عدد الجامعات الإيرانية المعتمدة في العراق يرتفع إلى 62

19 يوليو 2023
بدء موسم تقدم طلاب المرحلة الثانوية في العراق للدراسة الجامعية (الأناضول/Getty)
+ الخط -

قال المستشار الثقافي الإيراني في السفارة الإيرانية ببغداد غلام رضا أبا ذري، اليوم الأربعاء، إنّ عدد الجامعات الإيرانية التي جرى اعتمادها من قبل وزارة التعليم العراقية ارتفع من 33 إلى 62 جامعة.

ويأتي الإعلان بالتزامن مع بدء موسم تقدم طلاب المرحلة الثانوية في العراق للدراسة الجامعية، إذ تتصدر إيران، وتركيا، ولبنان، وماليزيا، ومصر، قائمة أكثر الدول استيعاباً للطلاب العراقيين الراغبين بإكمال دراستهم في البكالوريوس وأيضاً مرحلتي الماجستير والدكتوراه بسبب انخفاض تكاليف الإقامة والدراسة، إلى جانب تسهيلات تتعلق بالمعدل التراكمي الذي يسمح بدخول التخصصات التي يرغب بها الطالب.

واليوم الأربعاء، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، عن غلام رضا أبا ذري قوله إنه "حتى الآن تمت الموافقة على 33 جامعة إيرانية من قبل وزارة التعليم العراقية، منها 14 مؤهلة للحصول على منحة دراسية".

وأكد إجراء مباحثات مع الجانب العراقي ممثلاً بوزارة التعليم العراقية لزيادة عدد هذه الجامعات، بالقول إنّ "وزارة العلوم العراقية درست هذه الطلبات في اجتماعها الأخير وبموافقة الوزارة زاد عدد الجامعات الإيرانية التي وافقت عليها الحكومة العراقية من 33 إلى 62 جامعة".

وتحدث عن "نظرة إيجابية" لدى وزير التعليم العراقي نعيم العبودي، الذي ينتمي لجماعة "عصائب أهل الحق"، أبرز المليشيات العراقية المقربة من طهران.

وشدد المسؤول الإيراني على أنه "ومع زيادة عدد الجامعات الإيرانية المعتمدة من قبل وزارة العلوم العراقية، سيتحسن تقديم الخدمات التعليمية للطلاب العراقيين كمّاً ونوعاً".

وفي العام 2021 قررت وزارة التعليم العالي العراقية إلغاء الاعتراف بعدد كبير من الجامعات اللبنانية والإيرانية الخاصة، بسبب تقارير أشارت إلى وجود مخالفات أكاديمية وعلمية واسعة في تلك الجامعات تخالف المعايير العراقية لجهة حصول الطلاب على الشهادة وآلية احتساب الدرجات لهم، وتغليب الجانب المالي على الأكاديمي والعلمي في قبول الطلاب.

ويعتبر معيار الاعتماد للجامعات في العراق شرطاً للاعتراف بالشهادة الجامعية سواء البكالوريوس أو الماجستير والدكتوراه والتي يعتمدها العراق في التوظيف والترفيع ومنح الامتيازات الإدارية والمالية الأخرى للطلاب الدراسين على نفقتهم الخاصة.

وتعليقاً على ذلك، قال المستشار العلمي الأسبق في وزارة التعليم العراقية أحمد الطائي إنّ "القرار كان متوقعاً منذ بداية تسلّم شخصية سياسية وزارة علمية مهمة في العراق".

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "كان من المفترض أن يرمم العراق علاقته مع دول غربية مختلفة، لفتح مجال الابتعاث لطلابه في مجالات علمية مختلفة أسوة بدول الخليج العربي المجاورة، لكن يظهر جلياً هنا حجم أذى المحاصصة الحزبية على العراق، إذ إنّ منح وزارة التعليم العالي لكتلة (صادقون) التابعة لجماعة (عصائب أهل الحق)، الحليفة لإيران، عبر تسمية القيادي فيها نعيم العبودي وزيراً، يجب أن تكون له نتائج سلبية، ومنها مراعاة الاعتبارات السياسية والحزبية في قرارات مهمة بالوزارة".

واعتبر الطائي أنّ "الجامعات العراقية أفضل بكثير من الإيرانية من الناحية العلمية، لكن الراغبين بإكمال تعليمهم هناك إما أنهم لم يحصلوا على معدل يؤهلهم لدخول التخصص الذي يريدونه في العراق فيذهبون إلى إيران ويأتون به وينافسون الآخرين من المتفوقين، أو أنهم يبحثون عن نجاح سهل".

وأكد أنّ "الكثير من الشهادات التي يحصل عليها الطلاب، خاصة الماجستير والدكتوراه، تهدف إلى الترفيع وزيادة الراتب في العراق، ولهذا يكون التوجه نحو الجامعات الأسهل في المنطقة".

وفي مارس/ آذار الماضي، قال وزير التعليم العراقي نعيم العبودي إنّ عدد الطلاب العراقيين الدراسين في إيران يبلغ 75 ألف طالب بمختلف جامعات البلاد، متحدثاً على هامش لقاء جمعه بنظيره الإيراني محمد علي زلفي، عن طلب "كبير جداً" على الدراسة في إيران، معتبراً أنّ الجامعات العراقية غير قادرة على الاستجابة لهذا الحجم من الطلبات، داعياً إيران "لزيادة استيعاب قبول الطلاب العراقيين لديها"، وأكد نظيره الإيراني رغبة بلاده بـ"إنشاء كراسي تدريس للغة الفارسية في الجامعات العراقية، مضيفاً: "نرحب بتدريس اللغة العربية في الجامعات الإيرانية".

المساهمون