علماء يبتكرون نظاماً اصطناعياً لتخثّر الدم يسرّع شفاء الجروح

11 مايو 2023
عملية تجلّط الدم من أهمّ أنظمة الدفاع الطبيعية في الجسم (Getty)
+ الخط -

طوّر باحثون نظاماً اصطناعياً لتخثّر الدم قد يسهم مستقبلاً في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم، بسبب قدرته على التطابق مع الصفائح الدموية الطبيعية لجسم الإنسان.

ويتألّف النظام من عنصرَين أساسيَّين، وهو يستهدف الإصابات الداخلية من دون التسبّب في أيّ ضرر غير مرغوب فيه لجسم الإنسان. ويستطيع المكوّنان التطابق مع الصفائح الدموية في الجسم (قسم من الخليّة التي تؤدّي إلى التخثّر) وبروتين فيبرينوجين الذي يساعد على تشكّل التجلّطات.

وتُعَدّ عملية تجلّط الدم من أهمّ أنظمة الدفاع الطبيعية في الجسم، وهي آلية تعمل على سدّ الفجوات الداخلية والخارجية لإصلاح الضرر وإبقائنا على قيد الحياة. لكنّه في الحالات التي يفقد فيها الجسم كثيراً من الدم، من غير الممكن أن تستمرّ عملية التجلّط، وهذا هو المكان الذي يمكن أن يأتي فيه البديل الاصطناعي الجديد.

وقد اختُبرت العملية التركيبية الجديدة على الفئران فقط، وأدّت بطريقة فعّالة إلى تحفيز تخثّر الدم وتسريع وتيرة الإرقاء الطبيعي للجروح وأثبتت أنّها أفضل بكثير في وقف النزيف من الطرق السابقة.

وأشار المهندس الكيميائي برادلي أولسن، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنّ "فكرة استخدام مكوّنَين بتكوين هلام انتقائي تسمح للنظام بتعزيز التركيز في الجرح، الأمر الذي يحاكي التأثير النهائي لسلسلة التخثّر الطبيعية".

وصمّم الباحثون الجسيمات بطريقة لا يمكن أن تتراكم في الأماكن التي لا ينبغي أن تتراكم فيها (من الممكن أن تكون تجلّطات الدم كذلك خطرة على صحتنا في الأماكن الخاطئة) من خلال جعلها متشابكة فقط بتركيز عال بدرجة كافية.

وفي تجربة أولية صغيرة على الفئران، لم يثبت النظام الاصطناعي فعاليته العالية فحسب، بل استمر كذلك لفترة أطول من تجلّطات الدم العادية. إلى جانب ذلك، لم يطلق النظام أيّ ردود فعل غير مرغوب فيها للجهاز المناعي لدى الحيوانات.

في هذا الإطار، قالت المهندسة الكيميائية سيليستين هونغ، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنّ "الفكرة هي أنّه مع تداول هذَين المكوّنَين في مجرى الدم، في حال كان ثمّة موقع جرح، فإنّ مكوّن الاستهداف سوف يبدأ في التراكم في موقع الجرح وكذلك وصل الرابط المتشابك.. عندما يكون كلا المكوّنَين بتركيز عال، فإنّك تحصل على مزيد من التشابك، ويبدآن في تكوين الصمغ والمساعدة في عملية التخثّر".

من جهتها، أوضحت المهندسة الكيميائية باولا هاموند، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أنّ "ما كان ملحوظاً خصوصاً في ما يتعلق بهذه النتائج هو مستوى التعافي من الإصابة الشديدة التي رأيناها في الدراسات على الحيوانات، من خلال إدخال نظامَين مكمّلَين في التسلسل، أنّه من الممكن الحصول على تجلّط أقوى بكثير".

(قنا)

المساهمون