عيادة متنقلة تقدّم خدمات طبية لنازحي الشمال السوري

16 سبتمبر 2022
تقدم العيادة خدمات طبية تستفيد منها النساء (العربي الجديد)
+ الخط -

يشهد الواقع الصحي في الشمال السوري، وبمناطق المخيّمات، ضعفاً على كافة الأصعدة، بسبب كثرة الاحتياجات وقلة الإمكانات، ولا سيما في الجوانب المتعلقة بـالأمراض النسائية، إذ تفتقر المراكز الصحية إلى الاختصاصيين والأجهزة الطبية والأدوية التي يحتاجها السكان.

وفي محاولة من "الجمعية الطبية السورية الأميركية" (سامز) لتأمين بديل للسكان، خصصت عيادة متنقلة تقدّم خدمات الطب العام والداخلية والنسائية، إضافة إلى صيدلية تقدم الدواء المجاني، لمخيمات منطقتي حزانو وكللي الواقعتين شمالي إدلب.

الصورة
عيادة متنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)
تخدم العيادة 14 مخيماً في الشمال السوري (العربي الجديد)

يقول مدير العيادة المتنقلة، الطبيب خالد العمر، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "العربة تخدم 14 مخيماً، وتشهد إقبالاً في هذه الآونة لا سيما من قبل النساء، إذ وفّرنا عيادة خاصة بالأمراض النسائية ومتابعة المريضات وتقديم الدواء والمكمّلات الغذائية لهن بشكل مجاني، وتزور العيادة كل مخيم مرتين أسبوعياً، حيث تبدأ جولتها من التاسعة صباحاً".

الصورة
عيادة متنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)
محاولة لسد العجز الطبي الحاصل في المخيمات (العربي الجديد)

ويضيف أنّ "العديد من الأمراض الجلدية تنتشر حالياً في المخيمات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وقلة مصادر المياه النظيفة وسوء الصرف الصحي، ولا سيما داخل الخيام التي تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية والعناية بالأطفال"، لافتاً إلى أنّ أكثر الحالات التي استقبلتها العيادة "هي الحالات الجلدية بسبب الكثافة السكانية في المخيمات، وأغلبها إصابات الجرب والقمل والأكزيما بسبب انتشار المياه الملوثة، وداء جدري الماء المنتشر حالياً بين الأطفال وهو سريع الانتشار وقد تكون له مضاعفات خطيرة لديهم".

وبحسب العمر، فإنّ وجود العيادة "يخفف معاناة الأهالي الذين يضطرون للذهاب إلى المراكز الصحية البعيدة عن مخيماتهم"، مشيراً إلى أنه يراجع العيادة يومياً في ظل هذه الظروف ما بين 150 و200 مريض ومريضة.

الصورة
عيادة متنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)
وجود العيادة يخفف معاناة الأهالي (العربي الجديد)

بدورها تقول القابلة القانونية العاملة في العيادة، فريال التناري، لـ"العربي الجديد"، إنّ حوالى 60 امرأة يراجعن العيادة يومياً، جميعهن يتلقين الرعاية والمتابعة، منهن الحوامل اللواتي يحتجن مكملات غذائية وفيتامينات يتم صرفها من صيدلية العيادة المتنقلة، وبينهن من يسعين للحمل.

وتشير إلى أنّ العيادة تقدّم للمراجعات أيضاً نصائح حول الصحة الإنجابية والإرضاع الطبيعي، ومنهن من تقصد العيادة بشكل دوري لمتابعة الحمل أو مراقبة الأجنة، لافتة إلى أنّ هناك ارتفاعاً في الالتهابات النسائية بسبب تلوّث المياه، والمواد المختلفة التي تضاف إليها.

الصورة
عيادة متنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)
تستفيد عدة فئات من العيادة المتنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)

النازح من ريف حماة الشرقي فجر الجدوع (55 عاماً) المقيم في مخيم "الكندوش"، يقول لـ"العربي الجديد"، إنه يقصد العيادة لمراقبة الضغط والسكر، ومن أجل الحصول على الأدوية الدورية التي تقدّمها له صيدلية العيادة في كل زيارة، لافتاً إلى أنّ وجود العيادة وفّر على النازحين مشقة السفر وثمن الأدوية التي تباع بأسعار مرتفعة، بينما لا يجد السكان ثمن الخبز في أغلب الأوقات.

الصورة
عيادة متنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)
مراقبة وتتبع أوضاع النازحين الصحية (العربي الجديد)

ويقطن المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام شمالي سورية، أكثر من خمسة ملايين نسمة، يعيش أكثر من مليون ونصف المليون منهم في مخيمات عشوائية تشهد واقعاً طبياً متردياً، وتنتشر على شكل شريط قرب الحدود السورية - التركية، وبخاصة في ظل صعوبة تنقّل المرضى بين مناطق إدلب من جهة وحلب والرقة والحسكة من جهة أخرى، والصعوبات الأخيرة التي طرأت على مسألة إدخال المرضى إلى المستشفيات التركية، واقتصار ذلك على الأمراض الحرجة والحالات الساخنة.

الصورة
عيادة متنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)
إقبال على خدمات العيادة (العربي الجديد)

ويعود تراجع الخدمات الطبية في الشمال السوري إلى طول سنوات الحرب والقصف الجوي والصاروخي من قبل روسيا وقوات النظام، حيث أحصت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق 337 هجوماً على مرافق طبية شمال غربي سورية بين عامي 2016 و2019. وقالت، في مارس/ آذار عام 2020، إنّ نصف المنشآت الطبية البالغ عددها 550 في المنطقة بقيت قيد الخدمة.

الصورة
عيادة متنقلة في الشمال السوري (العربي الجديد)
الحاجة إلى مراكز صحية ماسة (العربي الجديد)

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، في تقرير أخير، إنه يوجد أكثر من 1223 مخيماً من أصل 1489 لا تحوي أي نقطة طبية أو مستشفيات ويقتصر العمل على عيادات متنقلة ضمن فترات متقطعة، كما يوجد أكثر من 878 مخيماً غير معزولة الأرضية، إضافة إلى 1178 مخيماً بحاجة إلى تركيب أو تجديد العزل الخاص بالجدران والأسقف، ويحتاج أكثر من 944 مخيماً إلى تجديد الخيام بشكل كامل أو جزئي.

المساهمون