ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبري.. هل تكون حائزة نوبل للسلام هذا العام؟

01 أكتوبر 2021
قد تكون تونبري وهي في الثامنة عشرة من عمرها ثاني أصغر فائزة بالجائزة (Getty)
+ الخط -

يُعلن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام، قبل ثلاثة أسابيع فحسب من اجتماع زعماء العالم في قمة مناخية يقول علماء إنها قد تحدد مستقبل الكوكب.. وربما كان هذا أحد الأسباب التي دفعت البعض لتوقع أن تكون الجائزة من نصيب ناشطة المناخ غريتا تونبري.

ويعلن اسم الحائز على أرقى جائزة سياسية في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول. وعلى الرغم من أن الفائز يبدو عادة مفاجأة، فإن من يتابعون الجائزة عن كثب يقولون إن أفضل وسيلة لتخمينه هي معرفة القضايا العالمية المرجح أن تكون في أذهان أعضاء لجنة اختيار الفائز الخمسة.

الصورة
(Getty)

ومع اقتراب موعد قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني في إسكتلندا، فقد تكون القضية الأهم هي ارتفاع درجة حرارة الأرض. ويتوقع العلماء أن تكون هذه القمة آخر فرصة لتحديد أهداف ملزمة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مدى العقد المقبل، وهو أمر بالغ الأهمية إذا كان العالم يأمل في إبقاء التغير في درجة الحرارة عند مستوى أقل من 1.5 مئوية لتجنب حدوث كارثة.

الصورة
(Getty)

كل هذا قد يشير إلى تونبري، ناشطة المناخ السويدية التي قد تكون وهي في الثامنة عشرة من عمرها ثاني أصغر فائزة بالجائزة بعد الباكستانية ملاله يوسفزاي.

وقال دان سميث مدير معهد إستوكهولم لأبحاث السلام الدولي لرويترز "اللجنة تريد عادة توجيه رسالة. وهذه ستكون رسالة قوية إلى كوب 26 التي ستعقد بين الإعلان عن الفائز ومراسم تسليم الجائزة".

الصورة
(Getty)

ومن القضايا المهمة الأخرى التي قد تريد اللجنة التركيز عليها الديمقراطية وحرية التعبير. وهذا قد يعني منح الجائزة لجماعة مدافعة عن حرية التعبير مثل لجنة حماية الصحافيين أو مراسلين بلا حدود أو لمعارض سياسي بارز مثل زعيمة المعارضة في روسيا البيضاء سوياتلانا تسيخانوسكايا أو الناشط السياسي الروسي المسجون أليكسي نافالني.

وتشمل الاحتمالات أيضا جماعات مثل منظمة الصحة العالمية أو آلية كوفاكس لضمان التوزيع العادل للقاحات المضادة لمرض كوفيد-19، وتشارك كلتاهما مباشرة في المكافحة العالمية للجائحة. لكن مراقبي الجائزة يقولون إن هذا قد يكون مستبعدا نوعا ما نظرا لأن اللجنة على علم منذ العام الماضي بجهود مكافحة الجائحة ومع ذلك اختارت برنامج الأغذية العالمي ليفوز بالجائزة.

وتظل المشاورات الكاملة للجنة سرا للأبد، إذ لا يتم تسجيل أي محضر لجلسات النقاش. لكن وثائق أخرى، منها قائمة المرشحين للعام الحالي والتي تضم 329 اسما والمحفوظة في خزانة في معهد نوبل النرويجي، ستكون متاحة لعامة الناس بعد 50 عاما.

كيف تُمنح جائزة نوبل للسلام؟

ينبغي أن تذهب الجائزة لشخص "فعل الكثير أو أتى أفضل ما يمكن لنشر الوئام بين الدول، ولإلغاء انتشار الجيوش القائمة أو خفضها، وللنهوض بمنتديات السلام" وفقا لوصية رجل الصناعة ألفريد نوبل، مخترع الديناميت ومؤسس جوائز نوبل.

ويمكن للآلاف أن يطرحوا أسماء: أعضاء حكومات أو برلمانات، رؤساء دول حاليين، أساتذة جامعيين في التاريخ أو العلوم الاجتماعية أو القانون أو الفلسفة، وكذلك حائزين سابقين على جائزة نوبل للسلام وغيرهم. وهذا العام، يوجد 329 مرشحا، وإن كانت القائمة الكاملة ستظل في خزانة بمنأى عن الأنظار لخمسين عاما.

  • * من يقرر؟

لجنة نوبل النرويجية التي تتألف من خمسة أفراد يعينهم البرلمان النرويجي، وغالبا، لكن ليس دائما، ما يكون الأعضاء سياسيين متقاعدين. واللجنة الحالية يرأسها محام وتضم أكاديميا.

والخمسة جميعهم من اختيار أحزاب سياسية نرويجية ويعكس تعيينهم توازن القوى في برلمان النرويج.

  • * كيف يقررون الفائز بجائزة نوبل؟

يُغلق باب الترشيحات في 31 يناير/ كانون الثاني. ويمكن لأعضاء اللجنة أنفسهم الترشيح في موعد أقصاه الاجتماع الأول للجنة في فبراير/ شباط. تنظر اللجنة في كل الترشيحات ثم تضع قائمة قصيرة، ثم يخضع كل مرشح لتقييم مجموعة من المستشارين البارزين والخبراء الآخرين. وتلتقي اللجنة مرة كل شهر تقريبا لبحث الترشيحات، وتتخذ قرارها عادة في اجتماعها الأخير الذي غالبا ما يكون في بداية أكتوبر/ تشرين الأول.

وتسعى اللجنة للوصول إلى إجماع في الاختيار، فإن لم تستطع، اتُخذ القرار بأغلبية الآراء. وكانت آخر مرة انسحب فيها عضو احتجاجا في 1994 عندما تقاسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الجائزة مع الإسرائيليين شمعون بيريس وإسحق رابين.

  • * من المرشحون لجائزة نوبل؟

رغم أن القائمة الكاملة تبقى سرية، فإن من يرشحون أسماءها لهم حرية الإفصاح عن مرشحيهم. وفي السنوات الأخيرة، بات مشرعو النرويج أكثر ميلا للكشف عن أسماء مرشحيهم مسبقا وحالفهم قدر كبير من التوفيق.. فقد ظهر على هذه القوائم ستة من آخر سبعة فائزين.

وهذا العام، ووفقا لمسح أجرته "رويترز" لآراء مشرعين نرويجيين كشفوا عن أسماء مرشحيهم، تتضمن القائمة تونبري وتسيخانوسكايا والمعارض الروسي أليكسي نافالني والسياسية الأميركية ستيسي إبرامز.

أما المنظمات المرشحة فتشمل (حياة السود مهمة) و(منظمة الصحة العالمية) ومبادرة (كوفاكس) لتوفير اللقاحات وجماعتي (مراسلون بلا حدود) و(لجنة حماية الصحافيين).

  • * ما الذي يحصل عليه الفائز بجائزة نوبل؟

ميدالية وشهادة تكريم وعشرة ملايين كرونة سويدية (1.1 مليون دولار).. وأضواء عالمية فورية.

وذات يوم قال كبير الأساقفة الجنوب أفريقي ديزموند توتو، الفائز بالجائزة عام 1984، إن نيل هذه الجائزة سيف ذو حدين. ونُسب إليه قوله في سيرته الموثقة "لا تجد أحدا يسمعك في يوم، ثم تصبح مصدر وحي في اليوم التالي".

  • * هل ستلغي كورونا حفل تسليم جائزة نوبل؟

تجرى المراسم في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول، ذكرى وفاة ألفريد نوبل. وهي تقام منذ عام 1989 في مجلس مدينة أوسلو، لكنها ألغيت السنة الماضية بسبب قيود كورونا. وسيعلن معهد نوبل النرويجي في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول عما إذا كان سيقام حفل في أوسلو هذا العام.

 

(رويترز)

المساهمون