صعوبات كثيرة مع بدء العام الدراسي الجديد شمال غربي سورية

28 سبتمبر 2024
طلاب في مدارس مجمع سرمدا التربوي، 28 سبتمبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدء العام الدراسي في إدلب وسط تحديات كبيرة: أعلنت مديرية التربية والتعليم في إدلب عن بدء العام الدراسي الجديد، وسط تطلعات الأهالي والطلاب لانطلاقة أفضل رغم الصعوبات التعليمية والمخاوف من استهداف المدارس.

- صعوبات لوجستية ومادية تواجه الطلاب: يعاني الأهالي من تأمين المستلزمات الدراسية وارتفاع تكاليف المواصلات، خاصة في المخيمات حيث المدارس بعيدة والمواصلات شبه منعدمة.

- نقص المدارس في المخيمات: تشير تقديرات إلى وجود أكثر من 400 مخيم بدون مدارس، مما يضطر الأطفال للاعتماد على المبادرات المجتمعية والتنقل لمسافات طويلة لتلقي التعليم.

أعلنت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، شمال غربي سورية اليوم السبت، عن بدء العام الدراسي الجديد في المنطقة، وسط تطلعات الأهالي والطلاب لانطلاقة أفضل، خاصة في ظل صعوبات تعليمية خاصة في المخيمات، ومخاوف متكررة من استهداف المدارس.

ومن المخاوف التي تلاحق الأهالي في كل عام، احتمال تعرض المدارس للاستهداف من قبل قوات النظام السوري، والميليشيات الموالية لها. وهذا ما يوضحه عدي الصطوف أحد سكان مدينة إدلب في حديثه لـ"العربي الجديد": "نتخوف دائماً من القصف واستهداف المدارس، لكن نرجو ألا يكون الأطفال والطلاب عرضة له". 

وتابع الصطوف "من المشاكل الحالية أيضاً تأمين المستلزمات الدراسية للطلاب، كون الوضع صعباً للغاية وتأمين القرطاسية وحقائب المدرسة، بالإضافة إلى بعد المدارس والحاجة إلى مواصلات للوصول إليها، وهذا بدوره يزيد التكاليف على الأهالي".  لكن المتحدث استدرك قائلاً إن "مديرية التربية عملت بالفعل على دعم المدرسين، ونتوقع أن تكون الأمور أفضل".

من جهتها، تطرقت النازحة فاطمة الحاج حسين المقيمة في مخيمات دير حسان، ضمن تجمعات مهين، إلى مشكلة بعد المدارس عن المخيمات، وكون المواصلات شبه منعدمة وإن وجدت فلا يمكن تحمل تكاليفها. وأوضحت لـ"العربي الجديد"، أنها صُدمت من رد مدير مدرسة "حسان بن ثابت" رفض تسجيل ابنها البالغ من العمر 12 عاماً في المدرسة، على اعتبارها الأقرب إلى مخيمهم بحجة اكتمال الأعداد رغم توجهها لتسجيله في اليوم الأول. وقالت: "أقرب مدرسة في المخيم تبعد نحو عشرة كيلومترات، فكيف لابني أن يقطع كل تلك المسافة يومياً، خاصة في فصل الشتاء حيث الوحل والأمطار، وهو ما يدفعني مرغمة للتخلي عن فكرة تعليمه".

وتشير تقديرات فريق "منسقو استجابة سورية" إلى وجود أكثر من 400 مخيم في المنطقة لا تحتوي على أي من المدارس والمرافق التعليمية، فيما يعتمد الأطفال على المبادرات المجتمعية وينتقلون لمدارس قد تكون بعيدة عن مخيماتهم بهدف تلقي التعليم. 

وفي السياق، قال النازح أيمن الحمود المقيم في مخيمات الكرامة، لـ"العربي الجديد" إنّ المدارس في المخيمات تواجه صعوبات عدة خاصة في فصل الشتاء، فهي في الغالب تكون مجرد خيام لا تتوفر فيها وسائل تدفئة أو تعليم بالإضافة إلى أن الطريق إليها يصبح  طينياً وموحلاً جراء الأمطار. وطالب الحمود بتسهيل الطرق المؤدية إلى المدارس وصولاً لشروط آمنة، وبناء مزيد من المؤسسات التعليمية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، فهناك حاجة إلى الدعم والمساعدات لضمان حق الأطفال في التعليم.

ووفق التقديرات الصادرة عن المنظمات التابعة للأمم المتحدة بما فيها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يُقدّر عدد الأطفال المتسربين من المدارس في مناطق شمال غربي سورية بنحو 318 ألف طفل، معظمهم في إدلب والمناطق المجاورة لها.

المساهمون