عامان على إعلان الجائحة... إحباط في منظمة الصحة العالمية

11 مارس 2022
الجائحة لم تنتهِ بعد (فرانس برس)
+ الخط -

 

يصادف اليوم الجمعة مرور عامَين على إعلان منظمة الصحة العالمية "الجائحة" التي دفعت الدول إلى التحرّك مع اجتياح فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) العالم.

والوباء الذي من الممكن أن يظهر مرّة كلّ قرن قلب العالم رأساً على عقب، وأودى بحياة أكثر من ستة ملايين شخص وأصاب 450 مليوناً آخرين بكوفيد-19 على أقلّ تقدير. لكنّ منظمة الصحة العالمية تشعر بالاستياء مع حلول الذكرى الثانية لإعلان الجائحة في 11 مارس/ آذار 2020، مشدّدة على أنّ الخطر الحقيقي ظهر قبل ستة أسابيع من ذلك، لكنّ قلة من الناس أبدت اهتماماً وبادرت إلى التصرّف.

وكانت الصحة العالمية قد أعلنت عن "حالة طوارئ صحية تثير قلقاً دولياً"، أعلى مستوى تحذير في قواعدها، في 30 يناير/ كانون الثاني 2020، بعد أن سُجّلت خارج الصين أقلّ من 100 إصابة من دون أيّ وفيات. لكن عندما أعلن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس الوضع الصحي المتدهور بأنّه "جائحة" بعد ذلك بأسابيع، تنبّهت دول عديدة للخطر.

ولا تحيي المنظمة الأممية الذكرى، وهي بعد عامَين على إعلانها الجائحة ما زالت تشعر بالاستياء إزاء عدم استجابة الحكومات للتحذير الأوّل. وفي هذا الإطار، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة مايكل راين إنّ "عبارة جائحة كان لها وقع كبير على العالم... التحذير في يناير/ كانون الثاني (2020) كان أكثر أهمية ممّا أُعلن في مارس/ آذار (من العام نفسه)". وأضاف متسائلاً: "هل تفضّلون أن يقول التحذير إنّنا غرقنا أو أن يقول إنّ الفيضان مقبل؟".

متّسع من الوقت

وأكّد راين أنّ الإعلان عن حالة طوارئ تثير قلقاً دولياً لم يلقَ آذاناً صاغية، وقال في مداخلة على قنوات المنصات الاجتماعية لمنظمة الصحة، أمس الخميس، إنّ "الناس لم يسمعوا. كنّا ندقّ الناقوس لكنّهم لم يتحرّكوا". أضاف أنّ "أكثر ما صدمني هو عدم الاستجابة، عدم التصرّف بشكل ملحّ إزاء أعلى مستوى إنذار لدى منظمة الصحة العالمية في القانون الدولي، بحسب ما اتّفقت عليه دولنا الأعضاء كلها... هذا ما اتّفقت عليه".

ورأى راين أنّ الإعلان عن جائحة كان ببساطة تأكيداً لما هو حاصل، مشدداً على أنّه كان أمام الدول متسعاً من الوقت قبل ذلك. ولفت إلى أنّ "كثيرين هم الناس، في وسائل الإعلام وغيرها، الذين يصرّون على أنّ منظمة الصحة العالمية تأخّرت في الإعلان عن جائحة"، مشدّداً أنّ هذا أمر غير صحيح.

يُذكر أنّه بحلول 11 مارس 2020، كانت أعداد الإصابات خارج الصين قد ازدادت 13 مرّة، وتخطّى عدد المصابين 118 ألف شخص في 114 بلداً، فيما بلغت حصيلة الوفيات 4291 وفاة بعد ارتفاع الأعداد في إيطاليا وإيران.

ذكرى في غير موعدها

وفي ذلك الإعلان قبل عامَين، استخدم غيبريسوس كلمة "جائحة"  خلال مؤتمر صحافي حول مستجدات أزمة كورونا. في تلك المرحلة، كانت المؤتمرات تُعقد في معظمها على تطبيق "زوم". وقد نطق بالكلمة ستّ مرّات بتتابع سريع، وعشر مرّات في الإجمال.

حينها، قال غيبريسوس: "نشعر بقلق بالغ إزاء المستويات المقلقة للتفشّي والشدّة والمستويات المقلقة لعدم التحرّك على حدّ سواء. لذا توصّلنا إلى التقييم بأنّه في الإمكان تصنيف فيروس كورونا الجديد جائحة (وباء عالمياً). وجائحة ليست كلمة تُستخدم باستخفاف أو بلا مبالاة".

وكان راين في ذلك اليوم إلى جانبه، وكذلك ماريا فان كيرخوف، وهي المسؤولة التقنية في المنظمة المكلفة ملف كوفيد-19. وبعد عامَين، قالت فان كيرخوف، اليوم الجمعة، إنّ الناس سوف يحيون "ذكرى في غير موعدها". وعدّت ذلك "خطأ جوهرياً"، مضيفة "تسمع الإحباط في أصواتنا لأنّنا لم نصحّح سرد الأحداث بعد". وتابعت فان كيرخوف أنّ "أكثر من ستة ملايين شخص ماتوا، وهذا ما نعرفه. لا أعتقد أنّنا أقمنا الحداد عليهم على المستوى الدولي".

(فرانس برس)

المساهمون