سوريون عائدون من لبنان... في انتظار المساعدات الإنسانية

08 أكتوبر 2024
وصل السوري أحمد دباس برفقة عائلته إلى بلدة حربنوش في ريف إدلب، أكتوبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه السوريون العائدون من لبنان إلى إدلب تحديات كبيرة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يحتاجون إلى الأغطية والسكن، بعد مغادرتهم لبنان بحوزتهم القليل من الأمتعة والملابس.
- أحمد دباس وفاضل السيد يرويان معاناتهم في الوصول إلى إدلب، حيث واجهوا صعوبات على المعابر ولم يتلقوا أي مساعدات باستثناء بعض المبادرات الفردية، ويعيشون حالياً في ظروف صعبة.
- مع تزايد أعداد العائدين، أشار فريق "منسقو استجابة سورية" إلى ضرورة التحرك السريع من قبل المنظمات الإنسانية لتلبية احتياجات 239 ألف عائد.

يُواجه سوريون عائدون من لبنان إلى إدلب شمال غربيّ سورية، تحدّيات كبيرة في انتظار استجابة عاجلة من المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وحاجتهم الملحة إلى الأغطية والسكن.

ويعيش هؤلاء العائدون ظروفاً صعبة بعد وصولهم إلى المنطقة، إذ غادرت معظم العوائل لبنان، وبحوزتها القليل من الملابس وبعض الأمتعة البسيطة التي تمكنوا من حملها خلال فترة القصف الإسرائيلي على المناطق التي أُجبروا على النزوح منها بسبب العدوان. 

سوريون عائدون من لبنان: رحلة شاقة

أحمد دباس، أب لأربعة أطفال، غادر لبنان عقب استهداف إسرائيل للضاحية الجنوبية لبيروت، يوم 27 سبتمبر/ أيلول، وقد استغرق خمسة أيام للوصول إلى بلدة حربنوش في ريف إدلب. يروي لـ"العربي الجديد" رحلته المؤلمة، حسب وصفه: "لم أستطع البقاء هناك بعد القصف الشديد على الضاحية. نزحت إلى منطقة قريبة تلك الليلة، وفي اليوم الموالي غادرت لبنان تماماً. كانت الرحلة مرهقة واستغرقت عدة أيام بين المعابر، حتى وصلت إلى إدلب بعد عناء طويل".

يضيف دباس: "المطلوبون للخدمة العسكرية أو الذين يواجهون مشاكل أمنية ما زالوا يترددون في العودة، لكنني لم أواجه هذه المشكلة بسبب إعاقتي في اليد. وهذا حال دون خدمتي في الجيش، ومع ذلك، قضيت أياماً من العذاب على المعابر، وأجبرت على استدانة المال من أجل دفع أجرة السيارة"، مشيراً إلى أن أصعب الأيام كانت على المعبر من طرف النظام السوري عند الحدود مع لبنان، ومن ثم معابر مناطق سيطرة "قسد"، عند اجتياز معبر عون الدادات (الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري في جرابلس ومناطق سيطرة "قسد").

ورغم الظروف الصعبة التي مرّ بها، يشير دباس إلى أنه لم يتلقّ أي مساعدات، وقال: "حتى الآن، لم تقدم لنا أي جهة مساعدات باستثناء منظمة إحسان التي أجرت استبياناً عن وضعنا. أقيم حالياً لدى أقارب لي، لكنني لا أمانع السكن في مخيم، نظراً لأنني لا أملك بيتاً في المنطقة".

لا مساعدات للعائدين من لبنان

من جانبه، تحدث فاضل السيد، وهو أب لأربعة أطفال، ويقيم حالياً لدى أقارب له في منطقة الشيخ بحر بريف إدلب، عن الوضع المعيشي الصعب لعائلته: "نعيش جميعاً في غرفة واحدة، وقد ساعدنا الأهالي هنا بمبادرة منهم بتوفير بعض الأغطية والفرش. لا نملك أي شيء بعد وصولنا إلى إدلب، لكننا نحاول التأقلم. حالياً أبحث عن عمل لإعالة أسرتي، وبعدها سأحاول العثور على مكان مناسب للاستقرار". 

وفي ظل تزايد أعداد العائدين، أصدر فريق "منسقو استجابة سورية" بياناً اليوم، أوضح فيه أن عدد اللاجئين السوريين العائدين من لبنان إلى مناطق إدلب وحلب يُقدّر بنحو 7315 شخصاً منذ بداية أكتوبر وحتى السابع منه. وأكد الفريق ضرورة التحرك السريع من قبل المنظمات الإنسانية للاستجابة لحاجات العائدين، محذراً من احتمالية تزايد الأعداد في الأيام المقبلة، حيث أشار إلى أن العائدين لم يتلقوا أي مساعدات حتى الآن. 

خليل الأحمد من ريف حماة الشمالي، يقيم حالياً لدى شقيقه في تجمّع مخيمات أطمة بريف إدلب، يقول لـ"العربي الجديد": "غادرت إلى لبنان قبل نزوح أهلي إلى مخيمات أطمة، الوضع لديهم ليس أفضل حالاً مما كنا نعيش، كنت أعمل في البناء، لكن بعد القصف لم أعد قادراً على العمل أو البقاء هناك".

يتابع: "كحال الكثير من العائلات السورية عدت أنا وعائلتي بما لدينا من ملابس. أخي لديه أرض قد أبني عليها بيتاً من غرفتين خلال الفترة المقبلة، لكون بيته بالكاد يتسع لأفراد عائلته. في الوقت الحالي سنتحمل حتى نستقر قليلاً، وبعدها سأجد خياراً آخر". يضيف: "لم تقدم لنا أي جهة مساعدات حتى الآن، نحن بحاجة ماسة في الوقت الحالي لأغطية وإسفنجات". 

وبلغ عدد السوريين العائدين من لبنان حتى مساء أمس الاثنين 239 ألف شخص، بينما تجاوز عدد اللبنانيين الوافدين إلى سورية 91 ألف شخص، وذلك وفق آخر إحصائية لإدارة الهجرة والجوازات في حكومة النظام السوري، نقلتها جريدة الوطن الموالية للنظام. 
 

المساهمون