طالبات يستعدن أمل إكمال دراستهنّ الجامعية في سورية

01 يناير 2025
طلاب ومتظاهرون بالقرب من حرم جامعة دمشق، 15 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عودة الطالبات السوريات إلى التعليم الجامعي: بعد انقطاع طويل بسبب الحرب، عادت العديد من الطالبات السوريات إلى الجامعات، مما يعزز تمكين المرأة ويساهم في إعادة إعمار البلاد، ويعيد الأمل للطالبات في تحقيق الطموحات.

- الدعم النفسي والمجتمعي: أكدت الطالبات على أهمية الدعم النفسي والمجتمعي لاستئناف التعليم، حيث يلعب الدعم الأسري والمجتمعي دورًا حاسمًا في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والدراسة.

- قرارات وزارية لدعم العودة: أصدرت وزارة التعليم العالي قرارات لدعم عودة الطلاب المنقطعين، بما في ذلك إعفائهم من الرسوم وإلغاء العقوبات المسلكية، مما يسهل مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

عاد الأمل إلى الكثير من الطالبات في سورية لمتابعة تكوينهنّ الجامعي بعد سنوات من الانقطاع، نتيجة للأوضاع الصعبة التي مرّت بها البلاد خلال السنوات الماضية، جراء الحروب، والنزوح، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية. وتشكل هذه العودة فرصة لبناء المهارات البشرية اللازمة لإعادة إعمار البلاد وتعزيز الاقتصاد والمجتمع، فالتكوين الجامعي يلعب دوراً محورياً في تمكين المرأة على وجه الخصوص، ويعزز مساهمتها في مختلف المجالات.

وفي السياق، قالت نور العبد الكريم، طالبة الأدب الإنكليزي سنة ثانية من مدينة خان شيخون، التي توقفت عن متابعة دراستها في جامعة حلب بعد تعرضها للمضايقات من حواجز النظام المخلوع السابق منذ ست سنوات: "كنت أظن أن حلمي بالعودة إلى الجامعة قد انتهى بسبب النزوح والصعوبات المادية، لكن اليوم أشعر أنني أستطيع إعادة بناء حياتي من جديد بعد قرار الوزارة. الجامعة ليست فقط مكاناً للدراسة، بل هي فرصة لاستعادة الثقة بالنفس وبناء مستقبل أفضل".

وتحدثت نور عن أهمية الدعم النفسي والمجتمعي لاستئناف رحلتها الأكاديمية، حيث تمثل العودة من جديد إلى الجامعات إصراراً على تحقيق الطموحات رغم الصعوبات، وهو ما يتطلب دعمًا من الجهات المعنية لتوفير بيئة تعليمية مناسبة، مساعدات مادية، وخطط تعويضية تعالج الفجوات الأكاديمية التي حدثت خلال فترة الانقطاع.

أما رهف مروان، وهي طالبة هندسة مدنية انقطعت عن الدراسة منذ زمن طويل، فهي متحمسة للعودة رغم ما فاتها من سنوات، وتقول: "بعد الانقطاع كل هذا الوقت وزواجي وإنجاب أطفال، أشعر بالخوف من أن أكون متأخرة عن زميلاتي، ولكنني وجدت أن الجميع يساندني، زوجي وأهلي متفهمون لوضعي، وهذا أعطاني دافعًا قويًا للاستمرار". رهف تُبرز أهمية البيئة الداعمة في الجامعة لتعويض الفجوة الأكاديمية، فعودة الطالبات إلى الجامعات بعد انقطاع طويل لا ترتبط فقط بالجوانب الأكاديمية، بل تحمل أبعاداً اجتماعية ونفسية عميقة. وترى أن استئناف التعليم يساعد في كسر القيود الاجتماعية التي تراكمت نتيجة الانقطاع، ويمكّن المرأة من اتخاذ قرارات واعية والمساهمة بفعالية في المجتمع، وذلك عبر الدعم الأسري والمجتمعي الذي يسهم بفاعلية في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والدراسة.

من جانبها، عبّرت سارة الأسود، وهي طالبة دراسات قانونية توقفت عن متابعة دراستها منذ خمس سنوات بسبب ظروف الحرب والنزوح، عن تعرضها لضغوط كثيرة خلال الحرب، ولكن قررت التخطيط للتغيير وتحقيق طموحاتها، لأنها تؤمن بأن التعليم هو الخيار الأقوى الذي يمكن أن تمتلكه، وتطمح إلى الدفاع عن حقوق المرأة والمساهمة في بناء نظام قانوني عادل.

وترى أن الجامعات ليست أماكن للتعليم، بل أيضاً مساحات لتكوين الصداقات والعلاقات التي تدعم الطالبات نفسيًا وتساعدهن على إعادة الاندماج في الحياة اليومية. كذلك فإن العودة إلى الدراسة تعطي الطالبات شعورًا بالقيمة والأمل، خصوصاً بعد سنوات مليئة بالإحباط والخوف والخسائر. وتقول:  "الكثير منا عانين من صدمات نفسية ومادية خلال فترة الحرب، العودة إلى التعليم يمكن أن تكون خطوة علاجية من خلال استعادة الروتين والهدف، ولكن قد تكون تكاليف التعليم، والنقل، وحتى المستلزمات الأساسية مثل الكتب، عائقًا كبيرًا". وتقترح توفير منح دراسية وتمويل الصناديق الاجتماعية وتقديم مساعدات مالية للطالبات اللاتي يعانين من ضائقة اقتصادية، ورفع وعي المجتمع بأهمية عودة المرأة للتعليم، والتشجيع على كسر التحديات الاجتماعية.

وتعتبر الأسود أن عودتهنّ إلى الدراسة الجامعية بعد سنوات من الانقطاع ليست مجرد خطوة، بل هي قصة كفاح وإصرار تزيد الأمل لمستقبل مشرق، ذلك أن التعليم يمثل نافذة للفرص الجديدة وأداة قوية لبناء الذات والمجتمع رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجههنّ، فهي تمتلك الإرادة القوية للعودة إلى التعليم الذي تراه سلاحاً هاماً لتحقيق أحلام الوطن الجديدة.

وسبق أن أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية العربية السورية القرار رقم (95)، الذي يسمح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا الذين انقطعوا عن الدراسة بسبب الثورة السورية منذ عام 2011 وحتى تاريخه، بالتقدم بطلبات للعودة إلى قيدهم السابق في الجامعات والمعاهد العامة والخاصة. وأوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس مجلس التعليم العالي، أن القرار ينفذ وفق التعليمات أولها السماح بالتقدم بطلبات العودة للطلاب الذين انقطعوا بسبب ارتباطهم بالثورة (الملتحقين بالثورة، المفصولين بسببها، الملاحقين أمنياً، أو لأسباب أخرى تتعلق بها).

وأكدت الوزارة في بيان لها، أن تقديم الطلبات يبدأ من 5 يناير/كانون الثاني العام الجاري 2025 وحتى 6 فبراير/شباط 2025، موضحةً، أن الطلبات تُقدم وفق النموذج المعتمد لدى مجلس التعليم العالي، إما من أصحاب العلاقة أو الأقارب حتى الدرجة الرابعة، مبينةً، أن الطلبات تُسجل في الديوان المركزي لرئاسة الجامعة.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن الطالب يُعامل مالياً وفق رسوم عام العودة ويُعفى من الرسوم المترتبة خلال فترة الانقطاع، لافتةً إلى أن الطالب يُقدّم تعهداً خطياً بعدم تخرجه من جامعة أخرى خلال فترة انقطاعه، مشيرةً إلى أن مقررات الطلاب تُكافأ في السنوات الانتقالية حسب الخطة الدراسية الحالية، باستثناء طلاب التخرج الذين يُعاملون حسب الخطة المعتمدة سابقاً.

وأضافت الوزارة أن الطالب يُطلب منه إحضار وثيقة إقامة حديثة، موضحةً أنه في حال إغلاق الكلية أو المعهد، يُنقل الطالب إلى كلية مشابهة، أو يُخير بين الكليات المتاحة ضمن الجامعة، وتُكلف لجان مختصة في الجامعات بدراسة الطلبات ومتابعة تنفيذها. إلى ذلك، أصدرت وزارة التربية والتعليم في الجمهورية العربية السورية القرار رقم /2202/، يوم أمس الثلاثاء، الذي نص على إلغاء العقوبات المسلكية الخفيفة المفروضة على جميع العاملين في الوزارة والجهات التابعة لها، باستثناء العقوبات الصادرة عن المحاكم المسلكية المختصة أو بناءً على توصيات الجهات الرقابية.

وأكدت الوزارة أن هذا الإلغاء لا يترتب عنه أي أثر رجعي مالي، مشيرةً إلى أن القرار جاء بناءً على أحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام 2004 وتعديلاته، وضمن إطار حكومة تصريف الأعمال المشكلة بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي 2024، مهيبةً بجميع الجهات المعنية التزام تنفيذه اعتباراً من تاريخ صدوره.

المساهمون