تمكن عمال بمنصة بترولية في سواحل محافظة مدنين، جنوب شرق تونس، بالتعاون مع جيش البحر، من إنقاذ 70 مهاجراً سرّياً من موت محقق بعد غرق مركب كان يقلّهم من سواحل ليبيا إلى إيطاليا، قبل أن يتعطل ويغرق في سواحل مدنين التونسية.
وقال رئيس الهلال الأحمر التونسي بمدنين منجي سليم إنّ عمالا بمنصة "ميسكار" النفطية ساعدوا جيش البحر التونسي على إنقاذ نحو 70 مهاجرا، وصلوا ليل الثلاثاء إلى مدنين وتم إيواؤهم في مركز خاص بعدما شاركوا في رحلة هجرة سرية انتهت بغرق المركب وفقدان أكثر من 23 مهاجرا ووفاة اثنين.
وأكد سليم لـ"العربي الجديد"، أن عملية البحث عن ناجين آخرين لا تزال متواصلة، مشيرا إلى أن من جرى إنقاذهم يحملون الجنسية الإريترية وعددهم 37، إضافة إلى 32 سودانيا ومصريا واحدا، وهم من الذكور، فيما تعود الجثتان اللتان تم العثور عليهما لمهاجرين إريتريين.
وأفاد المسؤول المحلي بالهلال الأحمر بأن المهاجرين طلبوا النجدة من بواخر عبرت المنطقة بعد غرق مركبهم، لكن هذه البواخر لم تقم بإنجادهم، في مخالفة واضحة لقوانين البحر، قبل أن تتدخل رافعة للشركة النفطية وتتولى إنقاذهم والاتصال بجيش خفر السواحل الذي واصل عملية نجدة المهاجرين.
وبيّن أن المركب الغارق انطلق ليل الأحد الماضي من سواحل مدينة زوارة الليبية، وكان على متنه 95 مهاجرا، بحسب إفادات قدمها الناجون.
وبحسب تصريحات منجي سليم، فإنّ مراكز إيواء المهاجرين بمحافظة مدنين بلغت طاقة الإيواء القصوى وهو ما يتطلب تظافر جهود محافظات أخرى لإيوائهم خلال فترة الحجر الصحي أو المدة القانونية للإيواء التي تدوم 60 يوما .
وأضاف سليم أن المنظمة الدولية للهجرة تتولى التكفل بمصاريف الإيواء داخل النزل، غير أن جهودها تبقى غير كافية للإحاطة بهذه الفئة مع تصاعد رحلات الهجرة من السواحل الليبية في مثل هذه الفترة من السنة.
وأضاف أن محافظة مدنين وسواحل الجنوب التونسي تشهد عمليات مكثفة للإنقاذ البحري، ما يزيد من صعوبات الإيواء. وذكر سليم أن هذه الفترة تعتبر ذروة موسم الهجرة السرية من السواحل الليبية نحو إيطاليا، إلا أن نسقها هذه المرة مرتفع جدا، سواء من خلال عمليات الإنقاذ بسواحل ولاية مدنين أو صفاقس أو من خلال الجثث التي يلفظها البحر، وهو ما يتطلب مجهودا مضاعفا في التصدي لمثل هذه العمليات من ناحية وتحميل كل الولايات الساحلية مسؤولية احتضان فئة هامة من المهاجرين لتخفيف العبء عن ولاية مدنين أو صفاقس من ناحية أخرى، بحسب قوله.