سورية: كيف يواجه مرضى السرطان في السويداء واقعهم مع تقلص المساعدات؟

24 اغسطس 2024
مرضى سرطان خلال تلقي العلاج في سورية، مايو 2023 (عمر الحاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعتمد مرضى السرطان في السويداء على دعم المنظمات الإنسانية لمواجهة تكاليف العلاج الباهظة، حيث يبلغ عددهم حوالي 7500 مريض ويزداد سنوياً.
- رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان ناشد المحسنين لدعم الجمعية التي تواجه زيادة في عدد المراجعين بسبب تراجع القدرة المادية وارتفاع أسعار الأدوية.
- الجمعية تقدم خدمات مثل النقل المجاني والمساعدات المالية، لكنها تواجه تحديات بسبب نقص التمويل وعدم دعم وزارة الصحة لمشروع بناء مستشفى جديد.

يعتمد عدد كبير من مرضى السرطان في محافظة السويداء جنوبي سورية، على الدعم الذي تمنحهم إياه المنظمات الإنسانية، إذ إن تحمل تكاليف العلاج يشكل عبئاً كبيراً عليهم في ظل الوضع الراهن، كما أنهم يحتاجون لمساعدات مادية بالإضافة إلى الأدوية

وناشد رئيس جمعية أصدقاء  مرضى السرطان بالسويداء، عدنان مقلد، أصحاب الأيادي البيضاء والمحسنين بضرورة دعم المرضى الذين يقصدون الجمعية. وكتب على صفحته على "فيسبوك" أن عدد مرضى السرطان في محافظة السويداء يقارب الـ7500 مريض، ويزداد سنوياً بما يقارب 600 إلى 700 مريض. ووصل عدد المراجعين اليوميين في الفترة الأخيرة إلى ما بين 10 و15 مراجعا، طلباً للعون الطبي والأدوية التي تقدمها الجمعية، في زيادة ملحوظة عن السنوات السابقة إذ كان عدد المراجعين لا يتجاوز الـ40 مريضاً شهرياً.

وعزا مقلد الأمر إلى تراجع القدرة المادية للمرضى وارتفاع أسعار الأدوية والخدمات الطبية وتراجع توفرها في المستشفيات الحكومية، ما أدى إلى زيادة عدد وكلفة الخدمات المطلوبة، وجعل الجمعية تدق ناقوس الخطر. يضيف أنه حتى نهاية الشهر السادس من العام الجاري، بلغ عدد مراجعي الجمعية حوالي 2350 مريضا، بكلفة تجاوزت 900 مليون ليرة سورية (الدولار يساوي حوالي 13 ألف ليرة سورية)، والعدد مرشح للوصول إلى خمسة آلاف مراجع مع نهاية العام. 

وقال أحد مرضى الجمعية ويدعى معتز، لـ"لعربي الجديد"، إن الجمعية تقدم النقل المجاني للمريض طوال فترة العلاج، كما أنها ساهمت معه بدفع نصف كلفة الجرعة الواحدة، لافتاً إلى أن كلفتها في حالته تصل إلى مليون وثلاثمائة ألف ليرة للجرعة الواحدة. ويشير إلى أنه يضطر إلى دفع مبلغ مليونين ونصف المليون ليرة كل ثلاثة أشهر، بسبب حاجته لفحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. فالمركز المختص في دمشق لم يعطه فاتورة من دون أن يعرف السبب. ولا تستطيع الجمعية أن تصرف له أية مساعدة مادية من دون وجود فاتورة مصدقة أصولاً من المركز في دمشق.

من جهتها، قالت مريضة السرطان وحيدة العلي التي تقيم في ريف السويداء، لـ"العربي الجديد"، إنها تواجه في الوقت الحالي صعوبات بالغة، لا سيما في الذهاب إلى المستشفى بدمشق. أضافت أن "الوضع صعب بالنسبة لمرضى السرطان، وأنا منهم. أجبر زوجي على بيع أرض كنا نملكها لتحمل تكاليف التنقل والعلاج. وفي الوقت الحالي، لم يعد لنا دخل. نرجو أن تنشط المنظمات والجهات المحلية لدعمنا".

يشار إلى أن الجمعية كانت قد شرعت في بناء مستشفى لها في محافظة السويداء بغية تخفيف العبء المادي على المرضى. لكن نقص التمويل وعدم دعم وزارة الصحة للمشروع جعل من المستشفى حلماً لمرضى السرطان الموجودين في المحافظة.

المساهمون