لقي 4 أشخاص من عائلة واحدة مصرعهم، جراء انهيار منزل بالقرب من مدينة إدلب شمال غربيّ سورية، ليلة أمس الأربعاء، بينما تمكّنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ 4 آخرين أصيبوا بجروح خفيفة ومتوسطة، وذلك بعد أربع ساعات من العمل.
وقال مدير مركز الدفاع المدني السوري في مدينة إدلب، يحيى عرجة لـ"العربي الجديد": "مساء يوم الأربعاء، انهار مبنى مؤلف من طابقين وغير مدعّم بشكل جيّد في المزارع الجنوبية الغربية لمدينة إدلب، على رؤوس عائلة مؤلفة من ثمانية أشخاص، هم رجل وزوجته وستة من أبنائهم".
وأضاف أنّ الأم وأحد أطفالها كانا لقيا مصرعهما بالفعل عندما أخرجهما رجال الإنقاذ، بينما توفي طفلان متأثرين بجروحهما بعد ذلك بوقت قصير.
وأضاف عرجة: "وصلت فرقنا مباشرة إلى عين المكان وانتشلت جثامين الضحايا وتم إنقاذ المصابين بإصابات طفيفة ومتوسطة، وهم الأبّ وثلاثة أبناء، فيما توفيت الزوجة وثلاثة من الأطفال"، وتابع: "استمر العمل لأربع ساعات وتم إنقاذ المصابين من تحت الأنقاض".
بدوره، قال المتطوع في الدفاع المدني عامر اوقتين، إنّ صرخات الاستغاثة من تحت الأنقاض كانت "تفطر القلب"، بعد انهيار المنزل المكوّن من طابقين وتحته عائلة من 8 أفراد، مضيفاً أنّه لم يكن هناك خيار أمام فرق الدفاع المدني سوى السباق مع الزمن.
وتابع اوقتين، الذي نقلت شهادته عبر صفحة الدفاع المدني على "فيسبوك"، "زحفتُ تحت السقف المنهار لمكان وجودهم لتدعيم السقف بالوسائد الهوائية، تفاجأتُ أنني أعرف الأب كونه جاراً قديماً لي، كان عالقاً تحت الأنقاض، أمسك يدي بقوة وكانت عيونه تسألني عن أولاده وزوجته، حاولتُ طمأنته".
وبخصوص انهيار المبنى، أوضح المراقب الفنّي حسّان العبدلله، لـ"العربي الجديد"، أنّ طريقة البناء قد يكون لها دور في انهياره، موضحاً أنّ نموذج بناء المنازل من دون أعمدة "شائع في عموم محافظتي إدلب وحلب، وهذا قد يكون عاملاً من عوامل انهياره، بحال ثبت أنه متصدع أو تعرض لقصف سابقاً".
بدوره بيّن مصدر خاص لـ"العربي الجديد"، أنه لا توجد توضيحات عن أسباب انهيار المبنى حتى الوقت الحالي، مرجّحاً تعرّضه للقصف سابقاً من قبل النظام السوري، فضلاً عن إمكانية مساهمة الأمطار الغزيرة التي سقطت، أمس الأربعاء، بانهياره.
وأشار المصدر إلى أنّ الضحايا، هم الأم وتبلغ من العمر 35 عاماً، وطفل يبلغ من العمر عاما واحدا، وفتاتان بعمر 14 و16 عاماً.
وتعرّضت الكثير من المباني في مناطق الشمال السوري لقصف من قوات النظام منذ 2011، الأمر الذي خلّف فيها أضراراً وتصدعات وجعلها عرضة للانهيار، لا سيما في المدن.