غرق رضيع في عملية إنقاذ.. و5000 مهاجر وصلوا إلى لامبيدوزا الإيطالية في يوم واحد

13 سبتمبر 2023
مهاجرون في نقطة للصليب الأحمر عند وصولهم إلى لامبيدوزا (إيليزابيتا أ. فيلا/ Getty)
+ الخط -

 

غرق رضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر، في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، في أثناء عملية إنقاذ قبالة جزيرة لامبيدوزا الواقعة في أقصى جنوب إيطاليا، والتي تعاني لاستيعاب الأعداد غير المسبوقة من المهاجرين الذين يصلون إليها عبر البحر الأبيض المتوسط من شمال أفريقيا.

وقد دقّ الصليب الأحمر الإيطالي ناقوس الخطر بشأن الأوضاع الإنسانية في جزيرة لامبيدوزا، اليوم الأربعاء، بعد وصول أكثر من 5000 مهاجر على متن أكثر من 100 قارب في يوم واحد، إذ استغلّ مهرّبو البشر في دول شمال أفريقيا هدوء البحر لتسيير رحلات الهجرة غير النظامية إلى الشواطئ الأوروبية.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) ووكالات أنباء محلية أخرى، اليوم الأربعاء، أنّ القارب الذي كان يقلّ الرضيع انقلب قبيل اعتراض خفر السواحل له. أضافت أنّ الركاب الذين كانوا على متن القارب أُنقذوا جميعاً، بمن فيهم والدة الرضيع وهي من غينيا.

وأوضحت "أنسا" أنّ المهاجرين بدأوا رحلتهم من مدينة صفاقس التونسية التي تُعَدّ منصّة انطلاق معروفة للرحلات المتّجهة بحراً إلى أوروبا.

وكانت لقطات، عُرضت أمس الثلاثاء، قد أظهرت طوابير قوارب متهالكة مكتظّة بالمهاجرين تنتظر الرسوّ في ميناء لامبيدوزا. وقال المدّعي العام في الجزيرة الإيطالية جيوفاني دي ليو إنّ 112 قارباً وصلت، أمس الثلاثاء، على متنها أكثر من خمسة آلاف مهاجر، وهو عدد يتجاوز العدد القياسي السابق البالغ 63 قارباً في يوم واحد والمسجّل في شهر أغسطس/ آب الماضي.

ويستمرّ وصول المهاجرين إلى لامبيدوزا، إذ وصل نحو 1300 آخرين صباح اليوم الأربعاء.

وشبّه دي ليو حالة الطوارئ في الجزيرة الصغيرة بتلك التي واجهتها إيطاليا في عام 1991 عندما جلبت سفينة واحدة نحو 20 ألف مواطن ألباني إلى مدينة باري الجنوبية.

من جهته، قال رئيس بلدية جزيرة لامبيدوزا فيليبو مانينو، في تصريح لوكالة "أدنكرونوس" للأنباء، اليوم الأربعاء: "جميعنا متعبون ومرهقون بدنياً ونفسياً... صار الوضع خارجاً عن السيطرة وغير مُحتمَل".

ويُنقَل المهاجرون الذين يصلون إلى لامبيدوزا بانتظام إلى جزيرة صقلية لتخفيف الازدحام هناك، لكنّ لا مجال لنقلهم بالسرعة الكافية مع ارتفاع عددهم.

وأفاد الصليب الأحمر الإيطالي بأنّ مركز الاستقبال في الجزيرة ضمّ أكثر من ستة آلاف مهاجر، اليوم الأربعاء، الأمر الذي يفوق بصورة كبيرة قدرته الاستيعابية وهي نحو 400 شخص.

وبالتالي، وسط اكتظاظ مركز الاستقبال، وجد عشرات المهاجرين الجدد أمكنة لهم على الأرصفة الصخرية لميناء لامبيدوزا، فيما احتمى آخرون في خيام قريبة.

وقال الرئيس الوطني لجمعية الصليب الأحمر الإيطالي روزاريو فالاسترو، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنّهم كانوا يتحدّثون عن "رقم قياسي قبل أيام" مع "أكثر من 4000 شخص"، أمّا اليوم فـ"نتحدث عن رقم قياسي لعمليات الإنزال". وشدّد على أنّ القضية لا تتعلّق بأرقام القياسية، بل بـ"إيجاد حلول لحالة الطوارئ".

وحثّ الصليب الأحمر الحكومة الإيطالية على المسارعة في نقل المهاجرين إلى البرّ الرئيسي، مبيّناً أنّ عناصره تمكّنوا من إبقاء الوضع تحت السيطرة، لكنّ وصول أكثر من 100 قارب يتجاوز الحدّ الأقصى.

وفي حين ركّز العاملون في المجال الطبي اهتمامهم على الفئات الأكثر عرضة للخطر، شدّد الصليب الأحمر على ضرورة الحفاظ على ظروف إنسانية مناسبة تعتمد على إبقاء الأعداد دون مستويات الأزمة.

وفي سياق متصل، قالت عمدة لامبيدوزا السابقة جيوسي نيكوليني، التي دافعت منذ فترة طويلة عن المهاجرين، إنّ عدداً كبيراً من الأشخاص وصل إلى الشواطئ وثمّة صعوبة بالغة في إحصاء الجميع.

وعلى الرغم من تعهّدات الحكومة الإيطالية اليمينية باتّخاذ إجراءات صارمة ضدّ المهاجرين الوافدين، وعلى الرغم من الاتفاقات التي وقّعها الاتحاد الأوروبي مع تونس لوقف تدفّقهم، تتواصل أعداد عابوي البحر الأبيض المتوسط بالارتفاع. ويكون فصل الصيف، في الغالب، هو فترة الذروة لنشاط مهرّبي البشر، إذ يستطيعون الاستفادة من البحر الأكثر هدوءاً.

وحتى الوقت الحالي من العام، وصل أكثر من 115 ألف شخص على متن قوارب، أي ما يقرب من ضعف العدد البالغ 63 ألفاً في الفترة نفسها من العام الماضي، فيما كان العدد 41 ألفاً في عام 2021، بحسب بيانات وزارة الداخلية الإيطالية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين خاضوا رحلات الهجرة غير النظامية، في عام 2023 حتى الآن، كانوا بغالبيتهم من غينيا وساحل العاج وتونس.

(رويترز، أسوشييتد برس)