كندا تعلن السعي للم شمل العائلات الفارة من غزة... وتتباطأ في التنفيذ

05 أكتوبر 2024
آلاف الفلسطينيون غادروا غزة عبر معبر رفح نحو مصر، 1نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه العائلات الفلسطينية الفارة من غزة صعوبات في الحصول على تأشيرات كندية، حيث ينتظر الآلاف في القاهرة بسبب بطء وتعقيد الإجراءات رغم إعلان كندا عن برنامج لاستقبالهم.

- يعاني الفلسطينيون في مصر من صعوبات مالية ونفسية، حيث يستنفدون مدخراتهم في انتظار التأشيرات، ويواجهون تحديات في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والعمل.

- يواجه برنامج الهجرة الكندي لسكان غزة انتقادات بسبب بطء الإجراءات وتعقيدها مقارنة ببرامج أخرى، مما يعيق لم شمل العائلات ووصولها إلى الأمان في كندا.

ينتظر آلاف الفلسطينيين الحصول على تأشيرات من كندا، وهي الدولة التي تفاخر باستقبالها مواطنين من جميع أنحاء العالم. لكنها تتباطأ في لم شمل عائلات من غزة. فرت من العدوان الإسرائيلي على غزة، المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.

كانت الفلسطينية ريم اليازوري في الرابع من سبتمبر/أيلول الماضي إحدى الواصلات حديثاً إلى مدينة تورتنو الكندية، قادمة من قطاع غزة مروراً بمصر، وبينما تكافح هي وأفراد من أسرتها للحصول على تصاريح عمل وتأمين صحي، لا يزال والداها عالقين في القاهرة في انتظار الحصول على تأشيرة كندية بعد فرارهما قبل سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، تقول اليازوري "عقلي مشغول بوالديّ... أشعر بالذنب، صدقوني. عندما أتيت إلى هنا وتركتهم هناك قالوا لنا: اذهبوا وابدأوا حياتكم... لا تقلقوا بشأننا".

وتحاول الأسرة دخول كندا من خلال برنامج إقامة مؤقتة لسكان غزة الذين لديهم أقارب هناك. حيث تقدم شقيقها هاني أبو شومر، وهو مواطن كندي، بطلب لانضمام ستة من أفراد أسرته إليه في كندا بعد ساعات من إطلاق البرنامج في يناير/كانون الثاني. وبعد تسعة أشهر ورحلة مريرة للخروج من غزة، لا يزال الوالدان عالقين في القاهرة. وكانا قد أكملا الخطوة الرئيسية الأخيرة في عملية طلب التأشيرة، وهي تقديم المعلومات الخاصة بالقياسات الحيوية، قبل ستة أشهر.

يقول محامون متخصصون في شؤون الهجرة إن الانتظار بالنسبة لسكان غزة أطول من الذي تواجهه مجموعات أخرى تفر من الصراع أو الكوارث

والدا أبو شومر من بين آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول على تأشيرات من كندا، وهي الدولة التي تفاخر باستقبالها مواطنين من جميع أنحاء العالم. حيث كانت كندا قد أعلنت في مايو/أيار أنها ستستقدم ما يصل إلى خمسة آلاف من سكان غزة، وهو ما يزيد عن الرقم الذي تعهدت في ديسمبر/كانون الأول باستقباله من القطاع الفلسطيني، والذي كان ألفاً فقط. وبعد أشهر، وصل ما يزيد قليلاً عن 300، ووافقت السطات على 698 طلباً من أصل أكثر من 4200 قُدّمت.

وقال أبو شومر إن الحي الذي كانت تعيش فيه أسرته هو وريم في مدينة غزة لم يعد له وجود تماماً. واضطروا للفرار من منزلهم عدة مرات. وأصيبت ابنة ريم. وقالت ريم "شيء ما في قلبي مكسور". وينتظر أبو شومر مع والديه للحصول على تأشيرات في مصر، حيث لا يسهل لمن في وضعهم أن يكون لديهم الأوراق اللازمة للعمل أو الحصول على الرعاية الصحية أو فتح حساب مصرفي. ويقول إنه سيضطر في النهاية للعودة إلى كندا للعمل ويشعر بالقلق على والديه، خاصة والدته، التي تعاني تراجعاً في القدرات العقلية ومشكلات في المفاصل. وفي الوقت الحالي، يقول أبو شومر، "كل شيء ضبابي".

عائلات من غزة تستنفد مدخراتها في الانتظار

تحدثت "رويترز" مع كثير من مقدمي الطلبات الذين قالوا إنهم ينتظرون منذ أن قدموا بياناتهم الحيوية قبل عدة أشهر، مما يقوض آمالهم في لم الشمل مع أقاربهم في كندا في وقت قريب. ولم تقدم كندا أي وعود بشأن المدة التي سيستغرقها إنهاء إجراءات التأشيرات لسكان غزة الفارين من الصراع، وتقول إنها ليست لديها سلطة تذكر على تمكين أي أحد من مغادرة القطاع. وكتبت المتحدثة باسم إدارة الهجرة جولي لافورتون في رسالة بالبريد الإلكتروني تقول إن تركيز كندا "ينصب على لم شمل الأسر وإحضارها إلى بر الأمان في أسرع وقت ممكن". وأضافت أن الحاجز الأساسي هو الخروج من غزة. وقالت لافورتون إن أوقات فحص الطلبات تختلف "بناء على تفاصيل كل ملف ومدى تعقده، والكثير من العوامل خارج سيطرة دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية". ولكن لم تذكر دائرة الهجرة عدد المتقدمين الذين قدموا معلومات القياسات الحيوية وينتظرون في مصر.

وقالت الحكومة الكندية إنها تواصل تقديم أسماء المتقدمين بطلبات الهجرة إلى المسؤولين الإسرائيليين، "لكنها لا تقرر في نهاية المطاف من يمكنه الخروج من غزة". وكتبت لافورتون "وافقت إسرائيل على طلب كندا خروج أفراد الأسرة الممتدة في غزة ضمن جهودها الإنسانية الآخذة في التوسع. غير أن معبر رفح مغلق في الوقت الحالي"، في إشارة إلى نقطة الدخول الرئيسية بين غزة ومصر.

ويقول محامون متخصصون في شؤون الهجرة إن الانتظار بالنسبة لسكان غزة أطول من الذي تواجهه مجموعات أخرى تفر من الصراع أو الكوارث، وإن الأعداد الصغيرة التي نالت الموافقة تتناقض مع مئات الآلاف من التأشيرات الممنوحة للأوكرانيين بموجب برنامج مماثل يقدم وضعاً مؤقتاً. وقال أحد خبراء الهجرة الكنديين إن بعض متطلبات التأشيرة لسكان غزة غير معتادة، مثل الاضطرار إلى تقديم معلومات التوظيف التي يعود تاريخها إلى الذي كانوا فيه في السادسة عشرة من العمر.

وقالت محامية الهجرة ديبي راشليس إن الغموض يكتنف وضع سكان غزة الذين تمكنوا من الوصول إلى مصر، ويعيشون على مدخراتهم أو التبرعات من دون أن يتسنى لهم الوصول إلى الخدمات الحكومية، مضيفة أنها تمثل العشرات في هذا الموقف. وكثير من هؤلاء تعرضوا لأزمات نفسية. ويعني وصولهم لهذه المرحلة أنهم أفلتوا من الكثير من السيناريوهات، فرحلة الفرار بالنسبة لمعظمهم انطوت على مخاطرة كبيرة بحياتهم.

وقال أستاذ القانون بجامعة أوتاوا والمعني بشؤون الهجرة، جيمي تشاي يون ليو: "كندا لديها خبرة كبيرة في وضع برامج مؤقتة مخصصة لغرض معين، وفي هذا البرنامج قدر هائل من الحواجز والمعوقات التي يتعين تخطيها". مضيفاً أن برنامج غزة يتحرك أبطأ من برامج الهجرة المؤقتة الكندية الأخرى، مثل البرامج المخصصة للأوكرانيين والناجين من زلزال 2023 في سورية وتركيا.

وكانت كندا قد وافقت حتى إبريل/نيسان على نحو 963 ألف طلب بموجب تصريح كندا-أوكرانيا للسفر الطارئ منذ مارس آذار 2022. وحتى الآن وصل قرابة 300 ألف إلى كندا بموجب هذا البرنامج. وقال جراهام توم المنسق بمجلس اللاجئين الأسترالي، وهي مجموعة بحثية مدافعة عن حقوق اللاجئين، إن أستراليا منحت نحو ثلاثة آلاف تأشيرة زيارة لأشخاص من غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصل منهم نحو 1300.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون