سوريون يطلقون نداء استغاثة لتحسين واقعهم المعيشي

07 نوفمبر 2022
أوضاع السوريين مأزومة في منطقة "نبع السلام" (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

أطلق أهالي منطقة ما يسمى "نبع السلام" التي تضمّ أجزاءً من ريفَي الرقة والحسكة، شمال شرقي سورية، نداء استغاثة لتحسين الواقع المعيشي في منطقتهم، وسط غياب شبه تام لدور المنظمات الإنسانية، وفي ظلّ أزمات عدّة تشهدها المنطقة من نقص في الخبز والمازوت والمياه الصالحة للشرب بالإضافة إلى تدني الرواتب وتدني أسعار المحاصيل مقارنة بتكاليف الإنتاج.

ويقول الناشط أسامة أبو عدي، وهو من أهالي مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد" إنّ "أهالي منطقة تلّ أبيض بريف الرقة الشمالي وأهالي رأس العين بريف الحسكة الشمالي أطلقوا اليوم الإثنين نداء استغاثة بسبب سوء الوضع المعيشي في المنطقتَين، في ما يتعلق بالخبز المدعوم والمازوت والمياه غير الصالحة للشرب، إلى جانب نقص المراكز الصحية المجانية وتدني الرواتب وانعدامها وضعف استجابة المنظمات الإنسانية".

ويضيف أبو عدي أنّ "السلال الغذائية تُوزَّع مرّة كلّ ثلاثة أشهر من قبل المنظمات الإنسانية في المنطقة التي تشهد نسبة بطالة كبيرة مقارنة بمنطقتَي درع الفرات وغصن الزيتون شمالي سورية"، مشدّداً على أنّ "الأوضاع في فصل الشتاء صعبة جداً، لا سيّما أنّ سعر برميل المازوت وصل إلى مليون ليرة سورية (نحو 400 دولار أميركي) والمنظمات لم تعلن عن أيّ برنامج توزيع مواد للتدفئة لفصل الشتاء هذا".

ويتابع أبو عدي أنّ "الوضع الزراعي في المنطقة سيئ جداً، والمنظمات لم تعمل على دعم المزارعين بأيّ شكل من الأشكال حتى الآن"، مشيراً إلى أنّ "أسعار المحاصيل لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج، الأمر الذي تسبّب في ضائقة معيشية لغالبية الفلاحين في المنطقة".

ويلفت الناشط إلى أنّ "أهالي المنطقة الذين يعانون من أمراض مزمنة يضطرون أحياناً إلى الذهاب إلى تركيا لتلقّي العلاج أو إلى مناطق قسد أو إلى مناطق سيطرة النظام، وهذا أمر له تكاليفه لجهة النقل كذلك. فالمنطقة لا تضمّ سوى مستشفى واحد مجاني في منطقة رأس العين ومستشفى آخر في منطقة تل أبيض ومركز صحي في بلدة سلوك، لكنّ هذه لا تلبّي احتياجات سكان المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بالأمراض المزمنة كالقلب والسكري والكلى والتهاب الكبد والسرطان، في ظلّ الأوضاع المعيشية التي لا تسمح لهم بتلقّي العلاج في مستشفيات أو مراكز طبية خاصة بسبب التكاليف الباهظة".

وبحسب ما يشرح أبو عدي، فإنّ مطالب أهالي المنطقة تتلخّص بـ"تحسين الواقع المعيشي من قبل السلطات المحلية بأقرب وقت ممكن. ويأتي ذلك من خلال تفعيل دور المنظمات الإنسانية بشكل واسع، وزيادة عدد المستشفيات والمراكز الصحية، ودعم الخبز في الأفران على نطاق أوسع للتقليل من سعره، ورفع أجور المعلّمين والعمّال، ودعم القطاع الزراعي لتلبية احتياجات المزارعين".

تجدر الإشارة إلى أنّه في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019، أطلقت تركيا بالتعاون مع "الجيش الوطني السوري" المعارض عملية "نبع السلام" ضدّ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سورية، وتمكّنت من خلالها من السيطرة على مدينتَي تل أبيض وريفها بريف الرقة الشمالي ورأس العين وأجزاء من أريافها بريف الحسكة الشمالي. وقد شهدت المنطقة تباعاً انفلاتاً أمنياً بسبب خلافات بين الفينة والأخرى بين فصائل "الجيش الوطني السوري" المنتشرة في المنطقة، بالإضافة إلى سوء الأحوال المعيشية لغالبية السكان بسبب ضعف الاستجابة الإنسانية للمنظمات المحلية والدولية في المنطقة. كذلك سُجّلت تفجيرات استهدفت الأسواق والتجمّعات السكنية في المنطقة، وأدّت إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين، في حين توجَّه أصابع الاتهام إلى خلايا "قسد" وتنظيم داعش بالوقوف وراء تلك العمليات.

المساهمون