سورية: فرحة العيد غائبة في جبل الزاوية

02 مايو 2022
النزوح والفقر يحرمان أهالي جبل الزاوية من أجواء العيد (فيسبوك)
+ الخط -

غابت أجواء عيد الفطر وطقوسه المعتادة عن منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، فالعائلات السورية التي لم تغادر المنطقة تخشى من تجدد قصف قوات النظام وحلفائها، وتردي الوضع المعيشي، وغلاء إيجارات المنازل لا يترك لهم الكثير للاحتفال بالعيد.

وقد منع القصف المدفعي والصاروخي المتكرر من جانب قوات النظام معظم النازحين من المنطقة من العودة إلى منازلهم، إذ تستهدف الغارات الجوية القرى والبلدات على فترات متفاوتة رغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في 5 مارس/ آذار 2020.

يقول رمضان الأمين، وهو من سكان بلدة شنان في منطقة جبل الزاوية، لـ"العربي الجديد"، إن "أجواء العيد في المنطقة باهتة، وعدد السكان محدود، وهناك خوف دائم من الاستهداف والقصف. قام الأهالي بتأدية صلاة العيد على عجل خشية ارتكاب مجازر بحق المُصلين، ونتبادل التهاني والزيارات في ظل وجود عدد قليل من الأقارب والجيران، فالمنطقة تعتبر خط تماس، وطائرات الاستطلاع تُحلق في السماء بشكلٍ دوري".

وأوضح الأمين أن "بعض القرى والبلدات خالية من السكان بشكلٍ شبه كامل، مثل دير سنبل، والرويحة، وبينين، والفطيرة، وسفوهن، وكفر عويد، وفليفل، وغالبية بلدات وقرى جبل الزاوية لم تعرف بهجة العيد لأن غالبية سكانها نزحوا منها".

نزح عبد المتين خليفة، من بلدته بينين إلى منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "منطقة جبل الزاوية لم تشهد فرحة العيد منذ سنتين بسبب استمرار القصف الممنهج من قبل قوات الأسد وروسيا والمليشيات المرتبطة بإيران. النزوح يدمر بهجة العيد مع تشتت الأقارب والجيران والأهالي. عايدتُ أقاربي عبر الجوال، فبعضهم نازحون، وبعضهم الآخر لاجئون في تركيا ودول أوروبية".

وأضاف خليفة: "جبل الزاوية يضم أكثر من 30 بلدة وقرية، ولا يوجد في أي منها مدينة ملاهي للأطفال، وبالتالي فإن فرحة الأطفال بالعيد غائبة، فلا مكان للتسوّق، وهناك مخاوف من زيارة الأقارب، ولا أموال لشراء حلوى العيد".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتقول خديجة أم سليمان، وهي نازحة من بلدة البارة إلى تجمع مخيمات أطمة على الحدود السورية التركية، إنها "لم تجهز كعك العيد بسبب غلاء الأسعار، فتحضير حلوى العيد يكلف نحو 50 دولاراً، وهذا المبلغ كفيل بتأمين الخبز والخضروات لنحو 10 أيام، ونحن بحاجة إليها أكثر من حلوى العيد".

وأوضحت أم سليمان لـ"العربي الجديد"، أن لديها ثلاثة أبناء، أحدهم طالب جامعي في مدينة إدلب، وآخران يعملان في تركيا، وهما من يوفر لها مصاريف المعيشة، مضيفة: "ليس هناك أي بهجة للعيد في ظل غياب أبنائي، وغيابي عن بلدتي ومنزلي، وأتمنى العودة إلى منزلي في أقرب وقت ممكن لإعادة ترميمه، والاحتفال بالعيد فيه مع أولادي".

المساهمون