سوريون يبدون مخاوفهم من حملة تجنيد إجباري أطلقتها "قسد"

27 مارس 2022
الشباب في مناطق الإدارة الذاتية مطلوبون للتجنيد على أكثر من جبهة (ريك فيندلر/Getty)
+ الخط -

يتخوّف الشباب في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من حملة تجنيد إجباري تحت مسمى "الدفاع الذاتي"، التي أعلنتها الرئاسة المشتركة لمكتب الدفاع لشمال وشرق سورية.

وأصدرت الرئاسة المشتركة لمكتب الدفاع لشمال وشرق سورية، أمس السبت، تعميماً يقضي ببدء "حملة واجب الدفاع الذاتي". وحددت المواليد المطلوبين للحملة "من 31 مارس/ آذار 2004 إلى غاية 1998". واستثنت أبناء مناطق عفرين وتل أبيض ورأس العين إلى غاية 31 ديسمبر/ كانون الأول 2022.

يعيش آزاد محمد (21 سنة)، يعيش مخاوف من التجنيد الإجباري، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنه بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، حاول التسجيل في أي جامعة تابعة لحكومة النظام السوري، لكنه لم ينجح لكون الجامعات والمراكز تقع في محافظة ثانية، ووضع العائلة المعيشي لا يسمح له بزيادة المصاريف.

وأضاف محمد: "اتجهت للتسجيل في جامعة تابعة للإدارة الذاتية، رغم أنها ليست ضمن رغبتي، فقط لتأجيل الخدمة الإلزامية، الآن أدفع الكثير من الوقت والمصاريف لألتزم الدوام، وأتمكن من التأجيل، كذلك فإنني أترقب أي فرصة سفر أو هجرة".

بدوره، قال المدرس علي اليونس، المقيم في مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد": "البدء بحملة التجنيد الإجباري يعيد المجتمع إلى المربع الأول، الأهالي يشتكون بشكل عام من هجرة الشباب والمغامرة بقطع الحدود باتجاه تركيا أو إقليم كردستان العراق، أو مناطق أخرى، هرباً من التجنيد، وحتى التطوع الذي يكون عادة من أجل مقابل مادي أكبر، أو قد يسعون لممارسة أعمال خاصة أو أخرى تتعلق بالتوظيف، لكنهم بالتأكيد لا يحبذون الالتحاق بالقوة العسكرية".

وتابع المدرس: "الشباب في مناطق الإدارة الذاتية مطلوبون للتجنيد على أكثر من جبهة، إما مع "قسد" أو قوات النظام، وبالتالي لا مفر لهم منه، رغم أن القوانين الأممية تحرّم تجنيد الشباب في مناطق النزاعات".

والتجنيد الإجباري من بين الأسباب التي تدفع الشبان في مناطق شمال شرق سورية إلى الهجرة باتجاه دول أوروبا ودفع مبالغ كبيرة مقابل ذلك، فضلاً عن محاولات الابتعاد عن دوريات وحواجز قوى الأمن الداخلي تجنباً لاعتقالهم.

كريم (22 عاماً) تحدث لـ"العربي الجديد" عن رفضه للتجنيد الإجباري، موضحاً أنه يحاول التهرب في الوقت الحالي، لكون ظروف التجنيد صعبة لدى "قسد"، وأضاف: "ليست هناك فائدة من هذا التجنيد الذي يستهلك الشباب، إنه مجرد ضياع للمستقبل لا أكثر، أحاول المغادرة في الوقت الحالي إلى كردستان العراق وتجنب المشاكل كافة".

المساهمون