تحتفل الطوائف المسيحية، الأحد، بعيد الفصح حسب التقويم الغربي، ويستذكر فيه المسيحيون قيامة السيد المسيح بعد 3 أيام من صلبه وموته، حسب العهد الجديد، وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر 40 يوماً، كما ينتهي أسبوع الآلام.
ويعرف عيد الفصح بأسماء عدة، أشهرها عيد القيامة، وأحد القيامة، وشارك 100 ألف شخص في قداس عيد الفصح الذي ترأسه البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، ليعلن مباركته التقليدية "للمدينة والعالم".
وأعرب البابا عن "قلقه البالغ" من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال إحيائه قداس عيد الفصح.
وقال البابا إن الهجمات "تهدد جو الثقة والاحترام المتبادل المنشود والضروري لاستئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى يسود السلام المدينة المقدسة والمنطقة كلها".
وكما في العام 2022، كرس البابا مكانة خاصة في رسالته للحرب في أوكرانيا، داعياً "المجتمع الدولي بأسره لكي يجتهد من أجل إنهاء هذه الحرب وجميع الصراعات التي تُدمي العالم".
وعدّد البابا حوالى عشرين دولة، مصلياً لـ"لبنان الذي ما زال يبحث عن الاستقرار والوحدة لكي يتخطّى الانقسامات ويعمل جميع المواطنين معا من أجل خير البلاد العام"، كما صلى "لشعب تونس، لاسيما الشباب، والذين يعانون بسبب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية".
وذكر أيضاً "سورية التي ما زالت تنتظر السلام"، و"المتضررين من الزلزال العنيف في تركيا وسورية" الذي وقع في فبراير/شباط الماضي.
وتطرق البابا في رسالته إلى "عمليات السلام والمصالحة الجارية في إثيوبيا وجنوب السودان"، و"العنف في جمهورية الكونغو الديموقراطية"، و"ضحايا الإرهاب الدولي، ولا سيما في بوركينا فاسو ومالي وموزمبيق ونيجيريا"، و"هايتي التي تعاني منذ سنوات عديدة بسبب أزمة اجتماعية وسياسية وإنسانية خطيرة".
وترأس البابا (86 سنة)، الذي دخل المستشفى الأسبوع الماضي، قداس عيد الفصح، السبت، لمدة ساعتين ونصف الساعة في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بحضور نحو ثمانية آلاف شخص، ودعا إلى "العودة إلى الذاكرة التي تجدد الأمل" في مواجهة "قوة الشر (...) ومنطقي الحساب واللامبالاة اللذين يحكمان المجتمع، وسرطان الفساد وانتشار الظلم ورياح الحرب الجليدية".
وفي القدس المحتلة، توافد الآلاف، اليوم الأحد، إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة بمناسبة عيدي الفصح اليهودي والمسيحي اللذين يتزامنان مع شهر رمضان، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ووصل المسيحيون من جميع أنحاء العالم إلى أزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة للاحتفال بعيد الفصح وفق التقويم الغربي، بينما احتشد آلاف اليهود عند حائط "المبكى" أو "البراق" لتأدية صلوات خاصة.
في ألمانيا، شارك آلاف الأشخاص، السبت، في المسيرات التقليدية من أجل السلام التي تنظّم خلال عطلة عيد الفصح. وطغت مطالبات إحلال السلام في أوكرانيا، كما في العام الماضي، على شعارات المشاركين.
ويعود تقليد المسيرات من أجل السلام في ألمانيا إلى الحرب الباردة، وبلغ ذروته بين أواخر الستينيات وأوائل الثمانينيات، حين شارك حوالى 300 ألف شخص كلّ عام رفضاً لسباق التسلّح النووي.
(فرانس برس، العربي الجديد)