علّقت منظمات محلية ودولية عملها في مخيم الهول، الذي يؤوي نازحين سوريين وعراقيين وعائلات من تنظيم "داعش" في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، وذلك بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
وقال شيخموس أحمد، مدير مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سورية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن 33 منظمة محلية ودولية أوقفت خدماتها الخميس في مخيم الهول "بسبب الغارات الجوية التركية التي استهدفت يوم أمس مناطق قريبة من المخيم، وأدت لمقتل ثمانية من "قوات سورية الديمقراطية" وحرس المخيم".
وأضاف شيخموس أحمد أن "ثلاث منظمات فقط عملت (الخميس) على تقديم الخبز والماء للنازحين وبعض الخدمات الطبية، بينما علقت 33 منظمة أعمالها بسبب القصف وخوفا من هجمات قد تشنها خلايا "داعش" في المخيم في ظل الظروف الراهنة، حيث سبق وأن تلقت بعض المنظمات تهديدات بإحراق مكاتبها".
وأشار إلى أن عائلات من تنظيم "داعش" حاولت الأربعاء استغلال القصف والفرار من المخيم، لافتاً إلى أن "هناك خشية حقيقية بسبب الوضع الأمني الراهن، لا سيما أن القصف طاول أيضا مناطق قريبة من مخيم الروج، وهو ما دفع قوى الأمن "الأسايش" لتعزيز إجراءاتها الأمنية في المنطقة".
وحذر المتحدث من أن "استمرار القصف التركي أو شن عملية عسكرية برية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل أكبر وتخرج الأمور عن السيطرة، وهو ما سيخلق كارثة أمنية، ليس فقط على المنطقة، بل على المجتمع الدولي"، بحسب قوله.
وناشد مسؤول الإدارة الذاتية المنظمات العاملة لـ"العودة إلى العمل بشكل عاجل"، كما طالب الأمم المتحدة بالضغط لوقت التصعيد العسكري في المنطقة.
ويؤوي مخيم الهول نحو 53 ألفاً من النازحين السوريين ولاجئين عراقيين وعائلات أجنبية لعناصر تنظيم "داعش"، ويخضع لسيطرة "الإدارة الذاتية".
في سياق متصل، استهدف الجيش التركي بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة مواقع سيطرة "قسد" الخميس في قرى تل الكيف وهرم شيخو بالريف الغربي لمدينة القامشلي، إضافة لاستهداف مواقعها في قرى محركان وروتان والشلهومية ومحطة سعيدة النفطية بمحيط بلدة القحطانية شمال الحسكة.
وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إن القصف طاول أيضا قرى الأسدية ودادا عبدال شمال بلدة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي الغربي، إضافة لاستهداف قرى الدردارة والكوزلية وتل اللبن بريف بلدة تل تمر الغربي.
وأصدرت تركيا بياناً، يوم الأحد الماضي، أعلنت فيه أنها شنت ضربات جوية في سورية والعراق تحت مسمى "المخلب-السيف"، وقالت إنها مواقع للتنظيمات الإرهابية، وأضافت أنها تأتي في سياق الدفاع عن النفس.
وتلت العملية ضربات جوية وبرية متلاحقة في سورية تزامناً مع استنفار كامل لدى فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا تحسباً لعملية عسكرية برية قد تشنها تركيا ضد "قسد". وبدأ التصعيد التركي أخيراً على خلفية اتهام "حزب العمال الكردستاني" بالوقوف وراء تفجير شارع الاستقلال في مدينة إسطنبول.