شهدت شواطئ غرب مدينة الإسكندرية (الساحل الجنوبي للبحر المتوسط) في مصر، حوادث غرق وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الغرقى من المصطافين مطلع الموسم الصيفي هذا العام، وخصوصاً بعد قرار إعادة فتح شاطئ النخيل المعروف بـ"شاطئ الموت" بعد إغلاق دام نحو عامين. ويعد أكثر شواطئ المدينة خطراً.
ومع نهاية عطلة عيد الفطر، سجلت شواطئ الإسكندرية وقوع 3 حالات غرق جديدة. وتمكن المنقذون على شاطئ البيطاش بالعجمي غربيّ الإسكندرية من إنقاذ 3 آخرين بمجرد نزولهم إلى مياه البحر، على الرغم من رفع الراية الحمراء التي تدل على حظر السباحة.
وكان مسؤولو شواطئ العجمي بالإدارة المركزية للسياحة والمصايف وحي العجمي قد تلقوا إخطاراً من مشرفي شاطئ البيطاش المميز بوجود حالات غرق في الشاطئ. وتبين أن خمسة مصطافين عمدوا إلى السباحة، فغرق كل من عبد الخالق عبد الحميد عبد المنعم (مواليد 2003) من مدينة المحلة بمحافظة الغربية، ومحمد السيد (مواليد 2004) من مدينة المحلة بمحافظة الغربية، وانتُشِلا بعد غرقهما، فيما أُنقِذ 3 آخرون قبل غرقهم، ونُقلوا إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
وغرق فتى على شاطئ النخيل بالإسكندرية يدعى أحمد عمر شحاتة (16 عاماً)، وهو من منطقة العامرية غربيّ الإسكندرية، بعدما تسلل إليه، مستغلاً تحسن الطقس الذي طرأ على الإسكندرية. وحُرّر محضر بكل واقعة، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي الإسكندرية نحو 64 شاطئاً جاهزة لاستقبال الزوار، تمتد من أبو تلات غرباً وحتى أبو قير شرقاً، وتتنوع بين ما هو مجاني وعام وخدمة لمن يطلبها ومميزة وسياحية. وترتفع معدلات حوادث الغرق فيها على الرغم من وجود فرق من الغواصين والمتطوعين والمنقذين.
وتتجدد أزمة غرق الشواطئ في محافظة الإسكندرية كل صيف، وخصوصاً مع بدء توافد آلاف المواطنين المصريين من الأهالي أو زوار المدينة الساحلية بهدف الاستمتاع بالصيف والسباحة. وحذّرت محافظة الإسكندرية المصطافين ورواد الشواطئ المفتوحة بضرورة التزام جميع تعليمات المنقذين، وعدم تجاوز المساحة المحددة للسباحة، وعدم النزول إلى مياه البحر في الشواطئ التي رُفعَت الرايات الحمراء فيها حفاظاً على سلامتهم.
وترفع على الشواطئ رايات مختلفة الألوان تعبّر عن حالة البحر. ويشير رفع الراية الخضراء إلى أن البحر آمن ويمكن السباحة فيه، والراية الصفراء تعني أن حالة البحر غير مستقرة نسبياً ويسمح بالنزول مع أخذ الحذر والتزام المساحة المحددة. بينما يدل رفع الراية الحمراء على خطورة النزول إلى مياه البحر، حتى لو كان الأشخاص يجيدون السباحة. وبالتالي يجب التزام تعليمات رجال الإنقاذ بشكل كامل.
وفي السياق، تجددت مخاوف أهالي الإسكندرية من إعادة افتتاح شاطئ النخيل غربيّ المدينة الذي يعرف بـ"صائد" الأرواح ويعد من الشواطئ الخطرة، ويحتل المرتبة الأولى لناحية أعداد الغرقى من المواطنين والمصطافين. ويقول حازم عبد المنعم من أهالي غربيّ الإسكندرية، إنه سبق أن صدر قرار من النيابة العامة بغلقه حفاظاً على سلامة المواطنين بسبب العيوب الفنية والهندسية لحواجز الأمواج، التي أدت إلى وجود دوامات وغرق مواطنين لدى نزولهم إلى البحر، ليصبح اسمه شاطئ الموت.
ويشير أيضاً إلى ضعف الإمكانات والاستعدادات اللازمة التي تقدمها الجهات المعنية لتوفير الأمان والحماية للمواطنين من الغرق، وبما يتناسب مع الأعداد الكبيرة من المصطافين في المدينة، وخصوصاً في الشواطئ التي يرتادها الفقراء على حد قوله. وتقدم عضو مجلس النواب، النائب محمود عصام، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية من أجل معاودة نشاط شاطئ النخيل خلال الفترة المقبلة، رغم إغلاقه عام 2020 بسبب كثرة حالات الغرق وعدم أمان السباحة فيه، الأمر الذي يثير تساؤلات كثيرة عمّا اتُّخِذ من إجراءات لمنع ما حدث في الماضي، ومدى استعداد الشاطئ لاستقبال رواده بعد تصنيفه كشاطئ خطر.
ويسأل عصام عمّا إذا كان هناك خطة واضحة لدى المحافظة تُعلَن للرأي العام بشأن الإجراءات التي تشمل عدم تكرار كوارث الماضي، وزهق أرواح المواطنين، وخصوصاً أن هذا الشاطئ يرتاده الكثير من المواطنين من مختلف المحافظات خلال فصل الصيف. ويشدّد على ضرورة أن تعلن المحافظة موافقة جميع الأجهزة المعنية على عودة النشاط إلى الشاطئ مرة أخرى، وأن تكون المسؤولية مشتركة في اتخاذ قرار العودة للنشاط من جديد بعد ضمان تأمين رواده.
ويؤكد الغواص وقائد غواصي الخير المتطوعين، إيهاب المالحي، أن حالات الغرق زادت بشكل ملحوظ ومخيف سنوياً، الأمر الذي يتطلب ضرورة اتباع تعليمات وإرشادات وتأمين منقذين بعدد كافٍ، مؤهلين وحاصلين على دورات إنقاذ وإسعافات.
ويوضح أن سبب ارتفاع حالات الغرق، أن معظم رواد الشواطئ لا يجيدون السباحة ولا يعرفون الأماكن الخطرة في البحر ولا يلتزمون التعليمات. كذلك تستعين بعض الشواطئ الخاصة بغير المؤهلين لعمليات الإنقاذ.
من جهتها، أصدرت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، بياناً حول إعادة فتح شاطئ النخيل البالغ طوله كيلومترين، والمعروف بـ"شاطئ الموت"، بعد إغلاق دام نحو عامين، ويعتبر أكثر شواطئ الإسكندرية خطراً.
وبحسب البيان، وُضعَت الشروط التي تضمن أمن رواد الشاطئ وسلامتهم، بالتنسيق مع الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ برئاسة سامح الشاذلي.
بدوره، يؤكد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف محمد عبد الرازق، زيادة عدد الغطاسين والمنقذين، والانتشار الكامل لفرق الإنقاذ والغطاسين، وتكثيف وجود عمال أبراج المراقبة في جميع شواطئ الإسكندرية لاتخاذ سبل الحماية والأمان للرواد والمصطافين. ويشير إلى الاهتمام بصفة خاصة بالشواطئ المفتوحة ذات المواجهات الواسعة، التي تشكل خطورة على حياة المواطنين في حال ارتفاع الأمواج، واستمرار التحذيرات عبر الإذاعات الداخلية والمرور على الرواد وتوعيتهم بخطورة النزول في غير الأماكن المسموح بها.