عائلات تعود للعيش في ركام المنازل المدمرة في خانيونس

22 يونيو 2024
فلسطينيون يتفقدون ركام منازلهم في خانيونس، 11 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عائلات فلسطينية في بني سهيلا، خانيونس، تعيش بين ركام منازلها المدمرة، متخذة منها مأوى في ظل ظروف مأساوية نتيجة الحرب الإسرائيلية، حيث تتعرض البلدة للقصف المدفعي بشكل متكرر.
- الحياة اليومية لهذه العائلات تتضمن تحديات كبيرة مثل غسل الملابس والاستحمام بين الأنقاض، في حين فرت العديد منها من منازلها في خانيونس إلى رفح قبل أن تعود إلى منازلها المدمرة بالكامل.
- الحرب على قطاع غزة تستمر لليوم الـ260، مخلفةً دماراً هائلاً وعشرات الشهداء والجرحى يومياً، في ظل دعم أميركي مطلق للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تدمر مقومات الحياة بما في ذلك المباني والمدارس والمراكز الصحية.

في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تعيش عائلات فلسطينية بين ركام منازلها المدمرة تصارع الظروف المأساوية التي خلفتها آلة الحرب الإسرائيلية من أجل البقاء.

ووسط الظروف المعيشية القاسية في هذه البلدة الحدودية التي تتعرض للقصف المدفعي بين الفينة والأخرى، ووسط مصاعب الحياة التي خلفتها الحرب، تتخذ العائلات هناك من ركام منازلها مأوى جديدا لها. ونصبت بعض العائلات الخيام على ركام المنازل، فيما استصلح بعضها الآخر أجزاء من منازلهم المدمرة ليقيموا فيها.

العائلات هناك تعيش حياتها اليومية في ظل الظروف المأساوية، فتنشر بعضها الملابس بعد غسلها على ركام منزلها. كما عكف أحد الأفراد على غسل جسد طفله بالمياه داخل ما تبقى من دورة المياه في منزله المدمر.

ولم تجد تلك العائلات مأوى لها إلا ركام منازلها المدمرة، بعدما نزحت من مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء عمليته البرية فيها في 6 مايو/ أيار الماضي. وكانت تلك العائلات قد فرت من منازلها في خانيونس جراء الاستهداف المتكرر لها متجهة إلى مدينة رفح.

خانيونس...آلة الحرب دمّرت كل شيء

قالت الفلسطينية أم فوزي (لم تفصح عن اسمها بالكامل)، للأناضول، إن آلة الحرب الإسرائيلية دمّرت كل شيء في طريقها في بلدة بني سهيلا. وأضافت: "لم يترك الجيش في هذه البلدة أي مظهر للحياة، فدمر المنازل وقتل الناس والطيور".

وأوضحت أمّ فوزي أن منزلها المدمر كان يؤوي قبل نزوحها منه نحو سبع عائلات. وتابعت قائلة: "هربنا من المنزل جراء كثافة النيران في المنطقة وصولا إلى رفح، حيث كانت تصنف آنذاك منطقةً آمنة".

لكن مع بدء العملية البرية في المدينة، عادت العائلة إلى منزلها لتصدم بتدميره بشكل كامل، وفق قولها. وأشارت إلى أنهم يعيشون حاليا بين ركام منزلهم ووسط حالة من "الخوف والرعب" إزاء إمكانية تجدد القصف الإسرائيلي أو التوغل البري.

وتعد خانيونس المحافظة الثانية الأكبر لناحية المساحة في قطاع غزة بعد محافظة مدينة غزة، لكنها كانت ملجأً لمئات الآلاف خلال فترة العدوان الأولى، وكانت المحافظة الأكثر استقبالاً للمهجرين من مختلف المناطق على غرار البلدات الشرقية وحتى المنطقة الغربية التي نشأ فيها أول مخيم للمهجرين، بدءاً من شهر أكتوبر/ تشرين الأول وحتى مطلع يناير/ كانون الثاني الماضيين. وتعرّضت إلى تدمير كبير وتقييد وصول فرق الإسعاف وطواقم الدفاع المدني.

وفي 6 مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلاً تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين في المدينة، وسيطر في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر.

وتتواصل الحرب على قطاع غزة لليوم الـ260 على التوالي بدعم أميركي مطلق، وسط قصف عنيف لقوات الاحتلال الإسرائيلي يخلّف عشرات الشهداء والجرحى يومياً، فضلاً عن تدمير كل ما بقي من مقومات الحياة من مبانٍ ومدارس ومراكز صحية.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون