بدأت قوات الأمن التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، أمس الإثنين، حملة مداهمة وتفتيش واسعة في إدلب، شمال غربي سورية، بحجّة البحث عن مطلوبين بتهمة ترويج المخدّرات في المنطقة.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ حملة المداهمات تزامنت مع قطع الاتصالات عن مناطق عدّة، وقد اعتُقل في خلالها عشرات الأشخاص ونُقلوا إلى جهات مجهولة، من دون أن تحدد عددهم. وذكرت المصادر نفسها أنّ الأشخاص الذين اعتُقلوا كانوا في مدينة إدلب ومناطق أخرى في محيطها، وجلّهم متّهمون بالترويج لحبوب الكبتاغون والحشيش الآتية من مناطق سيطرة النظام السوري.
وقد أوضح الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد" أنّ "الحملة ليست الأولى من نوعها في مناطق الهيئة، لكنّها أتت على نطاق أوسع من سابقاتها، إذ طاولت مناطق في مدينة إدلب وبلدات ومدن أريحا وسرمدا والدانا وكفرتخاريم وحارم، ومناطق في ريف إدلب الشمالي والشمالي الغربي وصولاً إلى الحدود السورية التركية، ومناطق في ريف إدلب الغربي وعموم المناطق التي تخضع لهيئة تحرير الشام في شمال شرق إدلب".
وأشار المحمد إلى أنّ "عديد القوات التي شاركت في الحملة كان أكبر من الحملات السابقة، وقد ترافقت مع نصب حواجز على معظم الطرقات، فيما نُفّذت في خلالها عمليات توقيف وتفتيش للسيارات، خصوصاً تلك الآتية من المناطق التي لا تخضع لسيطرة الهيئة".
وذكر مصدر مطّلع على شؤون الهيئة فضّل عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد" أنّ "الهيئة صادرت كميات من الحشيش والحبوب المخدّرة من مواقع عدّة داهمتها، علماً أنّها كانت قد صادرت سابقاً كميات كانت تُعَدّ للتهريب إلى تركيا ومنها إلى دول أخرى". وبحسب المصدر نفسه، فإنّ "معظم كميات المخدرات تأتي من مناطق النظام السوري، في حين أنّ ثمّة كميات تُصنَّع في مناطق المعارضة وأخرى في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)".
وكان جهاز الأمن العام التابع لـ"هيئة تحرير الشام" قد أعلن، في 20 مارس/ آذار الماضي، عن ضبط شحنة مخدّرات، لتوضح إدارة معبر دير بلوط التابعة للهيئة في وقت لاحق أنّ الشحنة مؤلفة من أربعة ملايين حبّة كبتاغون كانت معدّة للتهريب إلى تركيا.
في السياق نفسه، أعلن جهاز الأمن العام، في فبراير/ شباط الماضي، ضبط سيارة عند معبر دارة عزة الواصل بين مناطق الهيئة وفصائل "الجيش الوطني"، كانت تحاول تهريب شحنة من الحبوب المخدّرة من ريف حلب في اتّجاه إدلب، وقد قُدّر عددها بمليون حبّة مخدّرة مغلّفة في أكياس.