كما اضطرت نساء كثيرات إلى الخروج من منازلهن والعمل في ظل أزمة كورونا، خصوصاً أولئك العاملات في القطاعات الصحية أو الخدماتية أو المصرفية وغيرها من القطاعات الحيوية، انحصر دور أخريات في تأمين كل ما قد تحتاج إليه أمهاتهن وآبائهن، للحد من خروجهم من المنزل، لحمايتهم قدر المستطاع من التقاط عدوى الفيروس.
هؤلاء أيضاً تولّين التخفيف من الضغوط النفسية التي عاناها الأهل الذين حُرموا من استضافة أبنائهم وأحفادهم. وإن كان هذا ليس حال الجميع، إلا أن بعض العائلات كانت أكثر حرصاً، خصوصاً إذا كان كبار السن فيها يعانون من مشاكل صحية.
في هذا السياق، ترى الأربعينية فاتن أن "النساء في هذه الأزمة حملن مسؤولية الكبار والصغار"، هي التي تعمل من المنزل منذ بدء تفشي الوباء، وحُرمت من عناق والدتها. تقول: "على الرغم من قساوة الأمر، إلا أنني رأيت أنه من الأفضل عدم تعريضها للخطر". وتلتزم بوضع الكمامة عند زيارتها. أما والدتها، فتقول: "تحوّلنا إلى غريبتين بعدما فرّقنا الفيروس. أشتاق إلى عناق أحفادي. هذا أكثر ما يؤلمني".
وتُدرك فاتن وجع والدتها، فهي أمّ أيضاً. وعلى الرغم من أن الأزمة الصحية الحالية فرضت على الكثير من النساء والرجال التعاون مع بعضهم بعضاً داخل البيت وخارجه، إلا أنها ما زالت ترى أن كثيرات ورثن هذا الدور الرعائي الذي فرضه المجتمع الذكوري على المرأة. وفي اليوم الدولي للمرأة، تقول إن "أمهاتنا جعلن منّا نساء قويات قادرات على التعامل مع الأزمات. صحيح أننا نتعب، لكنّ علينا أن نبتسم من أجل من حولنا".
(العربي الجديد)