مع تحوّل الحرب الروسية في أوكرانيا إلى أزمة قاتمة لملايين الأوكرانيين، فإن عشرات الآلاف ممن يقومون برحلة خطرة بشكل متزايد نحو الأمان في الاتحاد الأوروبي كل يوم، لا يعرفون إذا كانوا سيعودون إلى ديارهم يوما ما.
فر أكثر من 2.8 مليون شخص من أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي، وفقًا لمفوضية اللاجئين الأممية، ويسعى الغالبية العظمى منهم إلى اللجوء في بولندا التي استقبلت أكثر من 1.7 مليون لاجئ خلال آخر 19 يومًا.
في بلدة برزيميسل الحدودية البولندية، يشعر بعض الفارين، ومعظمهم من النساء والأطفال، بالإرهاق، ويعبرون عن رغبة بسيطة في توقف الحرب.
تقول ألكسندرا بيلتويغوفا (33 سنة)، والتي فرت من دنيبرو الواقعة بين كييف وماريوبول المحاصرتين: "أبكي طوال اليوم من ألم الاضطرار إلى الانفصال عن أحبائي. زوجي ووالدي. أفهم أنني قد لا أراهم مجددا. أتمنى أن تنتهي هذه الحرب".
في مركز للاجئين في سوسيفا بشمال رومانيا، تحمل ليسيا أوستروفسكا (28 سنة) ابنها البالغ من العمر عامًا واحدًا، بينما كانت ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات تلعب في مكان قريب مع أطفال آخرين نزحوا بسبب الحرب.
قالت أوستروفسكا، وهي من تشيرنيفتسي في غرب أوكرانيا: "تركت زوجي وأبي وأمي وأجدادي. الأمر صعب مع الأطفال، في الحافلة، هنا في هذا الوضع. نأمل أن تنتهي الحرب قريبًا ويمكننا العودة إلى ديارنا".
مع استمرار القتال الذي دخل أسبوعه الثالث في إحداث خسائر بشرية فادحة في أوكرانيا، حيث قصفت القوات الروسية العديد من المدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد، بدأ عدد الذين يعبرون الحدود إلى البلدان الواقعة على الطرف الشرقي من الاتحاد الأوروبي في التضاؤل ببطء في الأيام الأخيرة.
في المجر، حيث دخل حوالي 255 ألف لاجئ حتى الآن، عبر 9000 شخص فقط الحدود مع أوكرانيا يوم الأحد، مقارنة بأكثر من ضعف ما كان عليه في 1 مارس/آذار، وفقًا للشرطة.
في سلوفاكيا، حيث فر أكثر من 200 ألف شخص، عبر أقل من 9000 شخص الحدود يوم الأحد، انخفاضًا من أكثر من 12 ألفا قبل أربعة أيام.
في بولندا، تم قبول حوالي 82 ألف لاجئ يوم الأحد، بانخفاض عن ذروة يومية سابقة بلغت حوالي 129 ألف.