حذّر مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، من تفاقم الوضع الإنساني في مخيّم الركبان جنوب شرقي سورية، مع سعي روسي إلى تفكيكه.
وأشار الأسعد إلى أنّ "روسيا، وبمساعدة النظام السوري، تحيك مؤامرة ومسرحية للنازحين السوريين القاطنين في المخيّم، في ظلّ ظروف قاسية لا إنسانية"، متحدثاً عن نيّة لقطع المياه وخفض كميّات الغذاء والدواء التي تصل إلى المخيّم.
وقال الأسعد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "روسيا تسعى حالياً إلى إرسال شاحنات إلى المخيّم على أساس أنّها من قبل الأمم المتحدة لترحيل النازحين إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في شمال حلب، لكنّ الحقيقة هي أنّ تلك الشاحنات سوف تنقلهم إلى مناطق النظام وليس إلى الشمال السوري"، محذّراً ممّا وصفه بـ"المسرحية".
تجدر الإشارة إلى أنّه قبل أيام، صرّح رئيس مركز الدفاع الوطني في وزارة الدفاع الروسية ميخائيل ميزنتسيف بأنّ النظام السوري جهّز مراكز إقامة مؤقتة للراغبين في المغادرة.
والمخيّم الواقع في عمق بادية حمص على الحدود السورية الأردنية يفتقر إلى اهتمام المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي.
أضاف الأسعد أنّ "قاطني المخيّم يعانون معاناة شديدة من جرّاء نقص الغذاء"، موضحاً أنّ "ثمّة نقصاً واضحاً بالمواد الإغاثية، وكذلك الطبية، مع عدم توفّر محطة مياه ولا كهرباء، إلى جانب إغلاق الحدود الأردنية بشكل كامل، الأمر الذي منع المرضى من دخول النقطة الطبية الواقعة في داخل الحدود الأردنية".
وكان المرضى في مخيّم الركبان قد مُنعوا من الوصول إلى تلك النقطة الطبية في مارس/ آذار 2020 بعد تفشّي فيروس كورونا الجديد. فإغلاق الحدود ومنع النازحين من الوصول إليها من بين الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأردنية في إطار مكافحة الوباء.
من جهته، أوضح عضو تنسيقية تدمر أيمن الحمصي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "النازحين الذين فضّلوا البقاء في المخيّم محاصرون من قبل النظام السوري والقوات الروسية، ووضعهم الإنساني سيئ جداً، خصوصاً مع الارتفاع الحاد في درجات الحرارة".
وأضاف الحمصي: "نأمل أن تتدخل الأمم المتحدة لإنهاء الكارثة في المخيّم وإنهاء الحصار والتجويع المفروضَين من قبل روسيا والنظام"، لافتاً إلى أنّ "من بقي في المخيّم صامداً في وجه الجوع والتضييق لن يغادر إلى مناطق النظام حتى يُعتقل أو يُقتاد إلى الخدمة العسكرية". وتابع: "من الممكن توقّع أيّ شيء من النظام السوري لتفكيك المخيّم بدعم روسي".
يُذكر أنّ مخيّم الركبان شُيّد قبل نحو خمسة أعوام ليضمّ نحو 70 ألف نازح في ذروة استيعابه، فيما بقي اليوم منهم نحو 12 ألفاً و500 نازح يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية والإنسانية المختلفة وسط تضييق للحصار.
وفي نداء استغاثة، قال الناشط الإعلامي خالد العلي، المقيم في المخيّم، لـ"العربي الجديد": "نطالب ونناشد الجميع بالتدخّل لإنهاء معاناة سكان الركبان، خصوصاً الأطفال والنساء والمرضى، وعدم السماح للنظام بإجبارهم على العودة إلى نطاق سيطرته بشكل قهري".
وفي سياق متصل، أشار مصدر من المخيّم، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "تقليل كميّة المواد الغذائية والأدوية الداخلة إلى المخيّم هو ما ينتهجه النظام حالياً، الأمر الذي يرفع أسعارها بشكل غير معقول، ويجعل النازحين يعانون من أجل الحصول على الحدّ الأدنى من الأغذية".
وأكّد المصدر نفسه أنّ "الغالبية العظمى ترفض العودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، نظراً إلى ما حلّ بمن غادر المخيّم، خصوصاً الشبّان والرجال. فهؤلاء تعرّضوا إلى الاعتقال".