منذ بداية الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، راحت تُسجَّل ملاحقات يُستهدَف فيها الطلاب العرب في الداخل الفلسطيني، وذلك على خلفية نشرهم آراءً متضامنة مع أهل غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد لجأ عدد من الطلاب المستهدفين إلى جهات حقوقية لمتابعة قضاياهم.
يفيد تقرير نشره مركز "عدالة" (المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل)، اليوم الخميس، بأنّ "113 طالباً من 33 مؤسسة مختلفة" لجأوا إليه "من أجل الاستشارة القانونية"، مشيراً إلى أنّه يمثّل اليوم 93 طالباً منهم أمام السلطات المعنية.
وقد رصد مركز "عدالة"، في تقريره، معطيات تتعلّق بحالات فصل الطلاب من المؤسسات التعليمية العليا ووقفهم عن متابعة الدراسة واستدعائهم أمام اللجان التأديبية وغير ذلك، في الفترة الممتدة ما بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي و25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وبحسب ما يبيّن تقرير "عدالة"، فقد بلغ عدد الطلاب العرب الذين اتّخذت جامعاتهم إجراءات تأديبية في حقّهم 160 طالباً، استناداً إلى تقييم ورصد لجان الطلاب العربية في الجامعات. وأشار إلى إجراءات غير عادلة اتّخذت في حقّ الطلاب.
وجاء في مقدّمة التقرير: "منذ بدء الحرب، وجد عشرات الطلاب الفلسطينيين أنفسهم وسط عاصفة مذ قُدّمت ضدّهم شكاوى إلى اللجان التأديبية في المؤسسات الأكاديمية التي يلتحقون بمقاعد دراستها في إسرائيل، وذلك عقب تفاعلاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقُدّمت الشكاوى بدعم وتشجيع من قبل اتحاد الطلاب ومختلف التنظيمات اليمينية، وذلك بعد إعلان إدارة مؤسسات عديدة أنّها لن تتسامح مع أيّ منشورات تحريضية".
وأضاف معدّو التقرير: "نحن نرى أنّ الإجراءات التعسفية التي تتّخذها مؤسسات أكاديمية إسرائيلية في حقّ الطلاب على خلفية آرائهم الشخصية تندرج في إطار سياسة الملاحقة السياسية والمسّ بالحقّ الدستوري في التعبير عن الرأي، وهي أمور لا تقع من ضمن نطاق صلاحيات المؤسسة الأكاديمية التي باتت تعمل كشرطة رقابة على آراء طلابها المشروعة. وبينما يُفترَض بالفضاء الأكاديمي أن يكون المساحة الآمنة للتفكير الحر والنقدي والتعبير وتبادل وجهات النظر وتجسيرها عند الحاجة، تضرب المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية بهذه القيم عرض الحائط عندما تمنهج وترعى هجمة شرسة ضدّ جزء من طلابها على أساس سياسي-قومي".
تجدر الإشارة إلى أنّ قضية الطلاب العرب والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لم تبقَ محصورة بقرارات فصل أو وقف عن الدراسة أو إجراءات أخرى في نطاق الجامعات. فقد وصل الأمر إلى حدّ اعتقال عدد من الطلاب والطالبات نشروا تدوينات وُصفت بأنّها "تحريض على الإرهاب"، فقط لأنّهم عبّروا عن وقوفهم إلى جانب فلسطينيي قطاع غزة الذين يتعرّضون إلى عدوان غير مسبوق.