عندما يحصد الجوع أرواح أطفال غزة... علي التتر ضحية سوء التغذية

29 يوليو 2024
أطفال فلسطينيون ينتظرون وجبات غذاء في مدينة غزة، 14 مايو 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **وفاة الطفل علي التتر بسبب سوء التغذية**: توفي الطفل علي التتر في غزة نتيجة سوء التغذية الحاد بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عشرة أشهر، مما أدى إلى تدهور الأمن الغذائي ووفاة أكثر من أربعين شخصاً.

- **تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة**: يعاني الفلسطينيون، خاصة الأطفال، من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء بسبب الحصار، مما يهدد حياتهم ويزيد الضغط على المستشفيات.

- **تحذيرات دولية من كارثة إنسانية**: حذر برنامج الأغذية العالمي من انهيار المنظومة الصحية في غزة، حيث يواجه 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية، مع استمرار إغلاق المعابر منذ أكتوبر 2023.

فتك سوء التغذية بالطفل الفلسطيني علي أنس التَتَر الذي لفظ أنفسه الأخيرة، اليوم الاثنين، في المستشفى المعمداني (الأهلي العربي) بمدينة غزة شمالي القطاع، وسط الجوع المسيطر، ضمن الحرب المستمرة على أطفال غزة. والحصار المشدّد الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مذ بدأ حربه على الفلسطينيين فيه قبل نحو عشرة أشهر، وما تبعه من حرمان أهل غزة من المساعدات الغذائية والإمدادات الطبية وغيرها، تسبّبا في تدهور الأمن الغذائي في القطاع الذي فُصل شماله (محافظتا غزة وشمال غزة) عن جنوبه ووسطه.

وأفاد مصدر طبي مراسل الأناضول بأنّ علي التتر، البالغ من العمر ستّة أعوام، توفي في المستشفى المعمداني بمدينة غزة المنكوبة، نتيجة سوء التغذية الحاد، الناجم عن الجوع والحصار الإسرائيلي. وبذلك يكون عدد الفلسطينيين الذين قضوا بسبب سوء التغذية قد تجاوز الأربعين بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، في وقت تتواصل فيه التحذيرات الأممية والدولية من مجاعة محتّمة، ولا سيّما في الشمال. 

ويعاني الفلسطينيون المستهدفون والمحاصرون في قطاع غزة، خصوصاً أطفال غزة، من الحرب المدمّرة التي توصّف بأنّها حرب إبادة جماعية، ومن القيود الإسرائيلية التي تنتهك القوانين الدولية، خصوصاً مع منع إدخال المساعدات المنقذة للحياة، الأمر الذي يؤدّي إلى شحّ شديد في إمدادات الغذاء والمياه والدواء، وبالتالي إلى تهديدات حقيقية لسلامة أهل غزة وصحتهم وحياتهم، خصوصاً الفئات الهشّة منهم.

في الإطار نفسه، أفاد رئيس قسم الحضانة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، حاتم الهور، في وقت سابق، بأنّ ثمّة حالات سوء تغذية كثيرة في قطاع غزة، الأمر الذي فاق قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات للمصابين بها. وربط الهور تلك الحالات باستمرار الحرب الإسرائيلية المدمّرة وبالحصار المشدّد وبإغلاق المعابر.

حياة أطفال غزة في خطر

وفي 11 يوليو/ تموز الجاري، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أنّ انهيار المنظومة الصحية والافتقار إلى الوسائل المستدامة للحصول على الغذاء يعرّضان حياة عدد كبير من أطفال غزة للخطر. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإنّ المساعدات الإنسانية لم تصل إلى محافظتَي غزة وشمال غزة منذ أكثر من شهرين.

في سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في 20 يونيو/ حزيران الماضي بأنّ 3500 من أطفال غزة يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية، وسط تحذير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من عودة إلى التجويع بصورة غير مسبوقة في القطاع المحاصر.

وكانت إسرائيل قد عمدت، منذ بداية الحرب التي انطلقت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى إغلاق معابر قطاع غزة، ومنعت دخول البضائع إلى أهله، في حين سمحت بإدخال كميات قليلة ومحدودة جداً من المساعدات الإنسانية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 عبر معبر رفح (أقصى الجنوب) الحدودي مع مصر، قبل أن تسيطر عليه قواتها في السابع من مايو/ أيار الماضي مع العملية البرية التي نفّذتها في المنطقة.

وفي يونيو الماضي، دخلت شاحنات تجارية محدودة إلى جنوبي قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم، في حين أنّ أياً من الإمدادات التي تحملها لم تصل إلى شمالي القطاع.

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أفادت، اليوم الاثنين، بأنّ حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغت 39 ألفاً و363 شهيداً. وأضافت الوزارة أنّ إجمالي عدد الجرحى بلغ 90 ألفاً و923 جريحاً فلسطينياً، إلى جانب أكثر من 12 ألف مفقود، علماً أنّ هؤلاء بمعظمهم من الأطفال والنساء.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون