ممثلة "يونيسف" بالإنابة في لبنان لـ"العربي الجديد": عواقب الأزمة "وخيمة" على الأجيال القادمة

27 مايو 2022
معظم الأطفال يعيشون تحت خط الفقر الوطني بلبنان (حسين بيضون)
+ الخط -

ترفع المنظمات الدولية الصوت عالياً من مخاطر الأزمة الاقتصادية على الشعب اللبناني، خصوصاً أنها تتعمّق يوماً بعد يوم لتطاول مختلف شرائح المجتمع وتحاصر المواطنين، بمن فيهم الفئات الشابة والأطفال والأجيال القادمة، في علمهم وصحتهم وغذائهم ومسار حياتهم في ظل صعوبة الوصول إلى أبسط مقومات الصمود.

ويشهد لبنان انهياراً اقتصادياً في ظلّ ارتفاع سعر الدولار إلى أكثر من 36 ألف ليرة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد ولم يسجَّل منذ اندلاع الأزمة في أواخر عام 2019، الأمر الذي يؤدي إلى غلاء الأسعار في مختلف القطاعات ولا سيما السلع الغذائية، ويهدّد الأمن الغذائي للبنانيين وخصوصاً الأطفال، عدا عن تهديد القطاع الصحي في ظل ارتفاع الفاتورة الاستشفائية، وتحركات المستشفيات والأطباء الاعتراضية على القيود المصرفية والتي ترتد سلباً على المرضى، خصوصاً أنها تترافق مع إجراءات إقفال واعتصامات، فضلاً عن أزمة الدواء.

وتقول نائبة ممثل منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسف) في لبنان إيتي هيغينز، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "لبنان لا يزال غارقاً في الأزمات المتراكمة والمتفاقمة والتي لها تأثير عميق على كل جانب من جوانب حياة الأطفال من ناحية تعليمهم ورفاهيتهم النفسية وصحتهم".

الكثير من الأطفال يعانون أيضاً من نقص في الغذاء، كما يُجبَر العديد منهم على العمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة

وتشير إلى أنّ "الكثير من الأطفال يعانون أيضاً من نقص في الغذاء، كما يُجبَر العديد منهم على العمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة"، لافتةً إلى أن "معظم الأطفال يعيشون تحت خط الفقر الوطني في عائلات تحصل على دخل متدنٍ ومحدود بسبب تداعيات الانهيار الاقتصادي في البلاد، مترافقاً مع التضخم وتداعيات وباء فيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت".

وتضيف هيغينز: "قمنا في العام الماضي، مع تصاعد الأزمة بإجراء تقييمات لوضع العائلات في لبنان كشفت عن الواقع الخطير، وهو أنّ 53% من العائلات لديها طفل واحد على الأقل فوّت وجبة من الوجبات الأساسية نظراً لعدم وجود ما يكفي من الطعام، بالإضافة إلى ذلك أبلغت جميع العائلات عن معاناتها من ارتفاع أسعار الأدوية وكلفة النقل التي تمنع العديد من الأطفال من تلقي العلاج والرعاية الصحية التي يحتاجون إليها".

وتلفت نائبة ممثل "يونيسف" في لبنان إلى أنه "نظراً إلى تشابك الأزمات التي دفعت غالبية السكان إلى براثن الفقر، أصبح عدد كبير من الأطفال في لبنان لا يحصلون على تنوع الغذاء الذي يحتاجون إليه".

وأردفت هيغينز: يشير تقريرنا "التغذية في أوقات الأزمات"، الصادر في شهر فبراير/شباط 2022، إلى أنّ مئتي ألف طفل دون سن الخامسة في لبنان يعانون من أحد أشكال سوء التغذية، أو من نقص المغذيات الدقيقة، بما في ذلك فقر الدم والتقزم والهزال، وأنّ أكثر من 90% من الأطفال دون سن الثانية يفتقرون إلى أنظمة غذائية غنية ومتنوعة ضرورية لنموهم وتطورهم".

وتابعت "يرافق الحزن مقدمي الرعاية والعائلات الذين أضحوا غير قادرين على تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لأطفالهم، وعدم القدرة على شراء المواد التعليمية للذهاب إلى المدرسة، أو توفير معطف دافئ لفصل الشتاء، أو تأمين متطلبات الحياة الأساسية، بالإضافة إلى توفير الأدوية اللازمة للأطفال عند المرض".

وتقول هيغينز "أعادت اليونيسف تركيز جهودها للوصول إلى المزيد من الأسر المتأثرة بهذه الأزمات غير المسبوقة، والتي تكافح من أجل تأمين أبسط الحاجات الأساسية، ولقد عززنا مساعدتنا الاجتماعية، وقدمنا الدعم في حالات الطوارئ لتجنب انهيار خدمات المياه العامة، وندعم آلاف الأطفال لضمان حصولهم على خدمات التعليم والرعاية الصحية وحماية الطفل".

ومع ذلك، تبقى الاحتياجات هائلة، بحسب هيغينز، مشيرة إلى حاجة "يونيسف" لمزيد من الدعم للوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفاً، منبهةً من أنّ "عواقب هذه المأساة التي يمكن تفاديها، ستكون وخيمة على الأجيال القادمة ما لم يتخذ أصحاب الشأن إجراءات عاجلة".

المساهمون