عوائل جديدة تضطر لمغادرة مخيم الركبان نحو مناطق سيطرة النظام السوري

03 فبراير 2023
الشتاء كان قاسياً على قاطني المخيم وزاد من معاناتهم (خليل مزراوي/فرانس برس)
+ الخط -

تستمر مغادرة عوائل قاطنة في مخيم الركبان، الواقع ضمن منطقة الـ55 كم التي تُسيطر عليها قوات "التحالف الدولي" وفصيل "جيش سورية الحرة" بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، إلى مناطق سيطرة النظام السوري، في ظل ظروف إنسانية صعبة.

وفي السياق، قال ماهر العلي، رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ثلاث عوائل غادرت أمس الخميس من مخيم الركبان إلى مناطق سيطرة قوات النظام"، مؤكداً أن "من بين العوائل عائلة لديها مريض ينحدر من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي يعاني من مرض الغرغرينا (موت خلايا الأنسجة الحيوية بسبب نقص التروية الدموية)، وكان الهدف من ذهابه إلى مناطق سيطرة النظام تلقي العلاج".

وأشار العلي إلى أن "عدد العوائل التي غادرت مخيم الركبان منذ بداية العام الجاري 2023 بلغ 6 عوائل بتعداد 20 شخصاً"، لافتاً إلى أن "الوضع الإنساني لا يزال سيئا ضمن المخيم، وهذا ما يدفع العوائل للمغادرة إلى مناطق سيطرة النظام"، مشدداً على أن "عدد العوائل في مخيم الركبان انخفض إلى 2700 شخص".

وأوضح المتحدث أن قوات "التحالف الدولي" أدخلت، يوم أمس الخميس، 215 كيس طحين عبر الأراضي الأردنية، وذلك بعد انقطاع استمر لـ13 يوماً، مبيناً أن "الشتاء كان قاسياً على قاطني المخيم وزاد من معاناتهم، بالإضافة إلى نقص الدواء، وغلاء أسعار السلع الأساسية، دون وجود فرص عمل تستطيع من خلالها العوائل تأمين لقمة العيش".

وفي الرابع من يناير/ كانون الثاني الماضي، توفي الطفل عبد الكريم خضر البالغ من العمر ثلاثة أشهر ضمن مخيم الركبان، وذلك بسبب مشاكل تنفسية منذ ولادته.

وفي مطلع فبراير/ شباط الجاري، ردّ وجهاء مخيم الركبان على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من الأردن، التي أكد من خلالها ضرورة إخلاء مخيم الركبان وعودة المعارضين من مدنيين ومسلحين إلى منازلهم، بأنهم "لا يعولون على المصالحات والوعود الروسية في ظل احتلال مليشيات إيران وحزب الله البادية السورية ومدينة تدمر والقرى المحيطة بها، واستمرار طغيان المليشيات الأسدية بلا حسيب ولا رقيب"، بحسب البيان.

وأكد الوجهاء، في بيانهم، أن "المصالحات الروسية السابقة كانت ولا تزال أداة لتهجير السوريين من قراهم ومدنهم إلى مخيمات تخضع للقصف اليومي من قبل مليشيات الأسد، في حين ترسل إيران بالتواطؤ مع الأسد من يحتل هذه القرى والمدن في عملية تغيير اجتماعي وديني ضد جميع القوانين والأعراف الدولية".

وطالب الوجهاء الأمم المتحدة بـ"القيام بإحصاء وتبيان مصير كل من عاد سابقاً من مخيم الركبان إلى مناطق النظام لكشف كذب الضمانات بالأمن للعائدين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم"، مطالبين مجدداً الأمم المتحدة وروسيا بـ "اعتبارها الضامن الوحيد لأفعال النظام، القيام بالواجب المنوط بهما من الحرص على دخول المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان، وعدم السماح للنظام بمصادرة المعونات الدولية واستخدامها سلاح حرب ومنعها عن الركبان لتجويع القاطنين وتخييرهم بين الموت جوعاً في الصحراء أو تعذيباً في سجونه"، كما طالبوا "الأردن بالسماح بإعادة دخول المساعدات الإنسانية المتوقفة منذ قرابة 3 سنوات عن مخيم الركبان".

المساهمون