"علم في كل بيت"... شرفات الجزائر مزينة بالعلم الوطني في ستينية الاستقلال

05 يوليو 2022
ذكرى الاستقلال تعزز اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الجزائري (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت، اليوم الثلاثاء، في مختلف الولايات الجزائرية فعاليات التّظاهرة الوطنية بمناسبة ستينية الاستقلال تحت شعار "5 يوليو: علم في كلّ بيت"، التي يتم فيها توزيع الأعلام الوطنية على كلّ المنازل من أجل رفعها غدا على الشرفات إيذاناً بالاحتفالية المخلدة لتحرر الجزائر. 

وأطلقت كل البلديات عبر التراب الوطني مبادرة رفع العلم على الشّرفات والمنازل والمحلات، بمناسبة احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، لـ"تعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الجزائري".

وأعلنت بلدية الجزائر الوسطى، الثلاثاء، عن توزيع 1500 علم على كلّ المواطنين على طول الشوارع الكبرى (ديدوش مراد وزيغود يوسف وكريم بلقاسم).

وتشارك الكشافة الإسلامية الجزائرية في هذه التظاهرة، إذ يعكف المشاركون على توزيع الأعلام على البيوت، في جو تسوده الفرحة والاعتزاز، بالتنسيق أيضا مع مختلف الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني عبر كل مناطق البلاد، في أفق توزيع 100 ألف علم في كل ولاية. 

من جهتها، التزمت مؤسسات النقل الحكومي، منها الشّركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية وشركة النقل عبر ميترو الأنفاق والترامواي، بتوزيع حوالي 100 ألف علم على المسافرين، وهو الأمر الذي استحسنه المواطنون وأبهج قلوب الأطفال. 

وتعتبر التظاهرة حدثاً وطنياً للتّذكير باستقلال الجزائر، كما قالت سامية تواتي، عضو جمعية "الجزائر في القلب" بمنطقة بئر توتة، مؤكدة أنّ "الجزائريين يقدّرون هذا التاريخ المحفور في الذاكرة الشعبية ورمزية العلم الوطني الذي سيرفرف في كل البيوت وفي مختلف الشوارع والأماكن العمومية". 

كما دعت تواتي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى المشاركة في هذه المبادرة، خاصة من فئة الشباب، "كنوع من الوفاء للسيادة الوطنية".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

ولرفع العلم الوطني الجزائري خلفية تاريخية، إذ ارتبط بشكل لافت في المظاهرات الشّعبية قبل استقلال الجزائر كرمز من رموز الحرية والتحدّي، لتسجيل مواقف بطولية للكفاح الذي خاضه الشعب الجزائري ضد المحتل الفرنسي، وبرز جليا من حيث الشّكل خاصة في مظاهرات الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول 1960، إذ استجاب الجزائريون وقتها لأوامر جبهة التحرير الوطني وخرجوا جماعات عبر المدن رافعين الراية الوطنية وشعارات "الجزائر جزائرية"، رافضين سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى إبقاء الجزائر جزءا من فرنسا.

وتصدّت الجموع لموقف المستعمرين الفرنسيين المتشبثين بحلم "الجزائر فرنسية"، وهو ما حمل ديغول على توجيه دعوة لقيادة الثورة التحريرية للتفاوض بعد محاولاته خنق الثورة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وقبول فكرة تقرير المصير للجزائريين انتهت بتوقيع اتفاقيات "إيفيان" واستقلال الجزائر في العام 1962. 

ويعود الشّكل الحالي للعلم الجزائري بألوانه الثلاثة (الأحمر والأخضر والأبيض)، حسب المؤرخ محفوظ قداش، إلى العام 1934، ويحمل أهمية قصوى في التعبير عن الاستقلال، وقد كانت له أشكال قديمة خلال فترات الثورات الشعبية التي عاشتها الجزائر، فـ"الأخضر مرجعيته إسلامية، بينما اللونان الأحمر والأبيض يحملان معنى الجهاد". 

المساهمون