على أبواب الشتاء.. زيادة الحاجات الإنسانية شمالي سورية مع نقص التمويل

14 سبتمبر 2024
تتضاعف معاناة النازحين شمالي سورية مع اقتراب الشتاء، 9 ديسمبر2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفاقم معاناة النازحين في شمال سوريا**: تزداد الاحتياجات الإنسانية مع اقتراب الشتاء، في ظل نقص التمويل وارتفاع أسعار مواد التدفئة. النازحون يفتقرون إلى مقومات الحياة الكريمة ويطالبون بتوفير مواد تدفئة منخفضة التكاليف.

- **الأزمة الإنسانية المستمرة**: منظمة "الخوذ البيضاء" تؤكد تزايد الاحتياجات بعد زلزال فبراير 2023، مشيرة إلى أن الحل يكمن في تحقيق العدالة وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.

- **تحديات تأمين مستلزمات الشتاء**: النازحون يعانون من صعوبة تأمين التدفئة والملابس الشتوية، مع ارتفاع أسعار الإيجارات وندرة المساعدات. سوريا تحتل المرتبة السادسة عالمياً في انعدام الأمن الغذائي الحاد.

تزداد الاحتياجات الإنسانية ضمن مناطق سيطرة المعارضة شمالي سورية مع اقتراب فصل الشتاء، خاصة في ظل نقص التمويل وقلة المساعدات الإنسانية، ما يفاقم معاناة النازحين في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.

سليم البكور، نازح يقيم في مخيم قرب بلدة بابسقا شمال إدلب، يقول في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الشتاء على الأبواب، ومنذ عدة سنوات لم يعد هناك دعم في ما يخص مواد التدفئة". وأضاف البكور: "سعر المازوت والحطب مرتفع، خلال الصيف، كان الأولاد يجمعون بعض الحطب والأخشاب التي كانت تستخدم في البناء، قد تكفينا الكمية شهراً ونصف شهر على أكثر تقدير"، مُشيراً إلى أن "الدعم الإنساني تراجع على العموم لدينا ولا أتوقع هذا العام أن تمد لنا المنظمات يد العون، وتقدم لنا مواد التدفئة"، مناشداً "المنظمات المحلية الحصول على البيرين كون المادة متوفرة في المنطقة وهي منخفضة التكاليف مقارنة بباقي المواد".

ووفقاً لمنظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" أمس الجمعة، فإنه "على أبواب فصل الشتاء، تزداد الاحتياجات الإنسانية للسكان في شمال سورية  وتكبر الفجوة بين الاحتياجات والتمويل الذي يتقلص بشكل كبير"، مبينةً أن "المأساة مستمرة والمعاناة عمّقها زلزال فبراير/ شباط 2023، وملايين المهجّرين في المخيمات يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة".

ولفتت "الخوذ البيضاء" إلى أن "الأزمة الإنسانية المستمرة والمتزايدة في سورية ما هي إلّا نتيجة لحرب النظام وروسيا على السوريين في عامها الرابع عشر"، مشددةً على أن "إنهاء الأزمة الإنسانية يكون بإيجاد حل سياسي، وهو ما يتطلب تحقيق العدالة للسوريين من خلال المحاسبة ومنع الإفلات من العقاب وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، الذي يرسم خريطة طريق تلبي مطلب السوريين بالتغيير، والحياة الكريمة".

معاناة نازحين شمالي سورية

تقول إيمان المعراوي، وهي نازحة من مدينة معرة النعمان ومقيمة مع ذويها في بلدة الدانا بريف محافظة إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد": "يحل فصل الشتاء وتأتي معه المعاناة والعجز عن تأمين مستلزمات التدفئة"، وتضيف: "إذا توفر لنا بعض المال نشتري الحطب، وإذا تعذر نلجأ لتدفئة أنفسنا بالأغطية، حتى المساعدات الإنسانية غير متوفرة مُطلقاً، مع العلم أن أهلي مهجرون من مدينة معرة النعمان، وأسعار إيجارات المنازل ترتفع شهراً بعد آخر، والعائلات المهجرة القاطنة في المنازل لا تصل إليها المساعدات، وإن وصلت فتكون مرة في السنة وهي عبارة عن سلة أغذية فقط من دون مستلزمات تدفئة".

وتتابع: "في كل فصل شتاء، نلجأ إلى محال الألبسة المستعملة (البالة) ونشتري جزءاً من ملابسنا الشتوية التي نحتاجها، ومنذ أربع سنوات لم نشتر أي ألبسة من المحال الجديدة بسبب الغلاء والوضع المادي السيئ، والعام الماضي، بقينا أياماً من دون أي مستلزمات تدفئة مع أن الطقس كان بارداً جداً".

بقلق بالغ، تترقب النازحة المقيمة في مخيمات دير حسان، شمالي محافظة إدلب، شمالي سورية، حسنة البركات قدوم الشتاء هذا العام، بينما "ما زالت أحوالهم المادية تسير بهم نحو الأسوأ وسط الفقر وقلة مصادر الدخل، وزادها سوءاً توقف المساعدات الإنسانية عن مخيمهم، ما جعلهم في حيرة في تأمين قوت أطفالهم".

تقول البركات: "يلزمنا الكثير من المستلزمات الشتوية التي لا يمكن الاستغناء عنها، بدءا بالمدفأة ومواد التدفئة التي تباع بالدولار وليس انتهاء بالملابس والمفروشات الشتوية التي بالكاد تساعد في تدفئة الخيمة القماشية التي لا ترد بأس البرد عن أجساد أطفالنا".

وتوضح أن "زوجها عامل بالمياومة يعمل يوماً بينما يقضي بقية الأسبوع بلا عمل، وما يحصل عليه من أجر لا يكفيهم ثمنا للخبز"، وتنتظر معجزة إلهية تخرجهم من كل ذلك البؤس وتساعدهم في تأمين أدنى متطلبات العيش الكريم".

وكان برنامج الأمن الغذائي (WFP) قد أكد، في تقرير سابق خلال هذا الشهر عن بؤر الجوع في العالم، أن سورية احتلت المرتبة السادسة عالمياً من حيث انعدام الأمن الغذائي الحاد. وأشار إلى أن "في ظل نقص التمويل، لا يستطيع برنامج الأغذية العالمي دعم سوى ثلث الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد"، مشيرا إلى "أنه في يونيو/حزيران 2024، قدّم الدعم لـ1.1 مليون شخص في سورية". وقدر برنامج الأغذية العالمي أن 12.1 مليون سوري - أكثر من نصف السكان - في قبضة الجوع، في حين أن 2.9 مليون شخص آخر معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي - زيادة بنسبة 52 في المائة في عام واحد فقط، متحدثا عن ارتفاع معدلات التقزّم وسوء التغذية في بعض أجزاء البلاد.