شهادات قاسية لأسرى عن الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في سجون الاحتلال

08 اغسطس 2024
معتقل سدي تيمان، 29 يوليو 2024 (عمير كوهين/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **شهادات مروعة عن الاعتداءات الجنسية في سجون الاحتلال**: كشفت مؤسسة الضمير عن شهادات تفيد بممارسة الاحتلال الإسرائيلي الاعتداءات الجنسية والاغتصاب بشكل ممنهج في السجون، مع تفاصيل مؤلمة عن تعرض معتقلين في سجن عوفر للاغتصاب والاعتداءات الجنسية.

- **مطالبات بمحاسبة دولية**: طالبت مؤسسة الضمير الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بفتح تحقيق جدي وفعال حول هذه الممارسات وتقديم مرتكبيها للمساءلة الدولية، ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمراقبة الأوضاع في السجون.

- **ردود فعل دولية**: وصف المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، مشاهد الاغتصاب بأنها "صادمة" وطالب إسرائيل بالتحقيق في جميع الانتهاكات، مشيراً إلى أن بعض هذه الجرائم قد تشكل "جرائم حرب".

قالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، الخميس، إنها حصلت على إفادات وشهادات في ظل متابعتها وزيارتها للمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال تفيد بممارسة الاحتلال الاعتداءات الجنسية والاغتصاب بطريقة مُمنهجة وفي نمط يسود معظم السجون الإسرائيلية.

ووفقاً للشهادات والإفادات التي حصلت عليها المؤسسة الحقوقية، فقد تعرض عدد من المعتقلين في سجن عوفر للاغتصاب والاعتداءات الجنسية. وأفاد أحد الأسرى بأنه في "إحدى الليالي حضرت وحدة القمع وأخذوني رفقة عدد المعتقلين في (بركس) ونحن مكبلو الأيدي ومعصوبو الأعين وأمرونا بالنوم على بطوننا وقام أحد الجنود بأخذي إلى زاوية في البركس وأمرني برفع يدي المكبلة وفتح رجلي وكان يضربني بعصا على ظهري وكل أنحاء جسمي وأنزل البنطلون ثم أدخل في مؤخرتي جسماً غريباً وبقيت أعاني أكثر من شهرين من الألم، ولم أستطع الجلوس، وقد نزل الدم مني لمدة شهرين".

بدوره، أفاد معتقل آخر بأنه خلال التعذيب تم إدخال مقدمة السلاح (البارودة) في مؤخرته وهو معصوب العينين ومكبل اليدين، مما سبب له آلاماً شديدة، وفق بيان المؤسسة ذاتها.

وتم تسريب مشاهد الاغتصاب والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون في سدي تيمان والتي تعتبر من الأدلة والبراهين على قيام الاحتلال بمثل هذه الممارسات والأساليب، وفق الضمير.

اعتداءات مُمنهجة في سجون الاحتلال

وأكدت المؤسسة الحقوقية الفلسطينية، أن قيام الاحتلال بالاعتداءات الجنسية يُشكّل مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني وخاصة المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، باعتبارها من جرائم التعذيب والتي يتوجب محاسبة ومساءلة مرتكبيها، وطالبت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعنية بفتح تحقيق جدي وفعال حول قيام الاحتلال بممارسة الاعتداءات الجنسية على المعتقلين وتقديم مرتكبي هذه الاعتداءات للمساءلة والمحاسبة الدولية، كذلك طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقيام بمسؤولياتها وإجراء الزيارات لكافة السجون ومراقبة الأوضاع التي يعيشها الأسرى وفضح الانتهاكات التي يتعرضون لها داخلها، ومطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في إصدار مذكرات القبض بحق قادة الاحتلال.

وفي نفس السياق، وصف المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، مشاهد اغتصاب جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي معتقلاً فلسطينياً في "سدي تيمان" بـ"الصادمة" وطالب إسرائيل بالتحقيق في جميع الانتهاكات، وقال لورانس في تصريح صحافي، اليوم الخميس: "إنها مشاهد صادمة، إنها واحدة من مشاهد عدة للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك سوء معاملة المعتقلين الفلسطينيين، والتعذيب، والعنف الجنسي، والاغتصاب"، بحسب الوكالة الفلسطينية للأنباء (وفا).

وأشار لورانس إلى أن التقارير الصادرة بهذا الشأن مؤخراً تحدثت عن عدة انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الأشخاص المحرومين من حريتهم، مضيفاً أن بعض هذه الجرائم قد تشكل "جرائم حرب" مؤكداً أنه "يجب على إسرائيل أن تضمن إجراء تحقيقات سريعة ومستقلة وفعالة في جميع مزاعم الانتهاكات، التي نعتقد أنها منتشرة على نطاق واسع"، وأشار إلى أن المفوضية تعرب بانتظام عن قلقها إزاء "حالة الإفلات من العقاب في إسرائيل وهي مشكلة طويلة الأمد في سياق الانتهاكات ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة"، وقال: "أجدد دعوتنا لإسرائيل لضمان الوصول الفوري لهيئات المراقبة المستقلة، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى جميع مراكز الاحتجاز".

المساهمون