما نراه مرة أخرى هو حرب على الأطفال".
وتُمثل تجربة الطبيب الفلسطيني غسّان أبو ستة شهادة تاريخية على جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزّة، حيث وثّق، خلال تنقُّلاته بين مستشفيات القطاع، مشاهد النضال اليومي الذي تُقدِّمه الكوادر الطبّية في وجه آلة القتل الإسرائيلية، منذ الأيام الأولى للعُدوان وحتى مغادرته غزّة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وكان أبو ستة قد توجه إلى قطاع غزّة في الثامن من أكتوبر مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة وقبل إغلاق معبر رفح، ليشارك بصفة طبيب متطوع لمدة 42 يومًا في مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني، حيث نقل من هناك إلى العالم صورة وقائع هجوم جيش الاحتلال على القطاع الصحي وتفاصيل حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وهو مستمر في ذلك منذ خروجه من غزّة من خلال مشاركاته الإعلاميّة وفي محافل دولية عديدة.
غسان أبو ستة: نشهد نمطاً مماثلاً لما رأيته في غزة
وبحسب اليونيسف، أصيب أكثر من 690 طفلاً في لبنان خلال الأسابيع الستة الماضية، وقتل ما لا يقل عن 100 طفل خلال الأيام الـ11 الماضية، مع تكثيف إسرائيل لضرباتها. وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف أديل خُضُر: "إن هذا النزاع الكارثي يفرض ضريبة هائلة على الأطفال. يخبرنا الأطباء عن علاجهم لأطفال يعانون النزيف والكدمات والكسور، ويعانون جسديًّا ونفسيًّا. يعاني الكثير منهم القلق والذكريات والكوابيس المتعلقة بالانفجارات. لا ينبغي لأي طفل أن يتعرض لمثل هذه المواقف المروعة".
وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مثل إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل نصية إلى السكان في المباني المستهدفة. فيما ترى منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية أن مثل هذه التحذيرات لا تعفي إسرائيل من مسؤولياتها بموجب القانون الإنساني الدولي للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
كما تحدث غسان أبو ستة الذي يعمل مديراً لقسم الجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى الجامعة الأميركية، عن أوجه التشابه بين الإصابات التي ألحقتها الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان. وأشار إلى "أننا شهدنا أنماطًا مماثلة: إصابات ناجمة عن انفجار في الوجه لدى هؤلاء الأطفال، وبتر الأطراف، وإصابات أثناء انتشالهم من تحت الأنقاض، في ظل الضغط الذي يشهده النظام الصحي".
ووفقاً لليونيسف، تشمل الإصابات الأكثر شيوعًا المسجلة بين أطفال لبنان الارتجاج الدماغي وإصابات الدماغ الناجمة عن تأثير الانفجارات وجروح الشظايا وإصابات الأطراف. كما يعد فقدان السمع الناجم عن الانفجارات أمرًا شائعًا.
يذكر أن الطبيب غسان أبو ستة انضم عام 2011 إلى المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. وفي عام 2012، أصبح رئيسًا لقسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز، ومسؤولًا طبيًّا لبرنامج إصابات الحرب لدى الأطفال والعيادة المتعددة التخصصات بإصابات الحرب.
وفي عام 2015، شارك أبو ستة في تأسيس برنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي في الجامعة الأميركية في بيروت وأصبح مديرًا له. ثم عاد إلى المملكة المتحدة عام 2020 وعمل في الجراحة التجميلية والترميمية في القطاع الخاص. وهو محاضر شرف في مركز دراسات إصابات الانفجار في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، ومحاضر أول زائر في فريق أبحاث الصراع والصحة في جامعة كينغز كوليدج في لندن، وعضو في مجلس إدارة جمعية إنارة، وهي مؤسسة خيرية مُسخَّرة لتوفير الجراحة الترميمية للأطفال من مصابي الحرب في الشرق الأوسط، وعضو في مجلس أمناء مؤسسة المعونة الطبية للفلسطينيين في المملكة المتحدة.
يعمل في لجنة التمويل الدولية التابعة للمعهد الوطني للبحوث الصحية في المملكة المتحدة. ونشر على نطاق واسع عن العواقب الصحية للنزاع المطول وإصابات الحرب. كما عمل جرّاحَ حربٍ في اليمن والعراق وسورية والجنوب اللبناني وخلال الحروب الأربعة في قطاع غزة.