طرقات الرقة السورية تتحول إلى مستنقعات مائية

31 أكتوبر 2022
يأتي الشتاء قاسياً على الأهالي (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

يشكو سكان بعض الأحياء في مدينة الرقة شمال سورية حال الطرقات المزرية التي تتحول إلى برك مياه في فصل الشتاء تختلط مع مياه الصرف الصحي، وتدخل المنازل، الأمر الذي يُعيق حركة السيارات داخل الحي. 

وعلى الرغم من وجود مشاريع لصيانة الطرقات من قبل بلدية الشعب في الرقة ومجلس الرقة المدني، إلا أن هذه المشاريع تفتقر إلى الدراسة. وتُرمّم الطرقات قبل إصلاح البنى التحتية، الأمر الذي يؤدي إلى إعادة حفر هذه الطرقات بهدف صيانة شبكة الصرف الصحي.

وعادة ما يصير التنقل صعباً في حي الثكنة خلال فصل الشتاء، كما تقول المدرّسة راما الأحمد لـ"العربي الجديد"، إذ تتحول الطرقات داخل الحي إلى أماكن تتجمع فيها المياه وتعيق مرور وتنقل الأهالي، وتتحول بعض الشوارع داخل الحي إلى مستنقعات نتيجة الحفر، تبقى فيها المياه أياماً عدة. تضيف: "في حال أردنا الخروج إلى الشارع العام، نجبر على سلك طرقات عدة للوصول إلى الطريق العام".

ويقول الناشط من أبناء مدينة الرقة عبد الرزاق الشعيب لـ"العربي الجديد"، إن "شوارع المدينة سيئة للغاية. وعلى الرغم من وجود مشاريع منذ 5 أعوام لصيانتها، إلا أن التركيز منصب على الشوارع الرئيسية فقط". يضيف أن "البنى التحتية أسفل الطرقات تحتاج إلى إعادة بناء. لكن البلدية والجهات المحلية تحاول الإصلاح بحسب إمكانياتها لإعادة الحياة إلى مدينة". 

ويوضح الشعيب أن جودة الإسفلت سيئة. خلال الشهر الماضي، كان هناك تقدم كبير من قبل الجهات العاملة في المدينة لصيانة وتعبيد الطرقات، وهو ما يشهده شارع المنصور في الوقت الحالي. ويتمنى أن يلتزموا بشروط الجودة وإنشاء شبكة خدمات صرف صحي. يضيف أن "شارع تل أبيض هو العصب، والعمل كان جدياً عليه، إلا أن كل هذه الصيانة لا تفيد بحال لم يتم تجهيز شبكات الصرف الصحي".  

وتعود مشكلة الطرقات في مدينة الرقة إلى ما قبل الثورة عام 2011، إذ كان النظام يتجاهل ترميم وصيانة البنى التحتية في المدينة، وخصوصاً شبكات الطرق والصرف الصحي والمياه، كما يقول الناشط أسامة، وهو من أبناء مدينة الرقة لـ"العربي الجديد". ويلفت إلى أن مدينة الرقة أقرب إلى الريف. وخلال الفترة الماضية، كان الاهتمام مركزاً على ثلاثة شوارع في المدينة وهي شارع تل أبيض وشارع المنصور و23 شباط، والشوارع الأخرى مهمشة منها شارع القوتلي.

يضيف أن أحياء الدرعية وشبل السلامة وأبو الهيس وبستان البلدية والرميلة ما زالت تعاني بسبب تردي واقع الطرقات كباقي المدينة مثل حي الفردوس المنظم، وحي البياطرة. كما أن بعض المناطق ما تزال غير مؤهلة، يتم رصف شارع المنصور كما كان الحال خلال مطلع القرن العشرين، على غرار شوارع دمشق وحلب، إذ ليس للبلدية القدرة على شراء الإسفلت". 

من جهته، يقول أحمد الحسين وهو من أبناء المدينة في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن الوضع في حي الدرعية مأساوي لناحية الطرقات، إذ تتجمع المياه على شكل بركة في شوارع الحي، مشيراً إلى أن مياه الشوارع والأمطار تدخل البيوت. يضيف: "داخل الحي لا يوجد مواصلات بسبب الحفر في الشوارع، والمطبات وبرك المياه".

وبحسب الإحصائيات الأخيرة لمجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية (الكردية)، بلغ عدد سكان مدينة الرقة نحو 300 ألف شخص، فيما تجاوز عدد النازحين المقيمين فيها 3200 نازح.

المساهمون