شحنات مساعدات تصل إلى لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد

04 أكتوبر 2024
وصول مساعدات إلى مطار رفيق الحريري الدولي، بيروت، 4 أكتوبر 2024 (وزارة الصحة العامة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسلم لبنان شحنة مساعدات طبية من منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة بدعم إماراتي، مع الإعلان عن جسر جوي لتقديم المزيد من المساعدات.
- أكدت منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية التزامهما بدعم لبنان، بينما قدمت إيران شحنة مساعدات غذائية ودوائية، ورومانيا مواد غذائية للجيش اللبناني.
- خصصت المملكة المتحدة 13 مليون دولار لدعم النازحين والمتضررين في لبنان، مع التركيز على توفير المأوى والخدمات الأساسية، مؤكدة على أهمية وقف إطلاق النار كحل للأزمة.

وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في الأيام الأخيرة، تسلّم وزير الصحة العامة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، شحنة مساعدات تتضمّن أدوية ومستلزمات طبية قدّمتها منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بدعم من دولة الإمارات، في حضور ممثّل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر وممثل المفوضية السامية إيفو فرايجسن.

وقال وزير الصحة العامة إنّ هذه الشحنة تأتي في وقت تتوسّع فيه الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مشيراً إلى أنّها تحمل "رسالتَين مهمّتَين". الرسالة الأولى بحسب الأبيض، من الأشقاء والأصدقاء وتقول للبنان "إنّك لست وحيداً في مواجهة هذا العدوان وإنّنا نقف إلى جانب شعبك"، ولا سيّما الجرحى والنازحين لدعمهم بما يحتاجونه. أمّا الرسالة الثانية، فهي "المساعدة المادية وسط هذه الأزمة، حتى يتمكّن القطاع الصحي، أو الإغاثي، من القيام بواجباته".

وأعلن وزير الصحة العامة عن "جسر جوي من الإمارات إلى لبنان"، ومن المتوقّع أن تصل بعد ظهر اليوم الجمعة "طائرة محمّلة بـ55 طناً من المساعدات". أضاف أنّ "ثمّة طائرات أخرى سوف تصل وعلى متنها مساعدات من سلوفاكيا وبولندا وغيرهما". وشدّد على أنّ "كلّ ذلك من أجل رفع قدرة نظامنا الإغاثي في مواجهة الأزمة التي نحن فيها".

في الإطار نفسه، قال ممثّل منظمة الصحة العالمية في لبنان إنّ منظمته ومنظومة الأمم المتحدة، عموماً، ملتزمتان بـ"إزالة الضغوط عن لبنان وشعبه، وكذلك الأشخاص الضعفاء الآخرين الذين يعيشون في البلاد". وشدّد أبو بكر: "نحن نقف إلى جانب الحكومة (اللبنانية)"، وكذلك إلى جانب "الشعب اللبناني ليتغلّب على هذا التحدي".

من جهته، قال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان: "نحن نريد إظهار تضامننا مع لبنان"، من خلال انخراط "كلّ المنظمات الإنسانية في تأمين المساعدات اللازمة". ودعا فرايجسن "المانحين جميعاً إلى التجاوب بطريقة سريعة".

في سياق متصل، أفادت السفارة الإيرانية لدى بيروت بأنّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يزور بيروت اليوم الجمعة، أعلن عن شحنة مساعدات خصّصتها بلاده للبنان. وأوضح عراقجي أنّ الشحنة تضمّ عشرة أطنان من المواد الغذائية والدوائية، وسوف تُقدَّم من ضمن المساعدات الإنسانية الإيرانية وسط هذه الأزمة.

إلى جانب ذلك، أصدرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بياناً أفادت فيه بأنّ طائرة مساعدات وصلت، اليوم الجمعة، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، على متنها مواد غذائية مقدّمة من الجمهورية الرومانية. أضافت المديرية أنّ الهبة الرومانية سُلّمت بحضور ممثل قائد الجيش والملحق العسكري الروماني.

بريطانيا: حزمة إنسانية لدعم لبنان بقيمة 13 مليون دولار

بدورها، عمدت المملكة المتحدة، في إطار تعزيز دعمها لبنان، إلى تخصيص حزمة مساعدات إنسانية بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني، أي أكثر من 13 مليون دولار أميركي، لآلاف النازحين وغيرهم من المتضرّرين من العدوان الإسرائيلي المتصاعد. وبالتزامن مع توفير مزيد من الرحلات الجوية لمساعدة المواطنين البريطانيين على مغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن، أوضحت المملكة المتحدة أنّ حزمة مساعداتها "تستجيب للمخاوف الخطرة بشأن النقص واسع النطاق في المأوى وانخفاض فرص الحصول على الخدمات واللوازم الأساسية، بما في ذلك التعليم والمياه النظيفة والرعاية الصحية".

وأوضحت أنّ تسليمها سوف يجري "من خلال شركاء متعدّدي الأطراف موثوق بهم، ولهم حضور قوي في تقديم المساعدات داخل لبنان". ويأتي هذا الإعلان بعد حزمة إنسانية بلغت قيمتها خمسة ملايين جنيه إسترليني (نحو 6.5 ملايين دولار) سُلّمت من خلال منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أجل دعم الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية وإمدادات التغذية.

كذلك كان "الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، الذي تُعَد المملكة المتحدة من أكبر المانحين له، قد خصّص هذا الأسبوع 7.6 ملايين جنيه إسترليني (نحو 10 ملايين دولار) للاستجابة للاحتياجات العاجلة المتعلقة بالنزاع والنزوح في لبنان".

وقالت وزيرة الدولة للتنمية ووزيرة الدولة لشؤون المرأة والمساواة أناليز دودز إنّ "التكلفة البشرية للصراع في لبنان واضحة للجميع. وسيساعد هذا التمويل الإضافي من المملكة المتحدة على معالجة الوضع الإنساني المتدهور بسرعة، وتوفير الإغاثة للنازحين بسبب العنف المستمرّ". أضافت أنّ "هذه المساعدات المنقذة للحياة حيوية، لكنّها ليست حلاً طويل الأمد"، مشيرة إلى إنّ "السبيل الوحيد لمعالجة الأزمة الإنسانية المتنامية حقاً هو وقف فوري لإطلاق النار يلتزم به الجانبان". وتابعت الوزيرة البريطانية: "نواصل حثّ الرعايا البريطانيين في لبنان على المغادرة فوراً".

المساهمون