عراقي يلقي بنفسه وزوجته وطفليه في نهر الفرات بمحاولة انتحار جماعي

02 يونيو 2022
تمكنت الشرطة العراقية من إنقاذ الرجل وزوجته وأحد الطفلين (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

في مؤشر على تفاقم ظاهرة الانتحار في العراق، أقدم رجل على إلقاء نفسه وعائلته، زوجته وطفلين، في نهر الفرات من أعلى جسر في محافظة بابل جنوبي البلاد، ونجحت الشرطة في إنقاذ الزوجين وأحد الطفلين، وسجّل العراق، منذ مطلع العام الحالي، ارتفاعاً كبيراً في عدد حالات الانتحار في مختلف مدن ومناطق البلاد، لا سيما في الأحياء والضواحي الفقيرة منها.

ووفقاً لبيان لمدير الشرطة النهرية في محافظة بابل، العميد ماهر تركي الشمري، تمكنت، الخميس، الشرطة من إنقاذ عائلة من الانتحار في نهر الفرات، وجاء في البيان أن "إحدى مفارزنا النهرية هرعت الى موقع الحادث وتمكنت بإسناد من مفارز قسم شرطة بلدة المسيب، وبالتعاون مع الأهالي، من إنقاذ الرجل والزوجة وأحد الطفلين، وما زالت فرق الغواصين مستمرة في البحث عن جثة الطفل المفقود"، من دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

ودعا الناشط في مجال حقوق الإنسان في العراق، محمد الغريري، الجهات الأمنية والقضائية الى الاهتمام بمعرفة أسباب الانتحار خلال التحقيق مع الرجل، وقال الغريري، لـ"العربي الجديد"، "الاهتمام بمعرفة الأسباب والدوافع التي دفعت الرجل الى محاولة الانتحار مع عائلته أفضل من الاهتمام بتوجيه عقوبة قضائية له".

وأكد الناشط أن "محاولة الانتحار هذه على بشاعتها، إلا أنها تفرض على الجهات المسؤولة أن تتعامل معها بجانب إنساني، لمعالجة ظاهرة تنتشر بشكل كبير في المجتمع، وتفتقر الى الحلول الحقيقية"، مؤكداً "نحتاج الى مؤسسات حكومية تطبق القانون وتبحث عن المعالجات للظواهر الخطيرة في المجتمع".

ويعزو مختصون في الشأن المجتمعي ارتفاع ظاهرة الانتحار إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية مختلفة، أبرزها الفقر والبطالة وانعدام الأمل بوجود تغيير إيجابي، مع استمرار حالة الانسداد السياسي في البلاد، وتعثر الحكومة بمعالجة ملفات الخدمات والسيطرة على مستويات الفقر والبطالة في عموم مدن العراق.

وقال الباحث في الشأن المجتمعي، عدنان الركابي، إن "الانتحار في العراق يأخذ منحى خطيرا، من خلال الزيادة الكبيرة في أعداد من يقبلون على ذلك، كما أن إقدام رجل على الانتحار مع عائلته مؤشر خطير على حالة اليأس والانسداد النفسي الذي تواجهه العائلة العراقية نتيجة الظروف المعيشية والحياتية الصعبة، في بلد تنعدم فيه الخدمات وتتفشى فيه البطالة والفساد".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأكد، لـ"العربي الجديد"، أنه "من الواضح أن هناك انعكاسات كبيرة للأزمات السياسية، وما يرافقها من أزمات اقتصادية وأمنية وخدماتية، وتفش للفساد وضياع لحقوق الفرد العراقي، على نفسية المواطن، ما يدفع باتجاه اللجوء إلى الانتحار، بعد أن تغلق الحكومة والأحزاب المتنفذة على المواطن البسيط كل الأبواب، وتحرمه أبسط حقوقه"، محملا "الحكومة وأحزاب السلطة مسؤولية ذلك".

المساهمون