مَكّن علاج جيني تعمل شركة صينية على تطويره، من إعادة السمع إلى أطفال يعانون من صمم وراثي، وهو ما يدعم أدلة متزايدة على فاعلية مثل هذه العلاجات.
ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، الأربعاء، فإن خمسة من بين ستة أطفال يعانون من الصمم الحاد شهدوا تحسناً في حاسة السمع، فضلا عن تحسّن في التعرف على الكلام بعد ستة أشهر من الخضوع للعلاج الذي تطوره شركة "ريفريشجين ثيرابيوتكس".
علاج جيني يمنح الأمل للصغار
وكان جميع الأطفال المعنيون يعانون من صمم حاد ناجم عن طفرات في جين أو.تي.أو.إف (أوتوفيرلين). ويعد بروتين الأوتوفيرلين أساسيا لنقل الإشارات الصوتية من الأذن إلى الدماغ.
وتشير أبحاث سابقة إلى أن طفرات هذ الجين مسؤولة عن اثنين إلى ثلاثة بالمائة من حالات الصمم الوراثي. ويعاني مولود من كل ألف في الولايات المتحدة من فقدان سمع بين متوسط إلى حاد. واستخدم الباحثون في تدخلات جراحية أجريت في مستشفى العيون والأنف والأذن والحنجرة بجامعة فودان، فيروساً غير ضار لحمل نسخة من الجين البشري إلى الأذن الداخلية للمرضى.
وأعلن الباحثون بعد 26 أسبوعا أن خمسة من الأطفال الستة بدت عليهم مؤشرات على تحسّن السمع، فضلا عن تحسّن كبير في إدراك الكلام والقدرة على إجراء محادثات. وأضافوا أن الأعراض الجانبية جاءت في معظمها طفيفة ولم يكن لأي منها تأثير طويل المدى.
وأعلن مستشفى فيلادلفيا للأطفال، يوم الثلاثاء، عن تحسينات مماثلة في حالة صبي يبلغ من العمر 11 عاما عولج هناك.
وبحسب العلماء، فإن العلاجات التجريبية قد تساعد في يوم ما عددا أكبر من الأطفال الذين يعانون من أنواع أخرى من الصمم الناجم عن الجينات.
وعلى مستوى العالم، يعاني 34 مليون طفل من الصمم أو فقدان السمع، وتعد الجينات مسؤولة عمّا يصل إلى 60 بالمائة من هذه الحالات.
ويعد الصمم الوراثي أحدث حالة يستهدفها العلماء بالعلاج الجيني الذي اعتمد بالفعل لعلاج أمراض مثل فقر الدم المنجلي والهيموفيليا الشديدة.
غالبا ما يحصل الأطفال المصابون بالصمم الوراثي على جهاز يسمى "غرسة القوقعة الصناعية" يساعدهم على سماع الصوت.
يقول زينغ يي تشين، من جمعية "ماس آي آند إير" في بوسطن، وهو أحد كبار مؤلفي الدراسة التي نشرت يوم الأربعاء في مجلة "لانسيت": "لا يوجد علاج يشفي بشكل تام من فقدان السمع، ولهذا السبب كنا نحاول دائما تطوير علاج. نشعر بسعادة بالغة من هذه النتائج".
(رويترز، أسوشييتد برس)