طلال الهذال: ننتظر انتهاء العدوان للمساهمة في إعمار قطاع غزة

05 سبتمبر 2024
برنامج "التعليم في الحارات" هدفه دعم طلاب غزة (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأسيس برنامج "الفاخورة" وأهدافه**: تأسس في 2009 لدعم الشباب في بيئات صعبة عبر توفير تعليم ودعم أكاديمي ونفسي، وقدم أكثر من 10,000 منحة للشباب المهمشين واللاجئين في مناطق متعددة.

- **مشاريع ومبادرات البرنامج**: تشمل مبادرة "إعادة بناء الأمل للأطفال والشباب في غزة" بميزانية تتجاوز 10 ملايين دولار، وتطوير المهارات القيادية عبر منصة "التواصل مع قطر"، مع تعزيز الشراكات الأممية والدولية.

- **المنح الدراسية والشراكات الجامعية**: يقدم منحاً دراسية متكاملة بناءً على معايير متعددة، ويتعاون مع جامعات مرموقة مثل "أكسفورد" و"ساينسس بو"، مع خطط لتوسيع نطاقه وزيادة عدد المنح الدراسية.

تأسس برنامج "الفاخورة" في عام 2009 عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقد أخذ اسمه من اسم مدرسة نزحت إليها العديد من العائلات في مخيم جباليا للاجئين. ويقول مدير برنامج "الفاخورة" التابع لمؤسسة "التعليم فوق الجميع" في قطر، طلال الهذال، في حوار أجرته "العربي الجديد"، إن البرنامج نفذ عدداً من المشاريع المتنوعة أخيراً في غزة، وفي غيرها من الدول العربية، ومشروعات حول العالم.

بداية ما هي الرؤية التي انطلق منها برنامج" الفاخورة، وما هي الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها على المدى الطويل؟

برنامج الفاخورة هو أحد برامج مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، ويهدف إلى تمكين الشباب كي يتمكنوا من التكيف والتفوق في بيئاتهم الصعبة. نحن نؤمن بقدرة الشباب على مواجهة التحديات وتخطي العقبات، ونعمل على دعمهم لتحقيق طموحاتهم على الرغم من الظروف المحيطة بهم، ومن ذلك الوصول إلى تعليم ذي جودة وملاءمة. 
قدم "الفاخورة" أكثر من عشرة آلاف منحة دراسية للشباب المهمشين واللاجئين والنازحين في شتى أنحاء العالم، وتمتد شراكاتنا عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، مع مشاريع سابقة وحالية في فلسطين، والأردن، والعراق، وسورية، ولبنان، وتركيا، وفي أوروبا والولايات المتحدة، يتم من خلالها توفير حزمة متكاملة من الخدمات تشمل الدعم الأكاديمي والنفسي وبرامج المشاركة المجتمعية.

ما هي أبرز المشاريع والمبادرات التي يتولاها البرنامج؟ وما التحديات التي واجهتكم خلال التنفيذ؟

أحد أهم المشاريع التي قام بها برنامج "الفاخورة" مؤخراً هي مبادرة "إعادة بناء الأمل للأطفال والشباب في غزة"، وبميزانية تجاوزت عشرة ملايين دولار، تشمل مجالات مختلفة لدعم الأطفال والشباب والأسر النازحة، ويتنوع التركيز على التعليم الأساسي والجامعي، والدعم النفسي، والمساعدات الغذائية والصحية، إضافة لدعم استئناف التعليم العالي، ونسعى من خلال هذه الجهود إلى توفير الدعم اللازم للفئات الأكثر ضعفاً، والمساعدة في تحسين ظروفهم الحياتية.
يعد برنامج "المنح الدراسية" هو الأهم لدى "الفاخورة"، ويشمل حزمة متكاملة من الخدمات، كما أنه يركز على تطوير المهارات القيادية لدى الشباب من خلال منصة "التواصل مع قطر"، والتي تربطهم ببعضهم البعض، لذا نعتبره أكثر من مجرد منحة دراسية.
التحديات دائماً موجودة، خصوصاً أن مناطق عملنا حدثت أو تحدث فيها نزاعات، سياسية واقتصادية واجتماعية، إلى جانب الدمار الذي يلحق بالطرق والمدارس، الذي يصعّب إيصال المساعدات وإعادة بناء النظم التعليمية. تُعطّل الصراعات تعليم الأطفال، ما يؤثر على مواصلة التطور الشخصي والمهني، إلى جانب الآثار النفسية العميقة. برغم ذلك، لدينا الخبرة للتغلب على هذه التحديات، ونقوم بمواجهتها من خلال تعزيز الشراكات مع المؤسسات الأممية والدولية، والعمل على توفير بيئة تعليمية داعمة وآمنة، ونعتبر طلابنا هم محور التدخلات التي نقوم بها، وهم موجودون دائماً في جميع مراحل التنفيذ للتأكد من أنّ جميع التدخلات ملائمة للظروف المحيطة بهم، وأنها فعّالة ومستدامة ولها أثر حقيقي.

ماذا عن نوعية المنح الدراسية التي تقدمونها للطلاب، وكيف يجري اختيار المستفيدين؟

يقدم برنامج "الفاخورة" منحاً دراسية متكاملة، ويجري اختيار المستفيدين بناءً على معايير تشمل التفوق الأكاديمي، والحاجة الماديّة، والشخصية الريادية، إضافة إلى الالتزام بخدمة المجتمع، ونعتز بشراكاتنا مع العديد من أعرق جامعات الشرق الأوسط والعالم، إذ لدينا شراكات مع جامعات مثل "أكسفورد" في بريطانيا، و"ساينسس بو" في فرنسا، والجامعة الأميركية في بيروت، وكلية "بارد" في القدس، وجامعة بيرزيت في الضفة الغربية، وقرابة 40 جامعة في الولايات المتحدة. 

في ظل الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على مدارس غزة، كيف كانت استجابتكم؟ وما أبرز الإجراءات التي اتخذها البرنامج لدعم المتضررين؟

حرمت هجمات الاحتلال العنيفة أكثر من نصف مليون طفل من الحصول على التعليم في غزة، واستجابة برنامج "الفاخورة" كانت فورية وشاملة من خلال مجموعة من المشاريع التعليمية، كما عملنا على استئناف تعليم الطلاب الجامعيين على الرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية، وأطلقنا برنامجاً هو الأول من نوعه في قطاع غزة، لدعم التعليم خلال وبعد الحرب، وذلك عبر الاستفادة من جهود المتطوعين لتنظيم صفوف تعليمية في مناطق النزوح.

حدثنا عن أهداف برنامج دعم التعليم الشعبي في ظل الحرب على غزة؟

أطلقت مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، البرنامج الوطني لدعم التعليم الشعبي في ظل الحرب على غزة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاء محليين، ويهدف البرنامج إلى تعزيز التعليم في قطاع غزة من خلال الاستفادة الكاملة من جهود المتطوعين. وجرى بناء وتنظيم صفوف تعليمية مؤقتة في الأحياء والمناطق المتضررة والحارات، ويعتبر هذا النهج ضرورياً لتوفير فرص التعلم المستمر للطلاب الذين يعانون انقطاع الخدمات التعليمية الرسمية بسبب تدمير المدارس والمرافق التعليمية، خاصة أن إعادة بناء المدارس أمر معقّد للغاية، وسيستغرق وقتاً طويلاً، وتُشكل الحرب أزمةً كبرى لجميع جوانب الحياة.  

دمر القصف الإسرائيلي مقر "الفاخورة في غزة (العربي الجديد)
دمر القصف الإسرائيلي مقر "الفاخورة في غزة (العربي الجديد)

في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرض "بيت الفاخورة" في حي الرمال بمدينة غزة للتدمير نتيجة قصف إسرائيلي. كيف استقبلتم ذلك؟ وكيف كانت استجابتكم؟

تدمير "بيت الفاخورة" في مدينة غزة كان صدمة كبيرة، فهذا البيت كان رمزاً للأمل لأكثر من ألف طالب وطالبة، واستجابتنا كانت مزيجاً من الحزن والإصرار على مواصلة العمل. قمنا بإعادة تقييم استراتيجياتنا، وتوجيه الموارد لدعم الطلاب والعائلات المتضررة، وقمنا بنقل مقر عملياتنا أكثر من مرّة كي نتمكن من مواصلة تقديم الخدمات، ونأمل أن تنتهي هذه الحرب بأسرع وقت ممكن كي نتمكّن من المساهمة في إعادة بناء ما تم تدميره.

ماذا عن وسائل الدعم التي تقدمونها للعائلات التي استقبلتها قطر من قطاع غزة؟ خصوصاً في ما يتعلق بدراسة أبنائهم؟

قامت قطر بدور مشهود في استقبال العائلات الفلسطينية من غزة، ومن جانبنا قمنا بإنشاء "بيت فاخورة" في قطر، وعملنا على توفير الدعم اللازم من خلال التركيز على ثلاثة محاور، أولها توفير فرص التعلّم للأطفال عن طريق تسهيل دخولهم إلى المدارس، خصوصاً المدرسة الفلسطينية في الدوحة، وثانيها توفير منح دراسية للطلاب الذين انقطعوا عن دراستهم نظراً لظروف الحرب في الجامعات القطرية، والمحور الثالث هو المساعدة في توفير فرص عمل للكفاءات الفلسطينية، مثل المعلمين والأطباء وغيرهم، ودعم المشاريع الصغيرة، كما نرعى سلسلة من البرامج التدريبية في شتى المجالات بالشراكة مع مؤسسات قطرية رائدة مثل مكتبة قطر الوطنية، ومعهد الجزيرة للإعلام، ومؤسسة الدوحة للأفلام، ومتاحف قطر وغيرها من المؤسسات الشريكة.

دعم تلاميذ غزة أحد أبرز مهام برنامج الفاخورة (العربي الجديد)
دعم تلاميذ غزة أحد أبرز مهام برنامج الفاخورة (العربي الجديد)

ما المعايير التي تعتمدون عليها لاختيار الشركاء الجامعيين؟ وكيف تضمنون جودة التعليم الذي يقدمونه؟

نعتمد في اختيار الشركاء الجامعيين على مجموعة من المعايير الدقيقة لضمان أن يكون التعليم المقدم للطلاب على أعلى مستويات الجودة، ويتماشى مع رؤية وأهداف برنامج "الفاخورة". إذ نركز على سمعة الجامعة ومكانتها الأكاديمية على المستويين الإقليمي والدولي، ونسعى للشراكة مع جامعات معروفة بتفوقها الأكاديمي والتزامها بمعايير التعليم العالمية، وكذلك بقدرتها على تقديم برامج تعليمية مبتكرة تلبي احتياجات الطلاب وتساهم في تنمية مهاراتهم، ونولي اهتماماً خاصاً بجودة البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعات، كما نحرص على أن تكون هذه البرامج متوافقة مع احتياجات الطلاب المستفيدين، وأن توفر لهم تعليماً ذا صلة بمتطلبات سوق العمل، ما يؤهلهم للمنافسة في الحصول على فرص عمل بعد التخرج. 
ولضمان جودة التعليم الذي يقدمه الشركاء، نجري تقييماً دورياً للأداء من خلال مؤشرات رئيسية، تشمل نجاح الطلاب في برامجهم، ونسب التخرج، ورضا الطلاب عن البرامج والخدمات المقدمة، كما نحرص على إقامة حوار مستمر مع الجامعات الشريكة لضمان التزامها بمعايير الجودة، وتقديمها الدعم اللازم للطلاب في حال واجهوا أي تحديات.

ما أبرز المشاريع التي تقدمونها في مناطق الأزمات والنزاعات مثل سورية والسودان واليمن؟

نفذنا منذ بداية الأزمة السورية عدة مشاريع رئيسية لدعم الطلاب، وخصصنا أكثر من 6000 منحة دراسية للسوريين في دول الجوار مثل تركيا والأردن ولبنان والعراق، ونفعل الشيء نفسه في بقية مناطق الصراعات في السودان واليمن وغيرها. نهدف من خلال هذه المنح إلى تعزيز فرص التعليم العالي للشبان المتضررين، وقد صممت المنح وفقاً لاحتياجات سوق العمل المحلية لضمان تأمين فرص عمل للخريجين، وتسهيل اندماجهم في المجتمعات والمساهمة في تطويرها اقتصادياً، إلى جانب تقديم مئات المنح للطلاب الأفغان لمساعدتهم على إكمال تعليمهم العالي في دول عدة.

ما هي أبرز خططكم المستقبلية؟ 

تشمل خططنا المستقبلية توسيع نطاق برنامج "الفاخورة" ليشمل المزيد من الدول والمناطق المتضررة، وزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة إلى الضعف خلال السنوات الثلاث المقبلة، إضافة إلى تعزيز شراكاتنا مع المؤسسات التعليمية الدولية لتحقيق أهدافنا على المدى الطويل، ضمن دعم أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.

مع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات (9 سبتمبر/أيلول من كل عام)، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الأفراد والمؤسسات والمجتمع الدولي في حماية التعليم؟

نؤكد في برنامج "الفاخورة" أهمية الدور الذي يلعبه الأفراد والمؤسسات والمجتمع الدولي عموماً في حماية التعليم، خاصة في ظل الحروب الحالية القائمة في غزة وأوكرانيا والسودان ومناطق أخرى. ونؤمن بأن التعليم هو السلاح الذي يمكن أن يساعد الأطفال والشباب في التغلب على التحديات وبناء مستقبل أفضل، لذا نعمل بجد لتقديم الدعم التعليمي والنفسي للأطفال في مناطق النزاع، وضمان حصولهم على فرص التعليم في بيئة آمنة، وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة لمحاسبة المسؤولين عن الهجمات على التعليم. علينا أن نتحد سوياً لحماية العملية التعليمية، وضمان وصول كل طفل وشاب، بغض النظر عن  ظروفه أو مكان تواجده، إلى تعليم آمن عالي الجودة.

سيرة طلال الهذال

يحمل طلال الهذال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال، ولديه رصيد من الخبرات في مجالات بناء الاستراتيجيات وإدارة المخاطر، وقبل تعيينه مديراً لبرنامج "الفاخورة"، لعب دوراً حيوياً في تأسيس إطار عمل قوي للرصد وإدارة المخاطر في مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، ما مكن من تطوير الاستراتيجيات وتحليل البيانات، وأسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية للمؤسسة وتعزيز تأثيرها.

المساهمون