استمع إلى الملخص
- **اعتراف الشرطة البريطانية بالتقصير**: اعترفت الشرطة بأن العديد من عمليات التفتيش كانت "غير ضرورية وغير آمنة"، بعد فضيحة "الطفلة كيو" في 2022، وأكدت الحاجة لتحسين الممارسات.
- **دعوات لحماية الأطفال وتحسين الممارسات**: دعت رئيسة مفوضية الأطفال إلى تغيير إجرائي عاجل لمعالجة التفاوت وضمان حماية الأطفال، مشيرة إلى أن معظم التفتيشات لا تؤدي إلى أي إجراء آخر.
كشفت هيئة رقابية حكومية بريطانية عن أرقام صادمة تُظهر أن الأطفال من ذوي البشرة السوداء يتعرضون للتفتيش العاري من قبل الشرطة أربع مرات أكثر من نظرائهم البيض في إنكلترا وويلز. ووفقاً للتقرير الذي نُشر اليوم الاثنين، فإن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماَ يشكلون نسبة كبيرة من هؤلاء الذين يخضعون لهذه العمليات المهينة.
وأوضحت مفوضية الأطفال في إنكلترا أن أقل من نصف عمليات التفتيش العاري (45%) جرت بحضور شخص بالغ مناسب، ما يثير مخاوف حول انتهاك حقوق الأطفال وسلامتهم. وأظهر التقرير أن 88% من هذه العمليات كانت تهدف إلى البحث عن المخدرات، ومع ذلك، تعرض أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات لهذا الإجراء كل 14 ساعة على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث تجاوز عدد عمليات التفتيش الحميمة 3000 حالة بين يناير/كانون الثاني 2018 ويونيو/حزيران 2023.
وأعرب شاب يبلغ من العمر 19 عاماً عن أمله أن "تتبنى الشرطة لغة أكثر احتراماً وأن تتمكن من اتباع نهج مدروس للصدمات. لفهم ما يمر به الشباب حقاً".
My new analysis provides a complete five-year dataset into the strip searching of children. I am reassured by @metpoliceuk progress, but it’s vital improvements continue at pace, with fewer searches carried out, better data recording & improved practice: https://t.co/uiCXuC3oj0 pic.twitter.com/lEEHTPN4LV
— Children's Commissioner for England (@ChildrensComm) August 19, 2024
الشرطة البريطانية تعترف بالتقصير
في رد فعل على التقرير الصادر، اعترفت الشرطة البريطانية بأن العديد من عمليات التفتيش العاري التي أجريت كانت "غير ضرورية وغير آمنة وغير مبلغ عنها". هذه الاعترافات تأتي بعد انتقادات واسعة لممارسات التفتيش، خاصةً بعد فضيحة "الطفلة كيو" في عام 2022، عندما تعرضت فتاة سوداء تبلغ من العمر 15 عاماً للتفتيش العاري في مدرستها في شرق لندن بحثًا عن المخدرات، رغم عدم العثور على أي مخدرات معها.
وأعرب مساعد رئيس الشرطة أندرو مارينر، رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية للتوقيف والتفتيش، عن تفاؤله الحذر بشأن التحسينات بعد قضية "الطفلة كيو"، مشيراً إلى أن هناك تقدماً يُحرز. ولكنه أكد أن هناك "عملاً عاجلاً" يجب القيام به لتحسين الممارسات، مشددًا على ضرورة رفع العتبة لتقليل عدد عمليات التفتيش العاري وضمان سلامة الأطفال.
وعدت الشرطة بإجراء مراجعة شاملة لممارساتها المتعلقة بالتفتيش، بما في ذلك عمليات التفتيش العاري، لضمان أن تكون السياسات والممارسات أكثر أمانًا وشفافية. بينما أكدت وزارة الداخلية أن عمليات التفتيش العاري تلعب دوراً مهماً في حماية الجمهور، مع وجود ضمانات صارمة لضمان استخدام هذه العمليات بشكل مناسب وآمن.
دعوات لحماية الأطفال
من جهتها، دعت رئيسة مفوضية الأطفال راشيل دي سوزا، في بيان، إلى ضرورة التغيير الإجرائي العاجل لمعالجة التفاوت العنصري الواسع وضمان حماية الأطفال أثناء عمليات التفتيش الحميمة. وأكدت أن "عمليات التفتيش العاري التي تُجرى للأطفال في إنكلترا وويلز تكشف عن ممارسات مثيرة للقلق وفشل في الالتزام بإجراءات الحماية المصممة لحماية الأطفال".
وأشارت دي سوزا إلى أن" كبار ضباط الشرطة أقروا بوجود حالات معينة تتطلب التفتيش العاري في حالات الخطر الفوري"، ولكنها شددت على أن "هذه الممارسات يجب أن تكون استثنائية ولا تجرى إلا عند وجود تهديد واضح وفوري". وأضافت أن "معظم عمليات التفتيش تُجرى للاشتباه في المخدرات، ويؤدي حوالي نصفها إلى عدم اتخاذ أي إجراء آخر".
وفي ظل مرور عامين على فضيحة "الطفلة كيو" التي كشفت عن مشاكل في إجراءات التفتيش، قالت دي سوزا إن هناك بعض التحسينات الطفيفة في كيفية إجراء وتسجيل عمليات التفتيش، لكن الأمر يتطلب تحقيق تقدم أكبر. وأكدت أن التقرير الذي نُشر اليوم يذكّر بأن القضية ليست معزولة، وأن هناك حاجة لرفع معايير التفتيش بشكل كبير.
من جهة أخرى، ترى الشرطة أن العصابات الإجرامية تستخدم الأطفال وسيلةً لنقل المخدرات عبر المدن الكبرى، ولكن التقرير يظهر أن عمليات التفتيش العاري تؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم العثور على أي مواد مخدرة، حيث تُسفر حوالي نصف هذه العمليات عن عدم العثور على شيء. ويسلط التقرير الضوء على التفاوت العنصري، حيث يكون الأطفال ذوو البشرة السوداء أكثر عرضة للتفتيش العاري بأربع مرات مقارنة بنظرائهم البيض، ما يعكس نمطاً من الاستهداف غير المتناسب.