عبّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الخميس، عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تحدثت عن طرد حركة طالبان للمنظمات الدولية العاملة في قطاع التعليم في أفغانستان، وأمرها بتسليم أنشطتها لمنظمات أهلية محلية.
وقالت إنها طلبت توضيحاً من سلطات طالبان بأفغانستان حول استبعاد المنظمات الدولية من المشروعات التعليمية، وهو ما قد يؤثر بمئات الآلاف من الطلاب.
وصرحت المتحدثة باسم يونيسف في أفغانستان، سامانثا مورت: "تشعر يونيسف بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن أكثر من 500 ألف طفل، منهم ما يزيد على 300 ألف فتاة، يمكن أن يفقدوا فرصة الحصول على تعليم جيد من خلال التعليم المجتمعي في غضون شهر إذا لم يعد مسموحاً للمنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في مجال التعليم بممارسة مهامها".
وأضافت أن يونيسف تسعى للحصول على توضيح.
ولم يرد متحدثون باسم حكومة طالبان حتى الآن على طلب للتعليق.
أوامر طالبان أحدث قيود على المنظمات الأجنبية العاملة في البلاد بعد منع المواطنات الأفغانيات في ديسمبر/ كانون الأول من العمل في المنظمات الدولية، بزعم عدم ارتدائهن الحجاب هناك، وعدم امتثالهن لأوامر الفصل بين الجنسين في مكان العمل. وفي إبريل/ نيسان، وُسِّع الحظر ليشمل الأمم المتحدة.
وأغلقت حكومة حركة طالبان، التي سيطرت على السلطة في أفغانستان عام 2021، معظم مدارس الفتيات الثانوية، وحظرت على الطالبات دخول الجامعات ومنعت العديد من الأفغانيات من العمل مع جماعات الإغاثة ومنظمات الأمم المتحدة.
ومع ذلك، شاركت منظمات دولية، ومنها الأمم المتحدة بشكل كبير في مشروعات تعليمية مثل توفير الحصص التعليمية في المنازل بالمناطق الريفية.
وذكرت رسالة صوتية على واتساب، قيل إنها صادرة عن مسؤول بارز في وزارة التعليم الأفغانية، أن جميع المنظمات الدولية أمامها مهلة شهر واحد لتحويل نشاطها إلى جمعيات محلية.
ولم يتسنّ الوصول إلى وزارة التعليم على الفور للتحقق من الرسالة الصوتية، لكن مسؤولي وكالات إغاثة أبلغوا وكالة "أسوشييتد برس" أنهم علموا بالرسالة ويأخذونها على محمل الجد. وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وصدر الحظر المفروض على الأفغانيات العاملات في الأمم المتحدة عبر رسالة صوتية على تطبيق واتساب، صادرة عن شخصية بارزة في طالبان.
وقالت يونيسف في بيان: "لكونها الوكالة الرائدة في مجال التعليم في أفغانستان، تشعر يونيسف بقلق بالغ إزاء التقارير التي أشارت إلى احتمال فقد أكثر من 500 ألف طفل، بينهم أكثر من 300 ألف فتاة، إمكانية الوصول إلى التعليم الجيد في غضون شهر، إذا منعت المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في مجال التعليم من العمل، وتحويل أنشطتها إلى منظمات أهلية محلية دون تقييم شامل وبناء القدرات".
وأضافت المنظمة: "تسعى يونيسف لفهم الرسالة بشكل أفضل، وما قد تعنيه بالنسبة إلى البرنامج الوطني الذي يوفر فرص التعليم للأطفال في بعض المناطق النائية والريفية في أفغانستان".
يعمل حوالى 17000 معلم، من بينهم 5000 امرأة ، في أنشطة يونيسف التعليمية.
ومن المقرر أن يعقد ممثلو يونيسف اجتماعاً مع قادة وزارة التعليم في كابول للحصول على مزيد من المعلومات.
وقالت مصادر إغاثية إن بعض المقاطعات أمرت بالتعليق الفوري لجميع الأنشطة التعليمية التي يقودها أجانب بعد ظهور تقارير أشارت إلى أن المسؤولين أبلغوا زعيم طالبان هبة الله أخوند زاده، أن الأجانب ينشئون وزارة تعليم خاصة بهم، ولا ينسقون عملهم مع طالبان.
(أسوشييتد برس، رويترز)