تستعد عائلة عميد الأسرى ماهر يونس، اليوم الثلاثاء، لاستقبال فلذة كبدهم، بعد 40 عاماً من الاعتقال، وتتواصل التحضيرات على قدم وساق في حي الظاهرات بعرعرة.
وتترقب العائلة الأخبار التي صدرت منذ صباح اليوم عن نقل ماهر يونس من سجن النقب من قبل مصلحة السجون الى مكان غير معروف. فيما تنتظر الحاجة وداد يونس (88 عاماً)، فلذة كبدها ماهر بعد 40 عاماً من حياة الأسر في سجون الاحتلال، وتقول إنه يوم فرح وأجمل يوم في حياتها، وتشير إلى أن ابنها أسير ابن أسير فوالده عبد اللطيف اعتقل في السجون الإسرائيلية لمدة سبعة أعوام في سنوات الستينيات.
"عندما أبعد ماهر إلى النقب، لم أعد أستطيع زيارته، بسبب البعد ومشقة السفر، أرسل له "الكنتينا" وكل حاجياته، كما أنه يتحدث معي هاتفياً ونطمئن عليه".
وتضيف والدته: "نحتاج الى سنوات لوصف معاناتنا خلال سنوات أسر ماهر، كنا نزوره في سجن نفحة وبئر السبع، نخرج قبل صلاة الفجر ونعود بعد صلاة العشاء إلى البيت، أصعب اللحظات كانت عندما نصل إلى باب السجن ويقولون لنا إنه نقل إلى سجن آخر، أو هو في الزنزانة ولا تستطيعين رؤيته".
ووجهت والدة الأسير رسالة إلى الاحتلال بالكف عن تصرفاته وانتهاكاته وظلمه، متمنية أن لا يبقى أي سجين بأسره، ولا جائع دون طعام ولا أي حزين.
من جهته، قال نادر يونس شقيق ماهر: "ليست لدينا أي معلومات مؤكدة بخصوص أخي، قرأنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه تم نقل ماهر من سجن النقب إلى جهة غير معروفة".
وأضاف "هناك ضغوطات من أجهزة الشرطة اتجاه عائلتنا، ولكننا سنستقبل شقيقنا بطريقة تليق به وكذلك المهنئين، نقوم بتجهيز قاعة بكراسيها، إلى جانب الطعام، وكعاداتنا نحن العرب سنقوم بالواجب".
أما كريم يونس الأسير المحرر منذ 12 يوماً والذي اختار أن يخصص زيارته الأولى لوالدة الأسير ماهر يونس فقال: "اليوم هناك حكومة جديدة تتوعد الأسرى، وبالذات بعد استقبالي بالحفل الذي حصل رغم كل القيود والجنود وحرس الحدود والذين كانوا يهددون المهنئين، إلا أن الملاحظ كذلك أن هناك استهدافاً واضحاً وخاصاً لعميد الأسرى".
وأضاف أنه "من المفروض أن يتحرر عميد الأسرى يوم الخميس المقبل، ولكن من الآن بدأت عملية تنقيله". وأشار إلى أن "ماهر كان وما زال نصفي الثاني، أنا وماهر أصدقاء منذ الثانوية، دائما كنت في بيتهم وهو في بيتنا قبل الاعتقال، وقد كان معي بالسجن، نحن أبناء قضية واحدة ناضلنا مع بعض وأكلنا من صحن واحد وتقاسمنا المعاناة وكذلك أمهاتنا وعائلتنا عانوا المعاناة نفسها".
وكان ماهر يونس قد اعتقل يوم 18 يناير/ كانون الثاني عام 1983 وهو من مواليد عرعرة سنة 1958.
وكانت محكمة الاحتلال قد حكمت عليه بالسجن المؤبد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي". وكانت المحكمة العسكرية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً بـ"الإعدام شنقاً"، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها، وأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة أي أربعين عاماً.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
