شاب عراقي يسير في نهر الفرات على دراجته النارية... أزمة المياه إلى الواجهة

01 مارس 2023
أغلب المزارعين تركوا الزراعة بسبب أزمة المياه (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

أقدم شاب عراقي على قطع نهر الفرات في جنوب العراق، بدراجته النارية، في مؤشر خطير على انخفاض منسوب المياه في النهر، وسط وعود حكومية بحل أزمة المياه مع دول الجوار.

وبثّ الشاب مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يجول داخل نهر الفرات، الذي لم تغطّ مياهه إلا جزءاً يسيراً جداً من إطارات الدراجة، حيث استطاع قطع النهر دونما عناء.

ولم تعلّق الجهات المسؤولة في العراق على ذلك، إلا أن المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد شمال أكد أن "موضوع أزمة المياه متشابك، والجزء الأكبر ضمن المباحثات الخارجية، وأن وزير الموارد المائية عون ذياب، أوصل هذه الصورة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني"، مبيناً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "السوداني بدوره أوعز باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران بشأن حصص العراق المائية".

وأضاف أن "الوزارة بدأت بدفع إطلاقات مائية من سدود دوكان ودربندخان والموصل باتجاه نهر دجلة لرفع منسوب النهر"، مشيراً إلى أن "الوزارة مستمرة بحملة إزالة التجاوزات وتأمين الإطلاقات ووصولها إلى محافظات البصرة وميسان والمثنى وذي قار".

وأكد أن "ملف التفاوض على المياه سيادي ومرتبط بالسلطة العليا للدولة"، لافتاً إلى أنّ "من الخطأ التصور أن وزارة الموارد المائية هي الجهة الأساسية المعنية بإدارة هذا الملف وحدها".

من جهته، أكد عضو اتحاد فلاحي محافظة واسط، علي الشمري، خطورة تفاقم أزمة المياه من دون وجود حلول أو مؤشرات إلى حلول عاجلة، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "الزراعة في المحافظات العراقية، ومنها واسط، تلفظ أنفاسها الأخيرة، حيث إن أغلب المزارعين تركوا الزراعة واتجهوا إلى أعمال أخرى، بسبب أزمة المياه، وهذا خطر كبير".

وأضاف أن "الحكومة عاجزة عن إيجاد الحلول، وأن سياساتها المائية فاشلة، حيث إنها تعتمد على الأمطار بتوفير خزين مائي، ولا تستطيع المطالبة بحصة العراق المائية من إيران وتركيا اللتين تتحكمان بمياهنا"، محذراً من خطورة "استمرار أزمة المياه من دون حلول".

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية توجهها لاستخدام المياه الجوفية لأغراض الزراعة في 6 محافظات، بسبب أزمة المياه غير المسبوقة التي تمرّ بها البلاد، فيما حذرت من أن العراق معرض لسنة جافة أخرى.

وكان العراق قد قلّص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، فيما استُبعِدَت محافظات معينة من الخطة بشكل كامل، بسبب موجة جفاف غير مسبوقة تعانيها البلاد، نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة، فيما لوّحت الحكومة العراقية لمرات عدّة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقاً لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها "الحكومة" لم تخطُ أي خطوة نحو تدويل الملف، على الرغم من رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.

المساهمون