عندما أُغلقت الجسور في منطقتها بالعاصمة السودانية الخرطوم، اعتقدت طالبة الطب الفلسطينية نور كلاب أن هذا مجرد احتجاج آخر.
وروت نور لوكالة "رويترز"، في منزل عائلتها في خان يونس بقطاع غزة بعد أربعة أيام من عودتها، أن الكهرباء والمياه انقطعت وسط دوي إطلاق النار والصواريخ قبل أن تتمكن من استيعاب ما يحدث.
وأضافت نور (25 عامًا): "طلعت من البيت ما فيش ولا ركشا (توك- توك) ولا مواصلة بس سيارات بتعدي وما بتوقفلك، المنطقة الصناعية كانت محروقة، كأنه رعب يوم القيامة بأمانة".
ومضت قائلة: "كان شعور خوف ورعب أنه تشوف جثث مرمية يمين ويسار وناس مقطعة والمصارف محروقة، تحس أنه خلاص فش (لا يوجد) أمان".
وقُتل مئات الأشخاص منذ اندلاع الصراع على السلطة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في منتصف إبريل/ نيسان الماضي.
كان شعور خوف ورعب أنه تشوف جثث مرمية يمين ويسار وناس مقطعة والمصارف محروقة
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الإثنين، إنها أتمت إجلاء الفلسطينيين في السودان بالتعاون مع مصر والأردن والسعودية.
الخارجية والمغتربين// الانتهاء من عملية إجلاء رعايانا وطلبتنا بنجاح من #السودان
— State of Palestine - MFA 🇵🇸🇵🇸 (@pmofa) May 1, 2023
قال المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين السفير د.احمد الديك أن آخر الحافلات في عملية الاجلاء انطلقت صباح هذا اليوم بنجاح من الخرطوم باتجاه بورتسودان. pic.twitter.com/wMsCUhzkin
وشنت إسرائيل على غزة حروباً عديدة وتفرض عليها حصاراً خانقاً أدى إلى تقييد حركة الأفراد والبضائع منذ سنوات.
وقالت نور، التي أمضت أياماً من دون خبز أو مياه نظيفة بعدما غادرت منزلها لتعيش مع صديقة سودانية: "بصراحة كانت أسوأ من حرب غزة".
وأغلقت المتاجر مع انتشار أعمال النهب.
وأضافت نور: "كان في واحد بيعبي خزانات مية وكل وين وين بييجي، المية مالحة، حلوة، مية بحر، مية نهر، المهم مية، والله كنا نغليها المية، يكوت باين فيها طحالب بس نغليها مشان نشرب، نشرب فنعطش بزيادة".
وصلت نور إلى السودان عام 2015 لدراسة الطب لكن دراستها توقفت بسبب الصراع الأهلي والجائحة. وكان من المقرر لها التخرج خلال أيام، إذ لم يكن قد بقي لديها سوى عدد قليل من الاختبارات لكن فتيل الصراع اشتعل وحال دون ذلك.
وقالت "إحساس كأنه حدا بياخد منك ابنك، أنا حسيت إنه مستقبلي إتاخد مني غصب عني، كل التعب راح على الفاضي".
استقبلتها عائلتها يوم الجمعة عند معبر مع مصر بالدموع وليس بالاحتفالات التي كانوا يعتزمون إقامتها في وقت لاحق من هذا الشهر مع إتمام دراستها.
وقالت والدتها رويدة كلاب: "انقلبت الأوضاع السعيدة لأوضاع حزينة".
(رويترز)