عام على زلزال تركيا: مدارس في الحاويات لتستمر الحياة

03 فبراير 2024
مخيمات من الحاويات أصبحت مأوى للمتضريين من زلزال تركيا منذ زلزال فبراير 2023 (Getty)
+ الخط -

تمثل المدارس المؤقتة التي تشغل الحاويات في كهرمان مرعش، طوق نجاة بالنسبة لكانسو غول التي تحاول مساعدة ولديها في التغلب على صدمة زلزال تركيا المدمر الذي وقع العام الماضي، في جنوب شرق البلاد.

تعاني الابنة من اضطراب نقص الانتباه والابن من صعوبة في النطق، وقضى شقيقهما الرضيع في الزلزال الذي وقع في 6 فبراير/ شباط 2023 وأودى بأكثر من 53,500 شخص.

تقول غول (33 عاماً): "تم انتشال ابنتي البالغة سبع سنوات حية من تحت الأنقاض بعد ساعات من وقوع الزلزال. وهي تعاني من اضطراب في الانتباه. لم تبك أو تصرخ ولو لمرة واحدة، لكنها تخفي كل هذا التوتر داخلها".

وبدأ ابنها البالغ أربع سنوات ونصف سنة، من جانبه، التحدث من جديد عندما تمكنت من إيداعه دار حضانة أقيمت في إحدى الحاويات التي لا تزال تؤوي 700 ألف منكوب ممن نجوا من زلزال تركيا الذي يعد أسوأ كارثة في تاريخ البلاد الحديث.

وتنهدت الأم قائلة "لا يزال يسأل عن أخيه. يقول إنه طار بعيدًا مثل طائر".

زلزال تركيا والتعليم

يبذل المعلمون كل ما في وسعهم ليشعر الأطفال الذين فقدوا منازلهم أو أصدقاءهم أو أحباءهم، ولا يدركون بالضرورة ما حدث، بالطمأنينة.

ويتوسط فناء المدرسة تمثال نصفي لمؤسس الدولة التركية، مصطفى كمال أتاتورك، على غرار أي مدرسة أخرى في البلاد.

وتضفي البالونات الملونة المعلقة في كل صف يضم عشرين تلميذاً، نوعاً من البهجة على المخيم الذي تصطف فيه مئات الحاويات المعدنية البيضاء المتشابهة المتراصة في صفوف متساوية.

ولكن على بعد نحو عشر دقائق سيرًا، تشير الساحات الخالية إلى الأبراج السكنية التي كانت تنتصب سابقاً في هذه المدينة المشهورة بمثلجاتها في تركيا.

وقال مدير المدرسة مفضلاً عدم الكشف عن هويته نظراً لوضعه الوظيفي، "إنه أمر مؤلم بالنسبة إلى التلاميذ والمعلمين على حد سواء".

وأضاف "أشياء كثيرة تعيد إلى أذهاننا ذكرى الزلزال، الهزات الارتدادية أو شهر فبراير/ شباط أو مجرد تساقط الثلوج" التي كانت غزيرة ليلة وقوع الكارثة.

تستقبل مدرسته 850 طفلاً من أطياف متنوعة، يعيشون الآن في مدينة حاويات تضم عشرة آلاف ناجٍ، وحيث تؤدي التوترات بين الجيران أحيانًا إلى نشوب مشاجرات عنيفة.

وأكد المدير أن "الإهانات والإيماءات المسيئة والركلات لن تنتهي ما لم يتم إسكان هذه العائلات في شقق"، مشيراً إلى أن الدولة التي وعدت ببناء 500 مدرسة بمعايير مقاومة الزلازل في المقاطعات المتضررة، تبذل كل ما في وسعها.

المعلمون أيضاً يعيشون في حاويات وهم على اتصال بالتلاميذ، بحسب المدير قائلاً: "لن تسير الأمور على ما يرام بعد أي كارثة، لكن الحياة يجب أن تستمر".

حاولت أليف يافوز وزوجها، في البداية، بدء حياة جديدة في مدينة مرسين، على الساحل الجنوبي، مثل أكثر من ثلاثة ملايين ناجٍ غادروا ديارهم بعد الزلزال، ولكن على غرار كثر، عاد الزوجان لأن ابنتهما البالغة سبع سنوات التي تعاني من مشاكل في القلب، وجدت صعوبة في التكيف.

قالت الأم "اضطررنا إلى العودة والعيش في حاوية حتى لا تشعر بالغربة".

تبلي ابنتها بلاء حسناً في المدرسة، وتنوي أليف شراء حذاء جديد لها لمكافأتها على تفوقها الدراسي.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون