تستمر معاناة النازحين السوريين في مخيمات الشمال السوري مع موسم البرد والأمطار، ويتسبب استخدام وسائل تدفئة بدائية باندلاع الحرائق داخل تلك الخيام القماشية، في ظل تردي الوضع المعيشي لغالبية قاطني المخيمات، وضعف الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات المحلية والدولية.
وقالت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، إن "حريقاً نشب في مخيم "ساعد" بمحيط بلدة كللي شمال محافظة إدلب، الاثنين، احترقت على إثره خيمتان بشكلٍ كامل في المخيم، دون معرفة أسباب الحريق"، مضيفةً أن "فريق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وصل وبرّد الحريق، وتأكد من عدم وجود إصابات".
ولفتت "الخوذ البيضاء" إلى أن "هذا الحريق الثاني من نوعه خلال أقل من 24 ساعة"، في حين احترقت خيمة مساء أمس الأحد في مخيم "صلاح الدين" ببلدة بابسقا القريبة من الحدود السورية - التركية، شمال محافظة إدلب.
وأشارت "الخوذ البيضاء" إلى أن "المواد الخطرة وغير الصحية المستخدمة في التدفئة تسببت باندلاع الحرائق بشكل متكرر موقعةً في كثير من الأحيان مصابين أو وفيات". ودعت المدنيين إلى ضرورة الانتباه الشديد للمدافئ والتأكد من إطفائها عند مغادرة المكان للتقليل من فرص نشوب الحريق.
في حين تستمر معاناة النازحين في ظل استمرار العواصف المطرية وبعض الهطولات الثلجية في مناطق متفرقة من مناطق شمال سورية، حيث بلغ عدد المخيمات التي تضررت خلال العاصفة 44 مخيماً في مناطق شمالي غرب سورية، بحسب آخر إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية".
وأشار الفريق حينها إلى أن "الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيمات من قبل المنظمات المحلية لم ترق إلى حجم الأزمة والمأساة التي يمر بها النازحون في تلك المخيمات".
في غضون ذلك، أوصى "الدفاع المدني السوري"، المدنيين بضرورة عدم الاقتراب من الأجسام المشبوهة أو مخلفات الحرب غير المنفجرة، وإبلاغ فرق "الخوذ البيضاء" عنها، وجاء ذلك مع اقتراب التحضير للزراعات الصيفية في مناطق شمال غربي سورية.
وأكد الدفاع المدني أن "آلاف الذخائر غير المنفجرة من مخلفات قصف النظام وحليفه الروسي تنتشر في المناطق الزراعية وبين منازل المدنيين في شمال غربي سورية، وتشكل تهديداً كبيراً على حياة السكان"، مضيفاً أن "فرق (UXO) في الدفاع المدني تكثف عملها، لتقليل خطر الذخائر غير المنفجرة لا سيما على المزارعين في المناطق التي تعرضت للقصف".
في سياق منفصل، أُصيب شخص بجروح خطيرة، مساء الإثنين، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولين بسيارة عسكرية تابعة لـ "الشرطة العسكرية" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" المعارض، والحليف لتركيا، في مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شمال شرقي محافظة حلب.