شلل الأطفال: وزارة الصحة تعلن قطاع غزة "منطقة وباء"

29 يوليو 2024
شلل الأطفال يهدد الفلسطينيين وسط ظروف عيشهم المزرية في قطاع غزة، 19 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **اكتشاف الفيروس:** أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن اكتشاف فيروس شلل الأطفال النمط 2 في مياه الصرف الصحي بخانيونس ودير البلح، مما دفعها لإعلان القطاع "منطقة وباء لشلل الأطفال".

- **تدهور الأوضاع الصحية:** تدهورت الأوضاع الصحية في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتكدس القمامة وانعدام الأمن الغذائي.

- **جهود دولية:** أرسلت منظمة الصحة العالمية مليون جرعة لقاح إلى غزة، وأكدت الأونروا على خطورة الوضع الصحي وتدهور البنية التحتية.

بعدما كانت عيّنات مياه الصرف الصحي المختلفة، التي أُخذت من خانيونس في جنوب قطاع غزة ودير البلح في وسطه، قد بيّنت وجود عناصر فيروس شلل الأطفال من النمط 2 فيها، وبعد تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة استناداً إلى نتائج تحليل العيّنات، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، القطاع المحاصر والمستهدف "منطقة وباء لشلل الأطفال". ورأت الوزارة أنّ ذلك يمثّل "تهديداً صحياً لسكان قطاع غزة والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالمياً"، معيدةً اكتشاف الفيروس في أكثر من منطقة في القطاع إلى الحرب المتواصلة التي تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وكان الإعلان الأوّل عن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة قد أتى في 18 يوليو/ تموز الجاري، مع إعلان أصدرته وزارة الصحة الإسرائيلية. تبع ذلك إعلان لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وآخر لمنظمة الصحة العالمية. لكنّ أيّ إصابة بالمرض لم تُسجَّل بعد حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.

شلل الأطفال كان مستأصَلاً في فلسطين

وفي البيان الذي أصدرته وزارة الصحة في قطاع غزة بشأن هذه الأزمة المستجدّة، أوضحت أنّ ذلك يأتي "بعد سنوات طويلة من استئصال مرض شلل الأطفال في فلسطين، ونتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكان قطاع غزة من جرّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تسبّب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتكدّس آلاف أطنان القمامة وانعدام الأمن الغذائي وتكدّس السكان في أماكن النزوح القهري، ومع اكتشاف الفيروس المسبّب لشلل الأطفال (...) في مياه الصرف في محافظتَي خانيونس (جنوب) والوسطى (وسط)".

ولفتت وزارة الصحة إلى أنّ برنامج مكافحة شلل الأطفال الذي أطلقته بالشراكة مع جهات أممية ودولية معنية، خصوصاً منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية، "لن يكون كافياً" ما لم يُسجَّل "تدخّل فوري لإنهاء العدوان، وإيجاد حلول جذرية لمشكلة انعدام المياه الصالحة للشرب ووسائل النظافة الشخصية من منظّفات ومطهّرات، وإصلاح شبكات مياه الصرف الصحي، وترحيل (التخلّص من) أطنان القمامة والنفايات الصلبة".

تجدر الإشارة إلى أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس كان قد كشف، في مقال نشره في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية يوم الجمعة الماضي، أنّ مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال سوف تُرسل إلى القطاع ليُصار إلى تزويد الفلسطينيين الصغار بهذا اللقاح في الأسابيع المقبلة. ويأتي ذلك في محاولة لوقاية الأطفال من المرض، وسط خشية كبيرة من تفشّيه في قطاع غزة المنكوب. وبيّن غيبريسوس أنّ الأطفال دون الخامسة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بشلل الأطفال، خصوصاً الرضّع دون الثانية، على خلفية تعطيل الحرب حملات التحصين الدورية.

من جهته، وصف المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عملية كشف فيروس شلل الأطفال بأنّها "من المستجدّات الخطرة في رحلة البؤس التي لا تنتهي" في قطاع غزة. وأعاد ظهور الفيروس، في تدوينة نشرها على موقع إكس يوم الجمعة الماضي، إلى "المنظومة الصحية المنهارة وإلى النقص في المياه النظيفة ومواد النظافة الشخصية وإلى الملاجئ المكتظة والصرف الصحي المتهالك".

المساهمون